جماعة الحوثي والاحتفال بموت الرسول

محمد القادري
الخميس ، ٣٠ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٥٨ مساءً

 

كما هو معروف ان التقية هي من عقيدة جماعة الحوثي الطائفية التي تظهر غير ما تبطن وتفعل غير ما تقول ، ولذلك فهي تستعمل التقية حتى في تعاملها مع النبي عليه الصلاة والسلام ، فاحتفالها بذكرى يوم مولده هو في الحقيقة احتفال بموته ، فميلاد النبي لم يكن يهمها ولا تعتبره يوم فرح وميلاد نور ، ولكن موت النبي هو الذي يهمها وتعتبره يوم فرح كونها تفرح بهذا اليوم الذي رحل فيه محمد الذي تحاربه وتحارب رسالته السامية باستمرار .


فيوم الثاني عشر من ربيع الاول من كل عام لم تقيم فيه جماعة الحوثي احتفالاً بالمولد النبوي ، وانما هي في الحقيقة تحتفل بموته كون يوم وفاته هو نفس التأريخ ليوم ميلاده .

 

لا تشغلوا انفسكم بالاحتفال بالمولد النبوي هل هو بدعة أم سنة ، فالحوثي في وادٍ آخر غير وادي النبي ويوم ميلاده ، ليس خلافنا مع من يحتفل بالمولد النبوي كيوم ميلاد لخير الخلق ويقيم الموالد التي يذكر فيها الله ورسوله كالجماعة الصوفية التي تحمل الحب والصفاء والاخلاص للرسول الاعظم وتحتفل بيوم مولده وتظل تحتفل به وتصلي عليه طيلة ايام السنة .
وايضاً ليس خلافنا مع من يقول ان الاحتفال بالمولد النبوي هو بدعة ويسرد الاحاديث والادلة الكثيرة .
ليس لنا خلاف وعداوة مع اي من الطرفين السابقين لأننا نحترم كل اعتقاد وتوجه  يقبل الآخر ويتعايش معه ولا يحارب الثوابت ويسيئ للمقدسات .
ولكن خلافنا الكبير هو مع جماعة الحوثي التي هي في الأصل تحارب النبي ورسالته وتسيئ إليه وتحتفل بيوم موته لا بيوم مولده ، لأنها صاحبة فكر فارسي يستخدم التقية ويحمل عقدة من تأريخ ميلاد النبي الاعظم لأن هذا اليوم أطفأت فيه نار فارس .

 

 ستجدون التقية في استخدام الحوثي لشعارات يرفعها في  الاحتفال بالمولد النبوي ، وحسبنا ان نستدل بشعار واحد وهو رفع الآية الكريمة قوله تعالى " وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين " .
ولو كانت جماعة الحوثي صادقة في رفعها لهذا الشعار لكانت تعيشه في واقعها وتطبقه في مجتمعها وتجسد الرحمة للمواطن اليمني .


فهل الرحمة للعالمين يا حوثي معناها اراقة الدماء والانقلاب على مؤسسات الدولة والتسبب بحرب تأكل الأخضر واليابس ؟!
هل الرحمة يا حوثي معناها ان تقوم بتفجير المنازل وتشريد الاطفال والنساء وترويع الآمنين ؟!
هل الرحمة يا حوثي هي ان تقتل اطفال تعز وتقصف عشوائياً على الاحياء وتحاصر كل اهلها من الغذاء والدواء ؟! 
هل الرحمة تتحقق في الاختطاف والاعتقال وسجنهم وتعذيبهم حتى الموت ؟! 
هل الرحمة يا حوثي هي ان تصادر اقوات الناس وتختلس المال العام وترفع الاسعار وتجعل المواطن يتضور جوعاً ؟! 
هذه هي التقية التي يتعامل بها الحوثي ، ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب .

أيضاً التقية يستخدمها الحوثي من خلال الاحتفال بالمولد النبوي من خلال الظهور  بمظهر انه يحب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، وهو في الحقيقة يكره الرسول ويبغضه ، ولو كان يحبه لكان ملتزم بسنته وادابه واخلاقه واوامره ونواهيه ، من يحب الرسول يجب ان يكون مطيعاً له ولا يعصيه ، لأن المحب لمن يحب مطيعُ .


الله يقول " وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " .
فالرسول محمد عليه الصلاة والسلام جاءنا بالعدالة والمساوة والبر والرحمة وخير الاخلاق ، فلماذا لا نرى شيئاً مما جاء به في جماعة الحوثي التي لو كانت تحب النبي لالتزمت بما جاء به .
الرسول نهانا عن الظلم والقتل والنهب والسرقة والخروج عن ولي الأمر وشق الصف واثارة الفتن في مجتمع المسلمين ، فلماذا جماعة الحوثي ارتكبت ما نهى عنه الرسول ولو كانت تحبه لما فعلت ذلك .
فهل الحوثية تتعامل مع الرسول عكس تلك الآية الكريمة فترفض ما جاء به الرسول وتآخذ ما نهى عنه ؟! الواقع يقول هكذا .

ليس هناك من يكره رسول الله محمد أكثر ممن يريد ان يجعله مجرد رنج وشعارات واحتفال وخطابات ، وفي الواقع يحارب سنته ورسالته وآدابه وصفاته .
محمد كان خلقه القرآن وكان قرآناً يمشي بين الناس .
محمد جاء ليتمم مكارم الاخلاق وقال الدين هو المعاملة .


من كان يحب محمد فليرينا ذلك الحب في تعامله واخلاقه وليس في شعاراته وخطاباته .
محمد هو رسول البشرية وخاتم النبيين نحتفل به كل يوم ونصلي عليه كل حين ونذكره في كل آن ونتعلم هديه وسنته ما حيينا ونطبقه شرعه ما عشنا ، محمد ليس مجرد مناسبة يوم السنة لنحتفل بها ، لأنه نبي للأمة كلها لآخر الزمان وليس عيد وطني .

الايمان برسول الله هو ما وقر في القلب وصدقه العمل ، وليس ما كتب بالرنج وصدقه البردقان .
صلوا على رسول الله وزيدوا بالصلاة عليه .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي