الرئيس هادي قائد مشروع ومسيرة

د. عبده مغلس
السبت ، ٢٥ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٦:٤٣ مساءً

الرئيس هادي يسير بخطى ثابتة وعزيمة لا تلين منذ تحمله المسؤلية نحو مشروعه برغم كل الحملات والدسائس والتأمر ونكران الجميل والخذلان فهو يحمل مشروع بناء الدولة لا السلطة، مشروع بناء مواطنة التساوي لا الإمتيازات،المواطنة الواحدة التي تجمع اليمنيين جميعاً من صعدة الى المهرة دون عصبية مذهبية أو مناطقية أو قبلية أو حزبية، مشروع توزيع الثروة لا احتكارها.

 

باختصار  الرئيس هادي يؤسس لثقافة جديدة بديلة لثقافة الفيد والإخضاع والهيمنة والغاء الأخر، لذالك هناك في شمال الوطن وجنوبه من لم يفهمه ولم يفهم مشروعه.

وتلك سمات بعض المجتمعات التي تغلبت عليها أمراض ثقافة اجتماعية تدفعها لرفض تغيير واقعها والخلاص من عذابها وعيشها المُهين بالرغم من بَيّنات ودلالات وحتمية التغيير، وقدأشار كتاب الله لذلك في العديد من أياته.

 

لذا نجد البعض منهم هيمنت عليهم ثقافة داء الأبائية واتباع سيرة من سبقهم وقبولهم بحياة الإذلال والإفقار والإخضاع (قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ) الشعراء ٧٤.(بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ) الزخرف ٢٢. 

 

(قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ ۖ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ) الزخرف ٢٤. -والأمة في المصطلح القرآني هم إما فرداً أو مجموعة من الناس تتبع سلوكاً معيناً- فالأبائية مرض يعيق التغيير والتطور، وهيمنت على البعض الأخر ثقافة عبودية العجل كقوم موسى الذين تمكنت العبودية منهم ولم يتقبلوا الحرية التي تقودهم للخلاص من البلاء العظيم في استحياء نسائهم وذبح ابنائهم.

 

(وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ) ابراهيم ٦.( وَلَقَدْ جَاءَكُم مُّوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ)

 

البقرة ٩٢.(وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ۖ قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) البقرة ٩٣.وحدد الله عقوبة عبدة العجل ومصيرهم فجزاؤهم غضب من ربهم وذلة بقوله تعالى  (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ) الأعراف ١٥٢.

 

هذه الفيئة من الناس التي لم تستوعب مسيرة الإنسانية في حتمية التغيير وانتصار الحق على الباطل، عبر قوانين الله في كونه وخلقه والتي تفرض مسارها ومسيرتها في لحظة تاريخية من خلال التهيئة بخلق الظروف المناسبة والمؤيدة والحامية لهذا التغيير المنشود، ونحن الْيَوْمَ في المنطقة عموماً واليمن تحديداً نعيش هذه الظروف بتوفر هذه اللحظة التاريخية بقيادتها التاريخية ومشروعها التاريخي وتحالفها التاريخي مدعومة بقوانين الله وسننه وسينتصر الحق على الباطل بالرغم من كل المعوقات والإجحاف والتآمر والتنكر.

 

علينا كأمة بمختلف طيفها السياسي والإجتماعي أن نقف مع مشروع الدولة الإتحادية بأقاليمها الستة فهو مشروع خلاصنا من الهيمنة والتسلط والتفرد بالسلطة والثروة وباني مستقبل التنمية والإزدهار والتعايش،وعلى الأحزاب السياسية تبنيه كمشروع سياسي لها فهي لا تمتلك مشروع بديل، وهي تقول بأنها مع المشروع وتواجدها في دولة الشرعية والمشروع  قائم على هذا فلماذا لا تعلن ذلك وتتبنى مشروع الدولة الإتحادية بأقاليمها الستة كمشروع سياسي لها.  

 

ومن صفات القائد الأساسية أنه يقود ولا ينقاد فالرئيس هادي يقود مشروع التغيير ويحميه بعزيمة لا تلين وإرادة لا تقهر وصبر لا ينفذ وثقة أكيدة بالله ونصره، فهو لوحده أمة في مشروعه ومساره وهذا قدر العظماء المصلحين عبر التاريخ ولن يخذله الله والمخلصين من حوله.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي