عشرة أمور لم يفهمها أحمد علي عبدالله صالح

محمد القادري
الخميس ، ١٤ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٥٤ مساءً

 

الموقف الذي ظهر به أحمد علي عبدالله صالح بعد مقتل  أبيه على ايدى جماعة الحوثي ، اتضح من خلال القاءه للبيان انه يتخذ موقف غامض ويتجه توجه خاطئ ، ويتحدث بطريقة عامة لم يتطرق فيها إلى الطلب الحقيقي ويكشف عن أساسيات القضية ، ورغم وعده ووعيده بمعاقبة المجرمين واستعادة الجمهورية إلا ان الموقف الذي ظهر فيه يدل على ان ذلك يعتبر مجرد كلام فقط وليس له اي قدرة في الواقع ، وحتى لا يحرق أحمد علي شخصيته أكثر بمجرد الظهور والكلام فيجب عليه ان يعرف عدة أمور وسأتطرق هنا إلى أهمها .

1- لست أقوى من أبيك ، فوالدك رحمه الله كان يجيد التعامل مع اغلبية شرائح المجتمع القبلية والعسكرية والحزبية والمذهبية ، أما أنت فلا تجيد التعامل إلا مع جانب معين ، بالاضافة انك لست ملماً بالسياسة ومتقناً للدهاء مثل والدك ، وهذا ما يجب ان تعلم انك لن تصبح مثلما كان أبيك ولن تقوى أمام  الحوثي أكثر منه ، فاذا كان  والدك صمد ثلاثة أيام فأنت لن تصمد ست ساعات.

2- أنت بمفردك لن تكون طرف قوي ، حيث ان عائلة صالح ومن معها اصبحت الآن اضعف طرف في اليمن مقارنة ببقية الاطراف كجماعة الحوثي ومؤتمر الشرعية وحزب الاصلاح والاشتراكي والناصري والجماعة السلفية وغيرها ، وهذا ما يفرض عليك الانضمام مع الشرعية لأن يد الله مع الجماعة لو كنت بالفعل تريد محاربة الحوثي.

 3- لن تستطيع تفجير مقاومة أو ثورة ، فقبيلتك السنحانية وقبائل صنعاء لو كانوا سيقفون معك لوقفوا مع أبيك ، وانصار عائلتك لو كانوا سيقاتلون في صفك لقاتلوا في صف أبيك ، فيجب ان تعرف ان من خذلوا أبيك سيخذلوك ومن تخلوا عنه سيتخلوا عنك .

 4- لن تستطيع تكوين جيش ، فالحرس الجمهوري الذي كان يتبعك سابقاً قد انتهى واصبح غالبيته يوالي الحوثي ، والسبب أنك لم تربيه التربية الوطنية وتهدف من بناءه لحماية مكتسبات الوطن ، وايضاً لن تجد فرصة أخرى لتبني بها جيشاً آخر كالفرصة التي حصلت عليها في عهد حكم أبيك لليمن .

 5- لم تؤمن بفكرة وجود الدولة ، فما حصل لأبيك واليمن كان سببه الانقلاب وغياب الدولة ، وكان الاحرى ان تطالب باستعادة الدولة الشرعية وتقف مع هذا المطلب ، فاستعادة الجمهورية والانتصار لثورة سبتمبر من جماعة الحوثي لن يتحقق إلا باستعادة الدولة ، ولن يحققه كلامك وبيانك الهزيل المطالب باستعادة الجمهورية دون ان يؤمن بمطلب استعادة الدولة المنهوبة التي قضى عليها الانقلاب الطائفي المستبد  المتمثل بجماعة الحوثي .

 6- لا تفكر في قيادة حزب المؤتمر ، لأن هذا الأمر سيجعلك تسعى نحو تقسيم الحزب وتشتيته وتمزيقه ، فالمؤتمر حزب سياسي وليس ميراث ، وكما تخلت  قيادة المؤتمر في صنعاء عن أبيك وساندوا الحوثي لن يعودوا للوقوف معك ، فيجب عليك ان تدعو كل مؤتمري من انصار ابيك للتوحد مع مؤتمر الشرعية ورفض القيادات المؤتمرية التي والت الحوثي لأنها لم تشرفك ولم تشرف المؤتمر على الاطلاق .

7- لا تحلم بالعودة إلى السلطة ، حيث كان تحقيق هذا الحلم سيتم في عهد أبيك عندما كان رئيساً لليمن عبر جعلك خلفاً له من خلال انتخابات ستعلن فوزك نظراً لوجود كل امكانيات نجاحك من المال والنفوذ والجيش والولاء والقوة ، ولكن بعد خروج والدك من السلطة قطع الطريق امامك ، لأنك لن تستطيع  الوصول للسلطة  بعد ان تركها والدك مرغماً وعجز عن التشبث بها ، فلو كانت السلطة متاحة امامك لكانت متاحة امام بقاء أبيك رئيس لليمن ... وتلك الأيام نداولها بين الناس ، فكن خلف قيادة اليمن مثلما كانوا خلف ابيك وارتضي بهم اليوم مثلما ارتضوا بوالدك بالأمس .

 8- لست نظامي وقانوني ، ولو كنت ملتزم بالنظام والقانون لدعوت الجميع للوقوف خلف الرجل الأول في الدولة الرئيس عبدربه منصور هادي ، الذي انتخبته انت وانا وكل الشعب وصعد للسلطة بطريقة قانونية ، ومن لم يقف خلفه كرجل أول في الدولة فهو يفكر بعقلية الفوضى ويتجه بمسار المزاجية ، وينظر بعين المصلحة الذاتية وليس بعين المصلحة العامة ، ويقدم حب الذات على حب الوطن والشعب .

 9- لم تعترف بالخطأ  ، فما حدث لوالدك يعتبر درساً كافياً يعلمك الاستفادة من الاخطاء التي ارتكبها والدك من خلال تحالفه مع الحوثي ومساندته له ، وكان يجب عليك ان تعترف بتلك الاخطاء فالاعتراف بالحق فضيلة والاعتراف يعتبر تصحيح للمسار واعتذار للشعب والوطن وتوبة صادقة واقلاع من العودة لارتكاب اخطاء كمثلها .

 10- لم تتخذ الموقف المناسب ، فبعد مقتل ابيك كان يفترض عليك ان تقف مع الشرعية والتحالف ، ولكنك اتخذت موقف سلبي وقفت به ضد الحوثي ولم تؤيد به الشرعية ، وهذا موقف لا فائدة منه حيث جعلك لا من هؤلاء ولا من هؤلاء ، وكما هو معروف ان موقفك كان من قبل مع الانقلاب ضد الشرعية ، وبعد مقتل ابيك اصبحت تقف ضد الانقلاب ولست مع الشرعية ، وهذا ما يعني ان موقفك السابق كان يستفيد منه الحوثي وتتأثر الشرعية ، واما موقفك الحالي فهو لا تستفيد منه الشرعية ولن يتأثر منه الحوثي .


أنت الآن بلا موقف ... حدد موقفك حدد ، اما ان تصبح مع الشرعية ضد الانقلاب ، او عد للوقوف مع الانقلاب ضد الشرعية كما كنت من قبل وانضم مع القيادات التي كانت حول ابيك وساندت الحوثي بعد مقتله ، اما ان تقف ضد الطرفين فأنت في الحقيقة بلا موقف .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي