الكرامة المهدورة واليمني العزيز

محمد قشمر
الأحد ، ١٥ اكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٣٤ مساءً


تمر على خاطري كل تلك الآيات الكريمة التي تبين تلك المكانة التطيبة لليمن أرضاُ وإنسانا ..

 

أقرأ بكثيرٍ من الفخر الممزوج بالألم الأحاديث النبوية الشريفة التي قالها رسولنا الكريم في اليمن وأهل اليمن ... 


ثم أطوف بذهني المنهك لأحط على واقعٍ أليم فأجد أهلي من أبناء اليمن تتقاذفهم أمواج الحياة وتتجاهل مدى بساطتهم وبساطة أحلامهم ووجودهم ...
 أشعر بكثير من الألم عندما أجد اولئك الأعزاء الكرام أصبحوا في ليلةٍ وضحاها عبارةً عن مجموعاتٍ تائهةٍ تأبى كثير من الدول أن تقبلهم ولو حتى عابرين على اراضيها . نجد منهم من أهدرت كرامته ومزقت إنسانيته في دول لم نكن نظن في يومٍ من الأيام أن تطلق هذا الكم الهائل من التقزيم والتحقير لأبناء اليمن ... 


في كثيرٍ من الدول الشقيقة والصديقة والتي كانت أبوابها مفتوحة أمام اليمنيين أوصدت وسكرت وقفلت على اليمنيين على وجه الخصوص لا لشيء ولكن لما تمر بها بلادنا العزيزة المنهكة بأطماع أبنائها . اتحدث و فيني مرارة الزمن المكسور الذي يبحث عن سكون عله يصحو على الطمأنينة المفقودة .
 ما هي الأسباب التي تجعل من كرامة ذلك الحر الأبي العزيز مهدورةً لا قيمة لها .؟ هل للقيادة اليمنية دور في سلب تلك الكرامة ونفيها في آبار المهانة والذل ؟ لم يكن اليمني الا عزيزاً ويأبى الا أن يبقى عزيزاً ورغم كل الظروف يكافح من أجل أن يعيش عزيزاً . الكرامة المهدورة لليمني في كل بقاع الأرض تجعل كل القيادات اليمنية مشتركة في هدرها وفي تمزيقها .

 

ها هم يقتحمون صنعاء ليحصدوا ثمار ثورة الشباب التي انطلقت من أجل أن يحافظوا على كرامتهم داخل وخارج اليمن وأن يقضوا على الفساد والنهب الممنهج لليمن وللأرض اليمنية ، ها هم يقتحموا صنعاء ويأسروا الشرف اليمني في دولاب اللحظة المخيفة و ارادوا أن يعيدوها الى حظيرة الأئمة والعبودية الفردية ،
 وتحالف الشر من أجل إسقاط ما تبقى من كرامة اليمن واليمني فأسقطوا كل شيء ، واصبح الجميع يتباكى على بلاد الجنتين . حتى أن القيادة اليمنية الشرعية التي نبذل معها أرواحنا صرنا نرى انها تحمل الكثير من القصور في هذا الشأن .

 

ونحن من هنا نناشدهم بأن يبذلوا الكثير من الجهد الدبلوماسي في هذا الصدد لأن المردود السلبي على المواطن اليمني أصبح مفزع ومخيف جداً جداً جداً، هي مناشدة قد لا تجد طريقها الى القيادة السياسية بأن تحاول أن تحافظ على كرامة اليمنيين لأن كرامتها اصلاً جزء لا يتجزأ من كرامة اليمنيين عموماً ، فإذا تمزقت كرامتنا تأكدوا بأن كرامتكم أيضاً ستكون ف مهب الريح .

 

 الحقيقة أنه لم يتبقى ًلنا جميعاً قيادةً وحكومة ً وشعباً الكثير من الكرامة التي تسابق الأخوة في البيت اليمني وفي البيت العربي الى هدرها وتمزيقها وكأن اليمن واليمنيين هم سبب تأخر الأمة العربية والاسلامية .. 


هي أيام ستنقضي ولن يبقى منها الا التاريخ الذي سيسطر بين جنباته كل أسباب السقوط للعزيز اليمني ، وسيسجل التاريخ كل من كان له دور في اي محاولةٍ  لكسر شموخه الذي يبقى مرافقاً له ما عاش من دهرٍ على الارض . 


أناشدكم الله يا قيادتنا السياسية أن تبذلوا جل جهدكم للمحافظة على كرامة اليمني أكثر من جهدكم في المحافظة على مناصبكم التي ستزول وسيبقى في ذاكرتنا أن من وثقنا بهم وكانوا قادتنا في زمن الشدة باعونا بثمن ٍ بخسٍ لا يساوي لحظة قهر في وجه يمني ٍ عزيز .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي