الشهيد صالح ثلاثة أيام فقط

محمد القادري
الثلاثاء ، ٠٥ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٥٨ مساءً

 

آخر ثلاثة أيام في حياة الشهيد علي عبدالله صالح الرئيس السابق ، هي العمر الحقيقي الذي عاشه وسجل فيه موقفاً اكبر من مواقف ثلاثين سنة ، وسطر فيه تأريخاً أعظم من تأريخ ثلاثة عقود ، فمنذ إعلان الشهيد صالح تخليه عن الشراكة مع الحوثي ورفضه لمشروع إيران وعودته لفضاء العروبة ، دخل حياة جديدة في آخر عمره كتبها التأريخ بحروف من ذهب على صفحات من نور ، فالشهيد قد سلك درباً مميزاً ونال شرفاً عظيماً من خلال الوقوف ضد مشروع إيران في اليمن ومواجهة جماعة الحوثي حتى نال الشهادة وارتقى إلى ربه شهيداً ، لتصبح آخر ثلاثة أيام في حياة صالح كافية على اصدار الاحكام عليه ، لأن العبرة في النهاية وليست في البداية ، ونهاية صالح كانت عربية وحدوية قومية مقاومة استشهادية .

 

 كنت من قبل تخلي صالح عن الحوثي ، أخاف من ان تقوم دول التحالف والشرعية بالحسم وتحرير صنعاء في ظل توحد طرفي الانقلاب ، لأني كنت انظر إلى الجانب الفكري وليس للجانب العسكري والاداري ، فعندما تكون نهاية صالح وهزيمته على ايدي التحالف العربي والشرعية فأن انصار صالح سيتمسكون بالفكر الحوثي وسيترسخ في قلوبهم حب إيران وسيكونوا اصحاب ميول كبير نحو المشروع الفارسي ، ولكن عندما يختلف صالح مع الحوثي او تكون نهايته على أيديهم فإنه في هذه الحالة سينقذ انصاره الذي ساندوا الحوثي وتأثروا بفكره بسبب موقف صالح السياسي وتحالفه معهم ، وسيعود اتباعه لجادة الصواب ويختلفون مع مشروع إيران ويعادون جماعته الطائفية ويساندون الدولة الشرعية ذات الهوية اليمنية و القومية العربية .

 

 الشهيد صالح الذي بتحالفه مع الحوثيين أرتكب أسوأ خطأ جعل انصاره اصدقاء لإيران وسنداً لجماعتها الشيطانية التي استغلت ذلك التحالف والتقارب  لنشر سمومها الفكرية في أوساطهم .
والشهيد صالح الذي اعلن تخليه عن الحوثي قد عاد بذلك إلى جادة الصواب وأنقذ نفسه وأنقذ انصاره من الخطأ الفادح ، واعلن التوبة التي من خلالها كشف الوجه القبيح والسيئ لجماعة الحوثي التي اعتبرت توبته خيانة وارتكبت بحقه أبشع جريمة .

 

انا اعتبر خلاف صالح مع الحوثي هو حباً من الله لليمن وتدخل إلاهي لانقاذها.
واعتبر ايضاً موت صالح شهيداً هو حباً من الله لصالح الذي نال الشهادة وهو مواجهاً لجماعة الحوثي التي ابتهجت بمقتله وعزرت بجثته ، وهذا افضل من ان يموت على فراشه وهو متحالفاً مع جماعة الحوثي التي ستصدر بيان تنعيه وتعزي اهله وانصاره .
فالشهيد صالح قد منحه الله خاتمة حسنة والأعمال بالخواتيم ....

 

رحم الله الشهيد علي عبدالله صالح .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي