المختطف الذي قال شكراً للحوثي

محمد القادري
الخميس ، ١٦ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٠١ مساءً

 

هو اعلامي وصحفي من  انصار الشرعية ، اختطفته جماعة الحوثي وعذبته في سجونها تعذيب شديد ، وبعد الافراج عنه نتيجة  تدخل قيادات كبيرة في الانقلاب ودفع مبلغ مالي قدره ثلاثة مليون ، خرج من السجن واكتشف  الخذلان الكبير من قبل قيادة الشرعية في إب تجاه قضيته وعدم اهتمامهم لما حدث له ، فما كان منه إلا ان يقول شكراً للحوثي ، وذلك المختطف هو أنا ... نعم أنا .

 

 قلت شكراً للحوثي لأنه عرفني حقيقة الناس ، اكتشفت حقيقة اصدقاءي الكثير  الذين كنت مخدوع بهم ولكنهم لم يقفوا معي في تلك الشدة فوجدت نفسي بلا اصدقاء ، اكتشفت حقيقة المجتمع المنافق الذي لم يستنكر لما تعرضت له فبعضهم جبان ساكت خائف ، وبعضهم قال يستاهل ، اكتشفت حقيقة تلك القيادات التي كنت مخدوع بها في الشرعية ووجدتهم لا يهتمون لأمر انصارهم ولم يشعروا بمسؤوليتهم .
الحوثي له ايجابية وحيدة ،  وهي انه جعلني اعرف حقيقة الناس في المجتمع ، واتضح لي الوفي من الجبان ، والشهم من الحقير ، فعندما بدأ الانقلاب ووصول جماعة الحوثي إلى إب عرفت ان كل من وقف مع الحوثي هو منافق حقير تافه ، وعندما اختطفني الحوثي عرفت الفاسدين والفاشلين وعديمين الانسانية  داخل الشرعية .

 

 صحيح انني تعرضت لاقسى انواع التعذيب وكنت اتمنى ان اموت في السجن لأستريح من ذلك التعذيب ، ولكنني ايضاً تعرضت لأسوأ خذلان في حياتي وهو خذلان الشرعية لي .


صحيح انني لم انسى ما تعرضت له في السجن من قبل الحوثي ، ولكنني ايضاً لم انسى ذلك الخذلان من قبل الشرعية .


صحيح انني اعاني من عقدة نفسية واصبحت احياناً احلم في المنام بذلك التعذيب الذي تعرضت له في السجن فأصيح بأعلى صوتي في المنام حتى يصحوا كل من حولي مذعوراً ، ولكنني ايضاً اصبحت اعاني عقدة نفسية واصبحت دوماً ودائما اتذكر ذلك الخذلان من قبل الشرعية فأشعر بالاحباط الشديد حتى اللحظة .

 

 خرجت من السجن وانا  اعاني من وضع صحي سيء ولم استطع الجلوس متربعاً والاستلقاء على ظهري لمدة اكثر من شهر ، ولكني تعافيت ورغم بعض المعاناة التي لا زلت اعاني منها حتى الان إلا انني  سأتعافى بفضل الله .


خرجت من السجن وانا فاقد للوعي والذاكرة نتيجة التعذيب الشديد الذي تعرضت له بالكهرباء ، ولكنني تعافيت بفضل الله وعادت لي ذاكرتي بصدمة كهرباءية .


خرجت من السجن ووجدت الخذلان الذي اصابني من قبل قيادات شرعية إب ، فانصدمت ولم استطع ان اتعافى من صدمة الخذلان حتى اليوم ، واظن انني لم اتعافى منها حتى اموت .
فما تعرضت له من سجن وتعذيب من قبل الحوثي كنت اتوقعه .


ولكن ما تعرضت له من خذلان من قبل الشرعية لم اكن اتوقعه .

بعد خروجي من السجن وكنت اعاني من حالة صحية سيئة ، وجدت  اولئك القيادات الذين كانوا يشيدون بمقالاتي ومواقفي قبل اختطافي  ، لم يقولوا لي حتى الحمدلله على السلامة او يسألوا عن احوالي .


 بعض القيادات الذين كلفتوا الملايين السعودي والاسلحة باسم المقاومة ، طلبت منهم دعم مالي كي اتعالج من الآمي التي اعانيها نتيجة تعذيب السجن ، ولكنهم لم يردوا عليّ ، وبعضهم تلكأ وادعى عدم امتلاكه اي ريال ، فيا لله ما احقرهم وما اجبنهم .

 

 اليوم نجد الخذلان الكبير من قبل الشرعية نحو المختطفين في سجون الحوثي الذين يموتون من التعذيب ويتلقون اسوأ اصناف التنكيل ، لم تهتم  بقضيتهم المسؤولين المختصين بهذا الجانب في الشرعية ، لم يتألموا لما يعانونه ، ويستنكرون لما يتلقونه ، ويتحركون التحرك الحقوقي الجاد نحو المجتمع الدولي والمنظمات العالمية ويطرحون قضيتهم ويسعون لانقاذهم وتخليصهم من الاختطاف والتعذيب والسجن والمعتقل .


والسبب ان اولئك القيادات يعيشون في الترف والنعيم ، ولم يستشعروا التعذيب والجحيم الذي يعيشه المختطفون في سجون الحوثي .
فهل من ضمائر حية تبادر وتتحرك لانقاذ اولئك ؟ 
وهل من اصوات عالية تنادي وتوصل للعالم كله قضية اولئك ؟ 
المختطفون يعانون ما لا تتوقعونه يا قوم ، والحديث عن  التعذيب والموت جراءه هو كلام حقيقي وليس مجرد فيلم مسرحي .

 

اخيراً اشكر كل من تضامن معي واستنكر اختطافي وسجني من قبل الحوثي ، واشكر من اعماق قلبي كل صاحب ضمير يتضامن مع كل مختطف ويسعى  لانقاذه والافراج عنه .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي