يسقط يسقط حكم العسكر...

د. سمير الشرجبي
الخميس ، ١٦ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ١٢:٤٤ مساءً

 

الجماعات الدينية في الوطن العربي بكل اشكالها وتوجهاتها تلتقي في هدف واحد المتمثل بكرهها للجيوش ولذى دائما ما تعمل جاهدة لتشويهها ولتتذكروا جيدا عندما رفعت هذه الجماعات شعار (يسقط يسقط حكم العسكر).

لذى ومنذ الستينات والسبعينات القرن الماضي الى اليوم وفي كل مكان نجد الحروب الفعلية والتشويه الاعلامي مركز على الجيوش العربية و حتى حين تتاح لها الفرصة للتدخل في بناء الجيوش فانها تحرص على بناء جيش يدين بالولاء للجماعات الدينية والافراد التي يقودونها وليس لللاوطان.

هذا ما يمكن ملاحظته في كل وطننا العربي من العراق الى لبنان وسوريا وليبيا واليمن.

جيش مصر لانه مبني على أسس وطنية فانهم عجزوا عن إسقاطه حتى عندما إختاروا وزير دفاع كانوا يعتقدون انه سيدين بالولاء لهم بحكم ارتباطاته العائلية لكنهم صدموا حينما وجدوا ولائه للجيش والوطن فوق كل إنتماء ونفس الشي ايضا يحدث في تونس والجزائر كنماذج حية أيضا.

جيشنا اليمني تأمروا عليه بعد حركة 5 نوفمبر 1967 فتم تصفية جزء كبير من هذا الجيش وركزوا في المرحلة الاولى على التصفية المناطقية بحكم الانتماء القومي والتقدمي للمنتمين للجيش من هذه المناطق و اكتملت التصفية في الشطر الشمالي من الوطن إغتيال الرئيس الشهيد الحمدي عام 77 وفشل حركة 15 اكتوبر 78 الناصرية التي كان قوامها الجيش اليمني الموالي لثورة 26 سبتمبر 1962 وما تلاها من صراع مع الشطر الجنوبي سمح للجماعات المسلحة ان تتغلغل في الجيش تحت مسمى (الجبهة الاسلامية) والتي إخترقت الجيش والشرطة والامن وتقاسمت هذه المواقع مع علي عبدالله صالح بعد ان ضمنت له بقائه وحمته طوال كل تلك السنين بل وشاركته القضاء على الجيش اليمني الذي كان قائما في الشطر الجنوبي من اليمن بالمؤامرات المستمرة التي انتهت بحرب صيف 1994 والاستيلاء على قمدرات دولة الجنوب ووراثة تركتها وتسريح الجيش الوطني العقائدي الذي بني بعد خروج الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967 ليبقى لدينا جيش وطني إسما بينما حقيقته جيش منتمي للقبيلة المتحكمة بصنعاء العاصمة ومن مديريات تحيط وتتحكم بها في اغلبيته مع تواجد لجيش آخر بني طوال تلك الفترة يدين بالولاء للجماعة ويأتمر بامرها وهو اليوم يمثل القوام الرئيسي لجيش الشرعية قيادة وقواعد بالاضافة الى من تم ضمهم في قوام هذا الجيش واغلبيتهم ايضا منتميين للجماعة ذاتها.

في المقابل فان جيش علي عبدالله صالح والذي بني على عقيدة الولاء (للزعيم) و ابناء (الزعيم) تحول بسهولة من جيش للدولة الى جيش يستخدمه (الزعيم) للانتقام من الوطن والشعب الذي ثار عليه عن طريق قبوله ان يكون خادم لسيد جماعة دينية مسلحة اخرى اتت من كهوف مران وبفكر الخميني في إيران مكررة تجربة حزب إيران في لبنان وهي اليوم تديره وتدمر فيه اي بقايا عقيدة عسكرية لتستبدلها بالعقيدة المذهبية الطائفية التي تقوم عليها الجماعة.

هذه وباختصار حقيقة واقعنا اليوم وهذا هو سبب فشل الاوطان في إستعادة نفسها لانها وببساطة قصمت في عمودها الفقري الذي كان احد اهداف كل ثوراته والتي صيغت بعناية حول الجيش بالقول ...بناء جيش وطني قوى يحمي الثورة واهدافها.

اوطاننا لن تستعيد قيمتها وهيبتها وتتقدم لللامام إلا باقامة جيش وطني يدين بالولاء للوطن و يحمي مصالح الشعب فقط .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي