الرئيس هادي بين المفلحي وبن دغر

محمد القادري
السبت ، ١٨ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٢٠ مساءً

 

التعامل الذي أبداه فخامة الوالد الرئيس عبدربه منصور هادي حفظه الله تجاه الاستقالة التي تقدم بها محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي من خلال رفضها وتشكيل لجنة مكونة من نائب رئيس هيئة الاركان العامة ومدير شرطة عدن والشرطة العسكرية والامن السياسي لاستلام مبنى المحافظة وتسليمه للمفلحي وتمكينه من عمله ، يعتبر هذا تعامل حكيم من فخامة الوالد الرئيس الذي أثبت حرصه على المصلحة العامة ونظرته بعين الادراك لمصلحة الشرعية ووقوفه بموضع نقطة النصف بين خلاف المفلحي مع رئيس الحكومة بن دغر وتوجهه لحل الاشكال والسعي نحو تجاوز الخلاف الذي ان لم تقدم له الحلول المنصفة ستظل مشكلة تخدم اعداء الشرعية والمتربصين بها ، فالمشاكل الداخلية لدى الشرعية قد تكون اخطر من مشاكلها مع اي طرف خارجي .

 

إذا نظرنا بعقلانية إلى قضية خلاف المفلحي مع الدكتور بن دغر ، سنجد ان المفلحي له سلبيات وله ايجابيات ، وكذلك الدكتور بن دغر له سلبيات وله ايجابيات .
فالمفلحي كان حريص على مصلحة عدن من اجل ان يثبت نجاحه الذي سيكون في نفس الوقت نجاح لرئيس الحكومة بن دغر ورئيس الجمهورية الرئيس هادي ، وطالما وعدن تمر بوضع سيئ نتيجة الاختلالات التي يمارسها اعداء الشرعية ، فالمفروض على الشرعية ان تقف بكلما لديها من قوة مع المفلحي .
ولكن سلبيات المفلحي تتمثل في عدم تقديمه الشكوى لرئيس الجمهورية بالطريقة المناسبة ، فتلك الرسالة المطولة التي تقدم بها على شكل طلب استقالة ، كان المفروض ان يقدمها على شكل شكوى مرفوعة  للرئيس بعيدة عن زوبعة الاعلام ويوضح للرئيس انه إذا لم يتم حل الخلاف مع الحكومة فسيضطر بعدها لتقديم الاستقالة ، وفخامة الرئيس سينظر بعين الانصاف ويستدعي رئيس الحكومة وسيتم حل الخلاف بطريقة راقية بدون كل هذا الضجيج والزوبعة ، فالخلاف الداخلي بين الكبار اصحاب التوجه الواحد يجب ان يحل بطريقة الكتمان دون معرفة  العوام والقيل والقال .

 


 اما ايجابيات الدكتور بن دغر فتتمثل في السعي نحو خدمة الجميع في   المناطق المحررة ، واثبات وجود الحكومة التي يفترض ان تكون لها نصيب من الايرادات وبالذات ايرادات الجهات السيادية التي يجب ان تورد مركزياً ليتسنى للحكومة النجاح في تنفيذ مشاريع عامة وشاملة .


إلا ان الدكتور بن دغر له سلبيات من خلال التعامل مع المفلحي ، وكان يفترض عليه ان يتعامل بحلم ، فالخمسة المليار التي سببت الخلاف كان الافضل التنازل عنها من اجل ان هناك خدمات هامة لعدن تتمثل في الكهرباء والمياه والامن وهي اهم من الاتصالات ، وايضاً من اجل اصلاح ذات البين والحرص على عدم وجود شرخ داخل الشرعية الذي ان حدث هو بالفعل بمثابة هدية ثمينة لأعداء الشرعية في الوقت الحالي ، فالتعامل بحلم هو امر ضروري للقائد الكبير في ظل ظروف كهذه الظروف التي يمر بها الجنوب وعدن.


ايضاً كان يجب على الدكتور بن دغر ان يتعامل بعدالة ، فمثلما اخذ خمسة مليار من حساب عدن لمشروع الاتصالات ، كان يجب عليه اخذ خمسة مليار من حساب محافظة مأرب وخمسة مليار من حساب محافظة حضرموت ، فلو تعامل بهذه الطريقة لما استطاع المفلحي ان يفتح فمه ، وكان بن دغر سيصبح قوياً في حجته  عليه بأنه أخذ من مأرب وحضرموت كما أخذه من عدن ، اما انه يأخذ من عدن فقط فهذا سيجعل المفلحي قوياً في حجته على بن دغر بأنه أخذ من عدن ولم يأخذ من مأرب وحضرموت .

 المفلحي الذي كان تعيينه بمثابة صاعقة على رؤوس اصحاب المشاريع الصغيرة في الجنوب ، يعتبر مكسب للشرعية ومن الغباء خسارة الشرعية  لشخصية كهذه طالما صار لها ثقل شعبي وتضامن مجتمعي ونجاح ملموس وواقعي .

يجب ان يعلم انصار الشرعية ان الدفاع عن المفلحي وشتم بن دغر يعتبر غباء .
وايضاً الدفاع عن بن دغر وشتم المفلحي غباء .


والطريقة المناسبة هي حل الخلافات والاشكال ، وفخامة رئيس الجمهورية هو من سيحل ذلك الخلاف الداخلي وما قاله يجب على المختلفين الالتزام به .
ما حدث بين المفلحي وبن دغر هو حادث عرضي بسيط وسيعود الطرفان بعده احبة متعاونان كلاً يكمل الآخر ، سيتم إصلاح الخلل وتجاوز الخلاف وحل الاشكال ، وكل واحد يصلح سيارته .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي