بين جنوب لبنان اليوم وجنوب اليمن سابقاً

محمد القادري
الاربعاء ، ٢٢ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٤:١٢ مساءً

 

ما يحدث اليوم في المنطقة العربية ولا سيما شبه الجزيرة العربية وما حولها وجاورها من دول العرب ، يبين ويدلل أن التأريخ يعيد نفسه ولكن بصورة مختلفة ، فمثلما كان الاتحاد السوفيتي بالأمس يستخدم جنوب اليمن كمركز رئيسي في الوطن العربي لتدريب الارهاب وتصديره وتهديد المنطقة العربية وتغذية وإمداد الاطراف الموالية  ، تستخدم إيران اليوم حزب الله المتمركز في لبنان لنفس الغرض ونفس الهدف .

 الاتحاد السوفيتي جعل جنوب اليمن كترسانة عسكرية ومخزن أسلحة هائلة و متنوعة وضخمة  وساحة إعداد وتهيئة وميدان امداد ومحطة تموين ، فاتخذه كموقع لامداد الاطراف التابعة للاتحاد السوفيتي في المنطقة العربية بمختلف الاسلحة وتزويدهم بالعناصر المؤهلة والمدربة ذات الخبرة ، مما اصبح اليمن الجنوبي آنذاك اكبر مركز يهدد الأمن القومي العربي وبالذات دول الخليج العربي في شبه الجزيرة التي كان الاتحاد السوفيتي لديه  مخطط نحوها لا يختلف عن مخطط إيران اليوم .

 إيران في الوقت الحالي أتخذت لبنان كموقع هام لتهديد المنطقة العربية عسكرياً وخزنت فيها الاسلحة المتنوعة وامدتها بمائة وخمسون الف صاروخ باليستي ، بينما  جعلتها كمركز رئيسي للتدريب والاعداد وامداد الاطراف التابعة لإيران في اليمن سوريا والعراق بالاسلحة والعناصر .

 ما جعل الاتحاد السوفيتي يتخذ اليمن الجنوبي كمركز رئيسي لاستهداف المنطقة العربية ، هو وجود نظام حكم يدين بالولاء الكامل للسوفيت ومتأثر بافكاره ، بالاضافة إلى ان اليمن الجنوبي يحتل موقع استراتيجي هام يؤهله لأن يكون منصة صواريخ يقصف دول شبه الجزيرة كونه موقعه قريب منها ، ويستطيع عبر حدوده البحرية ان يسلك طرق تهريب إلى داخل دول الخليج العربي وإلى دول الشام ودول افريقيا عبر مياه البحر الاحمر ومياه البحر العربي .
وايضاً ما جعل إيران تتخذ لبنان كموقع هام ومركز رئيسي لاستهداف دول الوطن العربي كدول الخليج وغيرها ، هو وجود حزب الله اللبناني الذين يتبع إيران فكرياً وعقائدياً وسياسياً ، بالاضافة إلى موقع لبنان الاستراتيجي المؤهل لأن يكون منصة صواريخ تقصف المملكة السعودية ودول الخليج ، ولأمتلاكها حدود تستطيع من خلالها ان تسلك طرق تهريب للاسلحة والعناصر الارهابية إلى كل اطراف إيران في الوطن العربي عبر مياه البحر المتوسط وسوريا والعراق التي تستطيع التهريب عبرها إلى دول العرب في افريقيا وآسيا .

طبعاً اليمن الجنوبي الذي اتبع سياسة الاتحاد السوفيتي ، هو الذي تحمل نتائج تلك السياسة وتلك التبعية في الجانب الاقتصادي الداخلي وسوء العلاقات مع الاشقاء العرب كدول الخليج العربي ، فكان اليمن الجنوبي هو الضحية واما الاتحاد السوفيتي فكان بعيد عما يحدث لشعب تلك الدولة من معاناة داخلية وحصار اقتصادي وازمة علاقات دولية .
تأثر اليمن الجنوبي فقط بسبب تصرف نظامه الخاطئ الموالي للسوفيت لانه كان دولة مستقلة ولم يتأثر اليمن الشمالي لأن نظامه ومكوناته لم تقع في خطأ الجنوب 
وايضاً لبنان ستكون ضحية تبعيتها لإيران ، فحزب الله الموالي لإيران  المتمركز في جنوب لبنان سيجعل لبنان كلها تدفع الثمن ، وستتحمل الآثار المترتبة في الجانب الاقتصادي والسياسي  ، وأما إيران وشعبها سيكونوا بعيد عن مايحدث في  لبنان ولن يتأثروا من ذلك ، لبنان ستكون ضحية إيران كما كان اليمن الجنوبي ضحية الاتحاد السوفيتي .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي