جميلة بو حيرد قصة مناضلة وشعب عظيم

د. سمير الشرجبي
الثلاثاء ، ٠٧ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ١١:٤٥ مساءً


 

عندما غادرت للدراسة في فرنسا في ثمانينيات القرن الماضي كنت اعرف ان فرنسا دولة مارست الاحتلال بابشع صوره رغم تاريخها العظيم وثورتها التي سطرت ملاحم نضالية كبيرة وقيم فكرية يتعلم منها مناضلي حقوق الانسان و الثوار الكثير حتى اليوم.

كنت ادرك ايضاً ومن خلالها عظمة شخصيات تاريخية في السياسة والادب والفن فعرفت نابليون و العظيم شارل ديجول وبول سارتر وبلاتيني و الن ديليون وحتى داليدا وبريجيت باردو.

كنت ادرك انني سالتقي في هذه البلد الشباب من اقطار المغربي العربي الكبير وكنت اتوق الى لقاء ابناء الثورة الجزائرية العظيمة بالذات لما لهذه الثورة من مكانة في قلب شاب عربي.

وفعلا نلت تلك الفرصة التاريخية العظيمة وعملت معهم وأسست رابطة الطلبة العرب في فرنسا.

كنت دائم التحدث عن الثورة الجزائرية وتضحيات ونضالات هذا الشعب العظيم وكنت غالبا ما استدل بحديثي بجبهة التحرير الجزائرية وبالمناضل البطل الرئيس الراحل احمد بن بلا والرئيس الراحل بو مدين وبو ضياف وبن باديس وبلد المليون شهيد وجميلة بو حيرد وغيرهم ممن تعلمنا من تاريخهم وتضحياتهم قيم الثورة والنضال.

إكتشفت مع الشباب الجزائريين انهم ينزعجون جداُ عندما نقول بلد المليون شهيد ويصححون بعدك المليون ونصف مليون شهيد فهم يوكدون دائما ان مليون ونصف شهيد سقطوا للدفاع عن حق الجزائريين في التحرر من الاستعمار الفرنسي ويرفضون ان لا يتم ذكر هذا النصف قبل المليون.

إكتشفت ايضا ان الجزائري ليس كمثله شعب اخر باعتزازه بنفسه وحبه لوطنه ودفاعه عن تاريخ الجزائر والمواطن الجزائري كما يقولون (ظالما ام مظلوما).

الجزائري إذا احبك فداك بحياته وإذا كرهك..... يا ويلك.

عندما تحدثت الى العديد منهم صدمني انهم لا يعرفون الكثير عن دور مصر في دعم الثورة الجزائرية والحقيقة انهم لا يريدون ان يعترفوا باي دور في نجاح الثورة الى لشعب الجزائر العظيم ويعتقدون ان اي إعتراف بهذا الدور هو إنتقاص لتضحيات الشعب الجزائري.

حدثتهم عن المناضلة جميلة بوحيرد فشاركوني الحديث عنها وبكل فخر مرددين ان هناك المئات من المناضلات مثلها ولم يكونوا حتى يعرفوا ان هناك فلم مصري أدت دور جميلة بو حيرد فيه الفنانة الراحلة ماجدة والذي أنتج للتعريف بدور المرأة الجزائرية في ثورة الجزائر للشعب العربي عبر هذه القصة التي تحكي كفاح المرأة الجزائرية  لكي ينال وطنها الاستقلال ولتمجيد هذه المناضلة العظيمة عبر الدراما المصرية الهادفة.

حينها قررت ان اطلب من اهلي في اليمن أن يرسلوا لي مادتين إثنين يساعدانني في التنوير بين شباب الجزائر وربط المشرق بالمغرب اكثر وهما :-

1) المادة الاولى الفلم السينمائي المصري عن جميلة بو حيرد والذي قمنا لاحقا بعرضه في قاعات كبيرة عبر شاشات عرض في مناسبات عدة  للانشطة التي نظمتها رابطة الطلبة العرب في فرنسا فكان أثره كبيرا ومبهرا خاصة للجزائريين انفسهم.

2) المادة الثانية وهي كتاب الراحل فتحي الديب عن ثورة الجزائر بكل الوثائق التي فيه التي تتحدث عن دور مصر عبدالناصر في دعم ثورة الجزائر والذي يتحدث بالوثائق فيه عن تدريب الثوار الجزائريين وتسليحهم ودعمهم الاعلامي والمخابراتي وكذا الدعم في المحافل الدولية للنضال من اجل الاستقلال من الاحتلال الفرنسي وكما توقعت لقد عمل هذا الكتاب دورا كبيرا في رفع الوعي القومي عند الشباب الجزائري في محيطنا ونال الكثير من الاهتمام والنقاش وصحح الكثير من المفاهيم.

تحية الى وطن المليون ونصف مليون شهيد وشعب الجزائر العظيم .

تحية الى كل المناضلين القوميين من المحيط الهادر الى الخليج الثائر وذكرى الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وذكراه الحاضرة في كل موقعه لهذه الامة ونحن نقترب من الذكرى المئوية لميلاده في 15 يناير القادم 2018.

تحية إلى شعب الجزائر العظيم في ذكرى ثورته في الفاتح من نوفمبر 1954 و تحية والف رحمة الى المناضلة العربية الجزائرية جميلة بو حيرد التي غادرتنا بصمت بعد ان علمتنا ماهية النضال والتضحية والفداء وحب الوطن.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي