تزامن سقوط زنجبار مع قرار مجلس الأمن.. ماذا يعني؟

كتب
الاربعاء ، ١٣ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٣٧ مساءً
صلاح السقلدي قال لي صديقي -وهو وحدوي عسر- وهو يحاورني ويمسك كعادته بلحيته الأنيقة وحالة من الزهو والخيلاء تتملكه :أن مجلس الأمن الدولي قد اصدر الثلاثاء قرارا مهما برقم 2051يؤيد فيه بقاء الوحدة اليمنية وان هذا القرار حسب قول صديقي قد قطع الطريق على دعاة الانفصال. وصديقي هذا الذي لا ينفك ان يسخر ويحط من مكانة (مجلس الأمن النصراني اليهود) حد وصفه له دوما إلا أن اليوم كان مزاجه غير وأصبح مجلي الأمن بلحظة أشبه بسقيفة بني ساعدة .! لصاحبي الوحدوي ولأمثاله من وحدوييّ ما بعد (غزوة يوليو) نقول ما يلي: 1- إن هذا القرار وما سبقه قبل أشهر من قرار مماثل هو قرار يخص نقل السلطة بصنعاء عطفا على المبادرة الخليجية الخاصة بحل أزمة الحكم هناك، ثم من متى كانت قرارات مجلس الأمن الدولي ملزمة لأحد غير للضعفاء فقط، وإن افترضنا أن الجنوب هو من هؤلاء الضعفاء فهل يمكن أن يظل وضع الجنوب ضعيفا إلى ما لانهاية ؟وهل يصمد طول بال هذا الجنوب ويستمر برباطة جأشه دون أن يعمد إلى أساليب أخرى تجبر هذه القوى الكبرى وتلوي اذرعها كما تفعل صنعاء على التعاطي مع مطالبه المشروعة تحت الخشية على مصالحها النفطية والاقتصادية التي تعتبرها هي من يحملها على إصدارا مثل هذه القرارات بعد أن صار مجلس الأمن ألعوبة بيدها؟. 2- إن من يقدمون أنفسهم اليوم على أنهم وحدويون ،وهم من وقف بكل قوة ضد الوحدة من قبل ومن بعد أن تتحقق وأفتوا بمقاومتها والتصويت ضد دستورها لا يستطيعون إن يقدمون الجنوبيين على أنهم أعداء للوحدة التي قامت يوم22مايو 90م لأنهم أي الجنوبيين هم من ضحى من اجل هذه الوحدة أملا بمستقبل مشترك راقي مع الشريك الشمالي حتى مسخها غزاة حرب 94 إلى الحالة التي هي عليها اليوم. ثم إن وحدة اليوم التي تستمد بقائها من قرارات دولية دون إرادة نابعة من أصحاب الشأن هي وحدة لا يمكن أن تدوم حتى وان عززتها عشرات من قرارات التوسل الأممي وبطن الأرض اشرف لها من ظهرها ، وإن التهليل لمثل هذه القرارات يعد اعترافا صريحا ان الوحدة المزعومة لم تعد شرعيتيها قائمة وان ما هو وحدة استعمار تتوسل عوامل البقاء من خلف المحيطات ، وهي قطعا وحدة زائلة بزوال الأسباب التي أصدرت هذا القرار، ولنا ان نتذكر ونسأل هل نفذ مجلس الأمن قرارته بشأن حرب 94م الذي وصفها الشمال حينها بانها تدخلا سافرا بالشؤون الداخلية، مع انها قرارات قد بذرتها رياح شهر يوليو القائظ كما سيطوي هذا القرار النسيان، ؟و لماذا لم يعد إصدار مثل هذه القرارات تدخلا بالشأن اليمني ولم يعد مرفوضا تدخل هذا الغرب النصراني الكافر بشأن الأمة اليمنية كما كان؟، علاوة ان لمجلس الأمن مئات من القرارات لا تساوي حبرها وتم إرسالها إلى سلة المحذوفات، وبقي تنفيذ بقيتها مرهونا بمصالح الكبار الخمسة وأمريكا على رأسهم، فحيثما كانت مصالح هؤلاء كانت فرصة التنفيذ ، ومع أننا نعرف ان مصلحة أمريكا وغيرها من الكبار في الوقت الراهن هي ببقاء وحدة من على هذه الشاكلة، فأنه لا غرو ان تؤيد هذه الدول بقاء وضع غريب على هذا النحو ، ولأن المصالح وبالذات الاقتصادية متغيرة دوماً كتغير الرمال المتحركة فإن ما هو اليوم مفروض كواقع وحدوي اقتضته مصلحة أمريكا وشركائها بعد ان فتحت لهم صنعاء كل الأبواب الجنوبية لتكون سالكة إلى منابع النفط والغاز الجنوبي أمامهم وأمام جشع شركاتهم وتركت لهم مصارع الجو والبحر والبر مشرعة، وبالتالي وجد أصحاب هذه الشركات وحكوماتها انه من الغباء التخلي عن حلفاء باعوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون ،وان هؤلاء-أي أصحاب الشركات الغربية وحكوماتها- لم يتأخروا أن يصدروا قرارات من هذا النوع ولا يمانعون بكل الأحوال أن يلبوا مطالب حكام صنعاء طالما ضمنت لهم مصالحهم ،وان كان ذلك على حساب شعب آخر كشعب الجنوب المنكوب بهم، ولكن لن تتردد هذه القوى مستقبلا في تغيير موقفها حين يقبض الجنوبيون على ناصية الأمور كلها بالجنوب فحينها ستقلب هذه القوى ظهر المجن لحلفائها في صنعاء لأن المصلحة الأمريكية حينها تقتضي ذلك والتاريخ زاخر بالأمثلة.! 4- إن الجنوبيين لم يعمدون -على الأقل حتى الآن -إلى تهديد مصالح الغرب بالجنوب ومشاغلة شركاته النفطية والغازية وتعكير حركة الملاحة الدولية البحرية ولم يتخذوا من الإرهاب وسيلة ضغط كما تعمل كثيرا من الشعوب التحررية التي نهجت النضال العنيف أو حتى كما تفعل تبتز قبائل الشمال الداخل والخارج ، وهذا الإحجام الجنوبي عن هذا المسلك العنيف والذي اتخذه عن قناعة ورقي بالوسيلة كونه هو السلاح الأمضى هو ما أخّـره عن الوصول إلى الغاية الجنوبية المنشودة حتى الآن وهذه هي ضريبة يدفعها كل من يتخذ النضال السلمي وليجة له ووسيلة لغايته. 5- إن مزامنة دخول جيش صنعاء مدينتي زنجبار وجعار قبل 24ساعة من إصدار مجلس الأمن قراره المذكور ،يعني شيئا واحداً لا غير، وهو ان تلك الجماعات المسلحة الإرهابية ما هي إلا أدوات تتخذها الأحزاب والسلطات في صنعاء كورقة ابتزاز تلعب بها وقت الحاجة كــ(جوكر ورق كوتشينة) وأذرع سياسية رخيصة بوجه الخارج ووسيلة تمزيق وفوضى بالجنوب لتشتيت نضاله صوب قضيته العدالة، وأن هذه السلطات والأحزاب في صنعا هي من بذر ويبذر فسائل الإرهاب ويـبرعمه حتى اشتد عوده وقوي كما نراه اليوم يفعل فعلته الشيطانية بالجنوب ويُحـرّك من صنعاء حسب الحاجة المقتضاه،متكئاً بكثير من الأحيان على مثل هذه القرارات الدولية.!  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي