إلى الواهمين !!

د. فيصل العواضي
الخميس ، ١٦ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ١٢:٥٧ مساءً


أقول أنا العبد الفقير الى الله أني واحد من الواهمين الذين ينتمون الى بلد اسمه اليمن وأكرر بلد وليس وطن فالوطن ما زلنا نبحث عنه وقد لا نصل اليه مادام كل الوهم يعشعش في اذهاننا وتصوراتنا.
كنت بالأمس أقرأ رسالة منشورة في احدى مجموعات الواتس اب تتحدث عن الوهم الذي نعيشه وتبعا له جعلنا نتصور أن العالم كله طامع فينا وفي ثرواتنا التي لا نعلم اين هي وماهي.


فعلى المستوى الداخلي الجنوبي يتهم الشمالي أنه طامع في ثروات الجنوب ولذا يتمسك بالوحدة والعكس أيضا والتعزي يتهم الصنعاني انه طامع في ثرواته والحرب الدائرة تقوم على تصور انه سيكون هناك فقراء محرومون من ثروات البلد العظيمة وأغنياء في أقاليم سيحرم الاخرون من ثرواتها وندير حربا يدفع الناس اليها تحت هذا المفهوم مع ان الأسباب الحقيقية للحرب أخرى.


اما على الصعيد الخارجي فشر البلية ما يضحك فبكل بساطة يردد البع أن السعودية طامعة في ثروات اليمن وكان المملكة ناقصها ثروات او ارض وكذلك كل يد تمتد الينا بالعون يفسر هذا العون بأنه طمع في ثرواتنا.


 وهم ما بعده وهم وخطأ في تصورنا لمن نحن أوصلنا الى ما نحن فيه اليوم فمتى نصحوا من أوهامنا ونعيش حقيقة واقعنا الذي يجب أن يبدأ بالمكاشفة والاعتراف أننا فقراء وبلا مصادر حقيقية ظاهرة للثروة وأفضل مورد هو تحويلات المغتربين الذين يقيم السواد الأعظم منهم في السعودية المتهمة بالطمع في ثرواتنا.


واصرخ في وجه الجميع أي ثروة تتحدثون عنها ونحن منذ اكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية وعلى امتداد ما يقارب القرن من الزمن ونحن مغتربون في السعودية وثرواتنا العظيمة لم تظهر ولا تزال في باطن الأرض وهناك ما يمنعنا او من يمنعنا من استثمارها وقد نحتاج الى رقة شرعية او تعويذة تصرف عنا العين الحاسدة التي اصابتنا فحالت دون استثمارنا لثرواتنا.


نحن شعب اذا جاز لنا الحديث عن ثروة حقيقية نمتلكها فهي الانسان ولكن اين وكيف يعيش الانسان في بلدي اليمن.
سؤال عندما نحاول الإجابة علينا تخنقنا العبرة وتخيم علينا الكآبة ونحس بحسرة لا حدود لها فالانسان اليمني مشرد تحت أديم السماء لا يقر له قرار ووطنه يعيش صراعات وحروب اول ضحاياها الانسان الذي عتبره البعض زنبيلا والبع كائنا لا يساوي الا صفرا في خانة ارقام مطامعه.


 يا سادة ثروتنا هو الانسان وانساننا لم يكن في يوم من الأيام الاذكيا ومبدعا وخلاقا (واقصد هنا السواد الأعظم وليسوا اولئك الشواذ الذين اوصلونا الى ما نحن عليه اليوم) واخر إحصائية للذكاء تفيد ان اليمني يحتل المرز الأول في الذكاء من بين العرب وهذا المركز من صنع الله وليسوا من فعلنا نحن البشر اما أفعال البع منا فقد اوصلتنا الى احتلال المراز الأولى في ل سلبية وهذا الذكاء الذين لو وجد من يديره لأثمر ابداعا لا محدودا ولكان لدينا ثروة يمن حينها ان نتحدث عن مطامع في ثروتنا.


هل يعلم الواهمون ان وريا الجنوبية لا تمتلك أيا ثروة طبيعية في باطن الأرض ومن قبلها اليا بان لكن اين كوريا الان وأين اليابان ثروتهما الحقيقية هو الانسان الذي هيأت له الأسباب ليبدع فاصبح دخل كوريا من جوال سامسونج الذي اخترعه طالب جامعي يساوي دخل دولة من اكبر المنتجين للنفط.
فمتى سنصحوا يا عباد الله ونستفيق من وهمنا الكبير ونعرف ثروتنا الحقيقية وكيف يمكن ان نستثمرها ونحافظ عليها أمنية آمل ان نستفيق ذات صباح وقد تحققت.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي