لعبة المصالح !! الواقع والقيم

محمد قشمر
الأحد ، ١٢ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٧:٠٢ مساءً


تتوالى الى مسامعنا الأخبار التي تنقل كثيراً من خيبات الأمل المعقود على بعض الشخصيات التي ظهرت فجأة في تاريخ النضال الآني على مستوى اليمن عموماً . كانت وما زالت المصالح الشخصية الضيقة التي لا وازع يردها ولا رقيب يردعها هي أحد أهم أسباب سقوط الأوطان في الوحل . وسقوط البشر في تلك الأوطان في غياهب التخلف والذل والانكسار . 
دخل وطننا الحبيب في مرحلة ٍ حرجة ٍ مؤلمة من مراحله التي عاصرناها وعشنا ما فيها من ويلات ودمار وحروب وكانت القاصمة لظهورنا جميعاً ،هي الذات التي تحب أن تملك كل شيء ولا تعطي شيئاً. 


عندما قامت ثورة الشباب في اليمن قامت لأنها وجدت أن وطناً بحجم اليمن حاول أفراد أن يختزلوه بشخصهم وذواتهم وأن يجنوا حلو ثماره لتحقيق احلامهم الخاصة والخاصة جداً وإعادة التاريخ الى خلف استار الظلام الذي ضحى ايضاً أبائنا من قبل في التخلص منها . لكن وبعد صراع مرير مع الحكم الفاسد الذي أتقن وتفنن في نهب الوطن وتجريده من تاريخه وحضارته .
عادت عجلت النضال الى نقطة البداية لتجد أنها ما زالت تقاتل أولئك المتمصلحين من دماء البشر ومن شرف الارض والانسان، أنا أتكلم عن هذه اللحظات القائمة المتربعة على قلوبنا كجراحٍ تبحث عن وفائنا ليداويها ،ونحن نبحث عن الحق لنمضي خلفه دون أن نقتلع احلامنا من جذورها . بعد حرب طالت لأكثر من سنتين ونصف نرى ظهور أصحاب المصالح يتمسكون بجنون بحبال الحكم التي تلتف حول أعناقهم وهم يدركون كم هو مؤلم بريق الحكم وهم يعلمون أيضاً أن هذا الألم يقتل البسطاء من أبناء اليمن الذي صمتوا على جور الحمقى الجالسين على كرسي حكم لم يقدم للأرض وللإنسان شيء .

 

ها هم الانقلابيون متشبثين بالسلطة المغتصبة كأنها هبة ٌ من الله نزلت عليهم بصكوك عمدتها الدماء وهم ليسوا أكثر من قطاع طرق وجدوا الفرصة المناسبة للانقضاض على الشرف اليماني الذي ما وجد من يذود عنه . الشعب اليمني الأعزل مستمر بالصبر وهو على حافة الهلاك والحكام المستولين على الحكم لا يدركوا الا انهم يملكون كل شيء الا الشرف . 


استطاعت القوات الشرعية والمقاومة الشعبية أيضاً أن تحقق الكثير من الانتصارات واستطاعت أن تدحر الانقلابين ولكن ما زلنا نشعر ببعض الخيبة بأولئك الذي تربعوا على بعض المناطق بدلاً عن الانقلابين ، نحن لا نملك ولا نتبع سوى شرعيةً واحدة ، ولا نؤمن بالمشاريع الضيقة الشخصية التي تبني جيوب او ذوات الأفراد دون المجتمع ونحن نخشى أن يكون هذا القادم ليس أكثر من إعادة إنتاج لما حاول الأحرار التخلص منه ، القضية اليمنية تحتاج الى إخلاص وتفاني ،تحتاج الى التمسك بالقيم والمبادئ التي تبني الكل وتهتم بالجميع . يجب على الجميع في المناطق المحررة أن يدركوا بأنهم جزء من الشرعية وأنهم انعكاس لتوجهاتها وأي تفريط بقيمنا هو تفريط بالحق الذي قامت لأجله الأرواح وبذلت لها الغالي والنفيس .


 طالعت خبراً يفيد بأن الشيخ الفاضل عادل عبده فارع (أبو العباس) باجتماع من قواته التي يجب الا يكون لها اجتماع الا ضمن القيادة العسكرية التي تتبعها ومن ضمن ما طرح ان يتم تفعيل الحزام الأمني في المناطق التي تسيطر عليها قواته . كما أن الشيخ عارف جامل قد يسعى الى ذات الشيئ وتكوين حزام أمني في المناطق التي يسيطر عليها وتقوم كتائب أخرى في مناطق  أخرى لتكون هي أيضاً أحزمة أمنية تخصها لتكون تعز عبارة عن مربعات مقسمة كأن كل مربع أصبح إقليم له من يحكمه وهذا يساهم بشكل مخيف في زياد تشطير الأرواح وتشتيت الوطن وتقسيم الأرض . هل سنجعل قوات الأمن المختلفة وقوات الشرطة العسكرية تقبع في ثكناتها لتنطلق تلك الكتائب في احزمتها تحكم كل ما تحتها من أرض؟؟؟


 ولمن اذا ً تركنا الجبهات التي ما زالت فيها الدماء الزكية تبذل في كل ليلةٍ وضحاها . هل هذه الأحزمة تحظى بدعم الشرعية اليمنية الممثلة بالرئيس هادي وحكومة بن دغر أم انها مجرد قرارات شخصية مدعومة من  جهة ضد أخرى ؟ 


الى متى سنبقى أقزاماً بمشاريعنا الضيقة التي لا تتجاوز أقدامنا ، ألم يأن لأولئك الذين مكنهم الله أن يكونوا عوناً لبعضهم البعض وعوناً لنا في بناء اليمن الجديد الحر البعيد عن التقسيم الطائفي والمناطقي وعن الشهوات الفردية التي تعيش أقل من عمر الذبابة .
لهذا نحن ما زلنا ندور في دوائر مفرغة ، لأننا تُهنا عن أهداف الوطن لنحقق أهداف اشخاص لم يؤمنوا يوماً بالوطن كما يجب

الحجر الصحفي في زمن الحوثي