أين يكمن السر؟؟

كتب
الأحد ، ١٧ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٣٧ مساءً
عبد الرحمن بجَّاش
عبد الرحمن بجَّاش

نُظر على الدوام لدولة حاضرة الآن في المحفل الدولي «أوكرانيا»، في الغرب بالذات، على أنها دولة متخلفة حين كانت ضمن منظومة الاتحاد السوفيتي، سرى ذلك على دول الاتحاد التي ضمها ستالين بعد التقاسم للعالم في يالطا بعد الحرب الكونية الثانية، وحدها فنلندا خرجت من أسار الاتحاد بفتوى من لينين، لم تجرؤ أخرى أن تفعلها في ما بعد، ولا يزال ربيع براغ في الأذهان!! ظل الغرب يدندن بتخلف منظومة الكتلة الاشتراكية زمن الحرب الباردة، وظل المعسكر الاشتراكي يكرس كل مخرجات صناعاته للقطاع العسكري خوفاً من حرب يجتاح فيها الغرب أراضي الشرق.

توازن الرعب أدى بالأمور إلى الاستقرار، لكن الحرب على الصعد الأخرى ظلت في أوجها، حتى بدا أن الغرب انتصر حين ترهلت أدوات الشرق وصارت أحزابه مجرد آلات صدئة!! صارت أوكرانيا دولة مستقلة، وكذلك المجر، وضمت ألمانيا الشرقية إلى غربها، وهرب هونيكر إلى التشيلي ليموت هناك، وصارت المستشارة الألمانية شرقية لأول مرة!! وصارت تشيكوسلوفاكيا دولتين هما التشيك والسلوفاك، مدينة خاركوف في أوكرانيا وكأس أوروبا الحالية تلعب في أراضيها وبولندا، أتابع باهتمام مجريات كأس العالم المصغّر، ويعجبني بالتأكيد المنتخب الإسباني، الذي أتمنى وأتوقع فوزه بالكأس، وإن كانت ألمانيا تخيفني!!

بالمقاييس الغربية فدول المنظومة الشرقية السابقة متخلفة، ماذا حصل أن يوافق غرب أوروبا على اللعب في شرقها؟ نظرة واحدة على الملاعب في بولندا وأوكرانيا تعطيكم الدليل، فقد صارت دول الشرق مثل نظيراتها، وتابع مجريات الكأس مظهراً وتنظيماً ومستوى منتخبات، فلا تستطيع التفريق إلا بالتاريخ!! كيف تتميز هذه الشعوب؟ ما هو السر في أنها تغيرت سريعاً؟ هل هو التعليم؟ هل هي الدولة؟ انظر إلى المجر، إلى التشيك، إلى السلوفاك والرومانيين والبلغار كيف استطاعوا أن يلحقوا وسريعاً، ما السر في أن دول الجانب الآخر من المتوسط وما حول البحر الأحمر لا تزال تئن تحت وطأة التخلف برغم الثروات؟ وهل الثروة شرط للتطور؟

انظر إلى فنلندا، لا موارد لها، ومع ذلك فقد تحولت بفضل تليفونات نوكيا إلى دولة غنية، مقابل أن مواطن أية دولة بترولية لا يجيد استخدام تليفون نوكيا إلاَّ بالكاد، أما إذا أتيت إلى أجهزة سامسونج الكورية فمثلي ستتبين مدى تخلفك حتى العظم، ما هو السر إذاً؟ فقد أذهلتني ملاعب بولندا وأوكرانيا ومستوى التنظيم، هل عليَّ تذكر ملعب الثورة الرياضي؟!

سيظل السؤال الحائر حائراً إلى أن نجد الجواب : أين يكمن سر تلك الشعوب؟ في الزعامة، في القدوة، في العلم، في ماذا؟ أين أساتذة علم الاجتماع؟ ربما عندهم الجواب.

الثورة

الحجر الصحفي في زمن الحوثي