الحل حل الإنتقالي والعودة لحضن هادي!

صالح الجبواني
الثلاثاء ، ٣١ اكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٠٨:٢٦ مساءً

البرزاني بكل ما يملك من سجل إنتصارات عظيم حققه لإقليم كردستان في العراق، إلا أنه وبخطوة واحده غير محسوبة العواقب خسر جل ما بناه سياسياً وعلى الأرض وآثر الرحيل عن المنصب الذي أغراه بهذه القفزة القاتلة. أما زعيم كتالونيا فقد ذهب نحو الإستقلال وخسر الإستقلال وبلاده أيضاً وفر هارباً بلجيكا، وأعتقد أن بلجيكا ستسلمه لأسبانيا فأوربا لا تحتمل هذه النزعات العاطفية المجنونة.


لدينا في الجنوب مجموعة مناطقية حاقدة ومجنونة، فعملياً الرئيس هادي سلمهم السلطة في عدن المدنية والعسكرية والأمنية، وقلبوا له ظهر المجن من أول يوم، ورفضوا تنفيذ أوامره، ولم يرفعوا صوره في مكاتبهم، بل أوعزوا لأتباعهم بحرقها في كل مكان، وتبجحوا ولازالوا أن الذي عينهم هو التحالف، لكن التحالف لم يتدخل حينما عُزل بحاح ثم الزبيدي، لأن هادي هو رئيس اليمن الشرعي وبيده شرعية قرارات التعيين أو العزل، صحيح أن الإمارات التي لم تكن راضية قامت بخطوات مضاده أبرزها تشكيل ما يسمى بالمجلس الإنتقالي،

 

 لكن الإمارات في الحقيقة تستخدم هذا المجلس للتغطية على ما تقوم به من سيطرة متكاملة على الموانئ والجزر اليمنية، وذلك بشغل الجنوبيين ببعضهم بعض وهي ذاهبة في مخططها على الأرض حتى يصير أمراً واقعاً، وتكون صاحبة الكلمة الفصل في تقرير مصير هذا البلد، وربط مفاصلة الإستراتيجية الهامة بعجلتها الأقتصادية الضخمة. الجماعة مصدقين وهم ولنهمهم الشديد للسلطة ذاهبين ليس في الولاء فحسب بل في تواطؤ رخيص لبيع البلد مقابل أن تتركهم يتبجحون ويقومون بزيارات هنا وهنا ويلتقطون الصور مابين المهرة وعدن.

 

الإمارات ليست مع الإنفصال، ولكنها مع يمن واحد لكن مفكك وضعيف وهي تخلق جزر عسكرية وأمنية وسياسية لإستمرار هذا الوضع وهو قائم حالياً على كل حال، وهؤلا هم أفضل الأدوات لتنفيذ هذه المهمة، حتى أن عوائلهم تقيم في الإمارات وكأن هذه العوائل رهائن هناك.

 

السعودية قائدة التحالف أكدت وتؤكد في كل مناسبة أن وحدة اليمن لا تفريط فيها، وإن تركت العنان للإمارات لتعمل ما تريد، لكني أعتقد أن هذا الوضع مؤقت وستقوم السعودية بإجراء كل الترتيبات لإعادة ترميم الشرعية التي أنهكت كثيراً، وأعادة لملمة الوضع في كل المناطق اليمنية بما فيها الجنوب، وكل ما سيتم سيكون تحت قيادة الرئيس هادي.

 

المناطقيون الشرهون للسلطة لابد أن يفكروا جيداً فالإنفصال مستبعد تماماً، وكل خطواتهم التي يقومون بها تعزلهم عن الناس، وتتسبب لهم في كراهية شديده سيدفعون ثمنها لاحقاً، وأيضاً وضعوا أنفسهم في عداء مع قيادة الدولة وهذا له تداعياته التي ستظهر لاحقاً، وليس من حل أمامهم إلا حل ما يسمى بالإنتقالي، والإعتذار للرئيس هادي ولجماهير اليمنيين، وطلب الصفح عن كل ما أرتكبوه من خطوات إنقلابية تعتبر خيانة للوطن وتلك جرائم عقوباتها معروفة .. عودوا قبل فوات الأوان وقبل أن لا ينفع الندم.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي