الإرهاب الحوثي والمجتمع الدولي

محمد قشمر
الخميس ، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٨:٠٧ مساءً


تشتد المحن وتزداد المآسي على المجتمع اليمني ككل وتزداد المخاطر المختلفة التي لم يكن يتوقعها المواطن اليمني في أسوء الاحتمالات. استطاعة الجماعة الميليشاوية الانقلابية في فترةٍ زمنيةٍ وجيزةٍ أن تعيد اليمن الى عصور التخبط والظلام والاستبداد المقيت. طبعاً معلوم لكل مطلع أن هذا هو أسلوب الإدارة المفضل لهذه الجماعات منذ القدم والتاريخ اليمني يشهد على ذلك. 


تقوم إدارة الحوثيين على القمع والقتل والترهيب والتفجير والتدمير، تقوم على كل ما من شانه أن يكسر نفوس الناس وعزتهم وكرامتهم من أجل أن يخضعوا لجبروتهم وطغيانهم، ورغم أن التاريخ أيضاً أكد بأن هذا الأسلوب ومن تلك الجماعة لم يفلح في إخضاع الشعب اليمني الا انهم ما زالوا يمارسونه وبأقوى وأبشع الوسائل المتاحة لهم مع الاعتماد على خبرائهم الأجانب المتخصصين بالإرهاب الدولي المختلف من دولة الإرهاب الأولى عالمياً إيران ومن ميليشيات حزب الله الإرهابي. 


الحوثيين كجماعة إرهابية تجاوزت النطاق الجغرافي لليمن وتعاونت مع منظمات إرهابية دولية أصبحت تسيطر على جزء كبير من الوطن اليمني ، وفي تلك المساحة الجغرافية التي يسيطرون عليها والتي تعتبر كبيرة نسبياً وفيها العدد الأكبر من اليمنيين القابعين تحت سلطتهم الإرهابية يكون التنكيل والانتهاك الواضح لكل الحقوق والحريات من أعظمها واسماها وارقاها وهي الحق في الحياة الى أدنى الحقوق المعترف بها دوليا ً. 


الميليشيات الإرهابية الانقلابية التي سيطرت على صنعاء والكثير من المدن صنفها المجتمع الدولي على أنها ثاني أخطر جماعة إرهابية بعد داعش على الحقوق والحريات خصوصاً على الصحفيين .
هذه الجماعة التي لم تبقي شيئا من حق البشر وحرياتهم الا انتهكتها. فهي التي تمزق أجساد البسطاء والصحفيين والإعلاميين والمعارضين لأفكارهم السوداء السلالية البغيضة عن طريق جعلها دروع بشرية في المعسكرات والأهداف العسكرية بطريقة توحي بمدى بشاعتهم . 


ليس غريباً على هكذا ميليشيات هذه الأعمال الإجرامية فهي التي جندت الأطفال وزجت بهم في المحارق المختلفة لتحافظ هي على بقائها كسيدةٍ في معبد الشيطان وهي الجماعة التي تقتل الأطفال في تعز وهي التي تحاصر المدن في كل منطقة تصل يدها اليها وهي نفسها التي تحاصر سكان صنعاء الان لتجعل من صنعاء وسكانها أسرى مدنيين ومدينة منكوبة وهم نفسهم الذين شردوا وهجروا الناس قسراً من قراهم ومدنهم . 
هم الذين قيدوا حرية العبادة وجعلوها حكراً لهم وهم الذين اعتقلوا أصحاب الفكر الحر والاقلام الصادقة وهم الذين استخدموا الإخفاء والاختطاف من أجل إرهاب خصومهم السياسيين والدينيين والعسكريين والمدنيين . هم وحدهم الذين استخدموا الحياة لأجل الموت وانتهكوا كل المحرمات . 


المجتمع الدولي يؤكد في كل تقاريره بأن الحوثيين ينتهكون الحقوق والحريات المختلفة وأن اليمن واليمنيين يعانون من أسوء الانتهاكات التي تمر في التاريخ اليمني على ايدي الانقلابين الإرهابيين الحوثيين . ونفسه هو المجتمع الدولي الذي يحذر من الكوارث الإنسانية التي تصيب اليمن بسبب هذه الحرب التي يشنها الحوثيين على اليمنيين عموماً.


الا إن الكارثة اننا لا نجد للمجتمع الدولي أي صوت في محاربة الحوثيين كجماعةٍ إرهابية تحتل المركز الثاني عالمياً بعد داعش كجماعةٍ إرهابية . فيسعى المجتمع الدولي بكل ما أوتي من قوة الى التفاوض معهم والوصول معهم الى حلول سياسية ليضمنوا لهم البقاء كشركاء سياسيين ارهابين داخل اليمن ليستطيعوا استخدامهم متى شاؤوا كأوراق لعدم استقرار اليمن والمنطقة . 
التخاذل الدولي تجاه الحوثيين وتجاه ما يقومون به من انتهاكات مخيفة لكل الحقوق والحريات الإنسانية (والحيوانية) تظهر وجهاً قبيحا ً للمجتمع الدولي الذي يساهم وبشكل قوي في صناعة الإرهاب وبصور مختلفة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي