فهم الإسلام المغلوط والدور المفقود

د. عبده مغلس
الاثنين ، ٢٥ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ٠١:٤٧ صباحاً


الفهم المغلوط لرسالة الإسلام الرحمة والمحبة الإنسانية نشأ بسبب عدم فهم دين الإسلام من خلال التنزيل الحكيم كتاب الله وصحيح سنة الرسول عليه الصلاة والسلام والتي لا تتعارض مع القرآن  بل فهمناه من خلال الرأي والفقه وهذا ليس بدين بل رأي يعالج قضية ما في زمانها ومكانها صادر من إنسان محدود المعرفة مرتبط بزمان ومكان وبشروطهما الزمانية والمكانية  وبمعرفتهما وأدواتها المرتبطة بذالك الزمان والمكان وكون الإسلام ديناً كونياً عالمياً إنسانياً إختتم رسالاته برسالة الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام وحمل للإنسانية الكتاب الخاتم موضحاً ومدللاً لهذه الرسالة عبر الزمان والمكان إلى قيام الساعة فهو صالح لكل زمان ومكان ويتجلى ذالك بثبات النص وتغير المعنى وفقا لتغير الزمان والمكان والمعرفة وأدواتها وهذه هي معجزة الرسالة المحمدية ولذالك لا يمكن أن يحتويه رأي بشري أو عنصري أو حزبي أو مذهبي أو زمان أو مكان لأنه أتى من الله مطلق المعرفة والذي لا يحده زمان ولا مكان ليتماشى مع تطور الإنسانية بينما الرأي والفقه من الإنسان محدود المعرفة محدود الزمان والمكان ولهذا السبب أصبح الولاء عند البعض لصاحب الرأي والفقه وليس لله سبحانه ودينه ورسالته ورسوله وبدلاً من يصبح محور حياة المسلم ربه ودينه ورسوله يصبح محور حياته فقيهه وشيخه وبدل أن يقول يألله يقول ياحسيناه ويابن علوان وهذا الفهم هو الذي فكك الأمة وأدخلها صراع المفاهيم المدمر وقيد انطلاقة الأمة 


الإسلامية نحو تأدية دورها في صناعة حضارة الرحمة ورفع الأُصر والأغلال والإستخلاف والشهادة على الناس.


نحن اليوم ندفع ثمن هذا الفهم المغلوط فلقد حولت المفاهيم المغلوطة  دين الرحمة الى دين يُنعت منتسبيه بالإرهاب وتدخلت قوى الشر التي وصف الله مكرها بأنه يُزيل الجبال لتوظف هذه المفاهيم المغلوطة في صراعات مدمرة للأوطان والإنسان في كل بلاد المسلمين.


فهل آن الأوان لتحرير الإسلام وعقول المسلمين من هذه المفاهيم المغلوطة لنستعيد ديننا الحق ودورنا المفقود في رسالة الرحمة والإستخلاف والشهادة على الناس لنكون جزء فاعل في صياغة حضارة الرحمة الإنسانية التي حملتها رسالات الإسلام من نوح عليه السلام الى رسول الرحمة محمد عليه الصلاة والسلام إنقاذاً لها من سيطرة توغل ووحشية الإنسان وجشعه الذي أدى إلى الإفساد وسفك الدماء.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي