المنظمات الدولية مصالح فوق الإنسانية

محمد قشمر
الاثنين ، ٠٤ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٦:٣٤ مساءً

بدأ الصراع المخيف والذي يمكن أن يكون الأعنف والذي يتوقع معه أن يحصد أرواحاً أكثر من بقية المحافظات نظراً للكثافة السكانية لمدينة صنعاء ، كما يتوقع أن يخلف هذا الصراع وهذا الاقتتال الكبير من الهدم والتخريب الذي بدأته أساساً الميليشيات الحوثية ، والتي تعتبر العدو الأول للإنسانية وللحقوق والحريات في اليمن والتي تم تصنيفها على أنها تشكل ثاني أعظم تهديد في العالم على الإنسانية بعد التنظيم الإرهابي داعش . 


بدأت معركة صنعاء التي يسعى المتقاتلين فيها الى الاستحواذ على النصيب الكامل من روح اليمن وشعبها المسكين ، الاستحواذ على النصيب الذي يجب أن يكون في مواجهة المفاوضات السياسية للبقاء في سدة الحكم بأي طريقة وبأي ثمن . 


طائرات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تنتظر الإذن بالهبوط في مطار صنعاء لإجلاء الموظفين الدوليين (فقط) التابعين لها ، أولئك الموظفين الذين كانوا جزءاً من المشكلة ولم يكونوا يوماً جزءاً من الحل . هم اليوم يسعون لحماية الموظفين فقط مما يمكن أن يصيبهم في هذه الحرب التي نارها لا تبقي ولا تذر ، ولكن تلك المنظمات لم تفكر بجدية بأولئك المدنيين الذي تحاصرهم تلك النيران المستعرة في أحياء صنعاء التي احتضنت الموظفين الدوليين وتلك المنظمات التي تعيش في بذخ من العيش بسبب عملها في المجال الإنساني والإغاثي رقم قلة دورها في العمل الإنساني والإغاثي.


تؤكد المنظمات الدولية أنها دائما ً صاحبة الحضور الأقوى في الفنادق الفخمة الفارهة ذات الخمسة نجوم تناقش أوضاع المضطهدين في الأرض وتجنيد الأطفال وحقوق المرأة وانتهاك الحقوق والحريات وغيرها من المواضيع الإنسانية الشيقة تتواجد بقوة عند جمع التبرعات للفقراء واللاجئين والمكسورين، ولكنها تختفي من الواقع ومن الساحات الملتهبة التي تأكل اليمنيين والمدنيين العزل في كل العالم. تختفي تلك المنظمات التي لم تستطع أن تحرر او تساهم في إطلاق سراح  حتى واحداً من أولئك المختطفين والمخفين قسراً في سجون الانقلابين . 


يا منظمات العالم هناك الكثير من الأسر بينها الأطفال والمرضى والنساء وكبار السن يموتون من الخوف ومن القصف ومن القمع ومن الجوع في شوارع صنعاء ولكنهم لم يسمعوا حتى الان ذلك الشجب والتنديد من قبل المنظمات الدولية من أجل أن يجدوا ممراتٍ آمنة للفرار من تلك الحرب العبثية الخبيثة . 


هناك شعب ً يموت ولا يجد الدواء ولا الغذاء وانتم من تعرفون هذا الأمر حتى أكثر منه .ابرياء لا يجدون طريقاً الى العراء ليحتموا به من القتل الذي يطال الجميع بلا استثناء .
للأسف الممرات الآمنة فقط هي للموظفين التابعين للأمم المتحدة لأنهم فقط من يستحقون الحياة وما دونهم يموتون بصمت . ما هو حال أولئك الموظفين اليمنيين البسطاء العاملين في المنظمات الدولية . وفي أي بدروم يمكنهم أنم يختبؤوا من قذائف الهلاك . 


هل للإنسانية معناً أرقى من تلك التي رسمتها المنظمات في هذه الفترة الحرجة من الصراعات المؤذية للإنسانية في الشرق الأوسط . 
هل يمكن للمنظمات الدولية أن ترسم لنا صورة أخرى للعطاء الإنساني المتجرد من أي مصالح غير مصالح الإنسان البسيط .


هل يمكن للأمم المتحدة ولأجهزتها المختلفة أن تدعو لتوفير ممرات آمنة داخل مناطق الاقتتال من أجل خروج البشر كباراً وصغاراً في صنعاء من المناطق الملتهبة الى مناطق أخرى بعيدة عن صراع الفرقاء الطامعين بالحكم على أشلاء إخوتهم وبني جلدتهم. 


أحلم بأن أجد موقفاً مشرفاً في هذه المأساة للمنظمات الدولية التي أكرمتها اليمن وأن تسعى لإجلاء أكبر عدد ممكن من المواطنين من شوارع صنعاء وأحيائها الى خارج مناطق النزاع المسلح قبل أن يسجل في التاريخ الحديث واحدة من أكبر المجازر البشرية في المنطقة سببها حرب النفوذ الداخلي والخارجي وسبها ايضاً غياب الإنسانية عند المنظمات (الإنسانية) والدول العظمى التي تتدعى انها تنتمي (للإنسانية).

الحجر الصحفي في زمن الحوثي