الكابتن هادي يسدد هدف في مرمى ترامب

محمد القادري
الأحد ، ٢٤ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٦:٤٢ مساءً

 

أعذروني فأنا لم اعرف ان سحب قرار ترامب المتضمن اعلان القدس عاصمة لإسرائيل من الامم المتحدة ناتج عن مشروع تقدمت به دولة اليمن بقيادة فخامة الرئيس هادي ، والسبب أننا مشردون من الحوثي نعيش مختفون ولا نطلع على كل الاخبار نتيجة ضعف النت وعدم القدرة على فتح المواقع المحجوبة بالاضافة إلى اقتصادنا بباقة النت نتيجة الظروف التي نعيشها  و التي تفرض علينا عدم تصفح الاخبار والمواقع بكثرة  حتى لا تنتهي باقة النت بسرعة .


في آخر ليلة أمس لفت نظري خبر من مصادر موثوقة يتحدث عن المشروع اليمني  الذي اجبر الامم المتحدة على سحب قرار الرئيس الأمريكي ترامب ، فصحت بأعلى صوتي مش معقول يا سلام عليك يا سلام عليك ... صديقي النائم بجانبي استيقظ مذعوراً وقال لي : ايش فيك هل تشاهد مباراة وسجل المنتخب اليمني هدف في خليجي 23؟؟ 


قلت له : لا لا لا ولكن الكابتن  هادي سجل هدف في مرمى ترامب !!!

 الدولة الشرعية اليمنية التي يقودها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي تتقدم بإسم المجموعة العربية بقرار ينتصر للقدس عاصمة الدولة الفلسطينية وتهزم قرار ترامب لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ، يا له من شرف عظيم وانجاز اسلامي عربي كبير .


هادي أول رئيس يمني ينتصر للقدس وفلسطين بخطوة عملية ناجحة وموقف تأريخي متميز ، ولو لم يكن له إلا هذا الانجاز لكفاه ان يظل مخلداً في صفحات التأريخ وفخراً وشرفاً لكل يمني وعربي جيلاً بعد جيل .

بعد الهزيمة التأريخية والخسارة المدوية التي تلقاها ترامب أمام الكابتن اليمني العربي الاسلامي هادي ، خرج ترامب غاضباً منكسراً مطأطأً رأسه وقام يصرح ويقول من حق جماعة الحوثي ان تحصل على تسوية سياسية .
كأنني أتخيل ان هادي رد عليه وقال : سيفشل مشروعك الخاص بابنتك جماعة الحوثي في صنعاء كما فشل مشروعك الخاص بابنتك إسرائيل في القدس ، ولقد عجزت يا ترامب ان تنتصر لإسرائيل وهي دولة قوية بجيشها وسلاحها وستعجز ان تنتصر لانقلاب جماعة  الحوثي ذات الجيش الميليشاوي والولعة البردقانية   .

 سألوا ترامب لماذا نجح وعد بلفور في عام 1917 ولم تنجح أنت في 2017 ؟؟
فقال لهم : بلفور نجح لأنه لم يكن موجود في ذلك العهد  رئيس يمني اسمه هادي !!!

هادي اليمني العربي الأصيل الذي تحالف مع اشقاءه العرب لينتصر لليمن ويدافع عن العروبة والحرم من المشروع الإيراني الفارسي ، هاهو يتقدم باسم اشقاءه العرب لينتصر لفلسطين ويدافع عن المسجد الاقصى من المشروع الأمريكي الإسرائيلي .
هادي الذي يناطح إيران وسينتصر لكل يمني هاهو يناطح أمريكا وانتصر لكل عربي .
هادي شخصية يمنية عربية فريدة في شجاعتها وعظيمة في مواقفها وثابتة في مبادئها وناجحة في مسارها .

 هذا هو هادي ودولته الشرعية يا جماعة الحوثي الانقلابية ، انتصروا للقدس وحققوا الموت لأمريكا وإسرائيل بخطوات عملية أمام العالم ، ولم يكونوا كأمثالكم وسيدكم عبدالملك الحوثي ترفعون مجرد شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل وانتم في الواقع تقتلون الشعب اليمني وترتكبون جرائم بحقه اسوأ مما ترتكبه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني .


الانتصار للقدس يا حوثي ليس مجرد مظاهرات وزوامل وخطابات هي في حقيقتها مجرد تقية تمارسها تدعي الموت لأمريكا في الظاهر وتعمل لتحيا أمريكا في الباطن .

 هذه هي دولة اليمن الشرعية  يا إيران ، تقدمت اليمن باسم المجموعة العربية  بمشروع ينتصر للقدس ولم تتقدم إيران ومن معها .
الآن ظهرت الحقيقة ، كنتم تدعون ان اليمن ومن معها من العرب حلفاء لإسرائيل وعملاء لمشروعها الصهيوني ، ولكن الأمر اتضح ان إيران ومن معها هم العملاء والحلفاء .


هدف المشروع الإيراني الفارسي والمشروع الأمريكي الإسرائيلي واحد في المنطقة العربية ، وكلاهما يسعان لاحتلال العرب وتقسيمه وكلاهما يكمل الآخر ، فالمشروع الايراني يريد يحتل النصف ويعلن عاصمته مكة والمشروع الأمريكي الاسرائيلي يريد احتلال النصف الآخر وتكون عاصمته القدس .

يا فخامة الرئيس هادي لقد أصبحت اليوم علماً يمنياً عربياً إسلامياً يرفرف في شتى البقاع ، واصبحت وساماً في صدور مئات الالاف من الملايين في العالم ، انت فخر لكل مواطن يمني وكل قومي عربي وكل مسلم في الكرة الارضية ..


تفتخر فيك اليمن وتفتخر فيك فلسطين برجالها ونساءها وشبابها ، ويفتخر فيك كل اشقاءك العرب الذين يقفوا معك ويساندوك.
انت اليوم يا هادي حديث كل اقلام المؤرخين الذين سيخطونك بحروف من نور على صفحات من ذهب تأريخاً خالداً مدى الازمان يدرسه ويتعلمه ويقرأه الجيل تلو الجيل حتى يرث الله الارض ومن عليها .

عفواً يا فخامة الرئيس الوالد فقلمي عاجز ان يوفيك حقك مهما كتب عنك انه يعترف بتقصيره وعجزه ويطالبك بأن تمنحه المسامحة وتلتمس له العذر .

لا تستطيعون ان تعرفون  كم أنا فخور اليوم ... أكثر مما تتوقعون وأكثر وأكثر بكثير ... وبمثل هادي فليفتخر المفتخرون ولا حرج .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي