مجلس حكماء حمير ( 4 )

د. فيصل العواضي
الخميس ، ٢٨ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٧:٢٩ مساءً

                        
فيصل العواضي 
أشرت في تناولات سابقة الى دلالة الدعوة لقيام محلس حكماء حمير وأن القصد والمنزع ليس حمير القبيلة بقدر ما هو حمير الملك والتاريخ الذي يجمع كل اليمنيين ،وبما أننا في زمن كثرت فيه الفتن وتمادى المبطلون في الباس الحق بالباطل وقلب الحقائق بما في ذلك تفسير آيات من القرءان الكريم على غير ما أنزلت موافقة للهوى والادعاء ولي أعناق الحقائق إما بشرح الأحاديث النبوية خلافا لمقتضاها أو الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم بأحاديث لم تثبت عنه كما هو الحال مع حديث الغدير ودعوى الولاية التي جعل منها السلاليون أدعياء النسب الهاشمي عيدا يحتفلون به ويفترون على الله الكذب .


فأقول وبالله التوفيق بما إننا وصلنا إلى هذه الحال فلا بد من تشمير الجد كشفا للحقائق ووضعا للأمور في نصابها وسأقف هنا مع حديث صحيح من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ينص صراحة على أن الأمر السياسي او الملك كان في حمير أي خلافا لحديث الولاية الذي لم ينص صراحة على امر الحكم او الملك .


وأبدأ بروايات الحديث وتخريجه استنادا على جهد كبير بذله الأستاذ الدكتور محمد بن عبد العزيز بن سعد اليمني من قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود في الرياض حيث اورد الحديث في كتيب شمل دراسة وافية مستقصاه عنه فجزاه الله خيرا ومنه اقتبس تخريج الحديث فممن اخرج الحديث الإمام احمد في مسنده والبخاري في التاريخ الكبير والطبراني في المعجم الكبير والطبراني أيضا في معجم الشاميين وابن أبي عاصم في السنة وسا اكتفي بإيراد نص رواية الإمام احمد في مسنده حيث قال :حدثنا عبد القدوس أبو المغيرة قال: حدثنا جرير – يعني بن عثمان الرجبي-قال :

 

حدثنا راشد بن سعدالمقرائي،عن أبي حي عن ذي مخمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (كان هذا الأمر في حمير فنزعه الله منهم، فجعله في قريش ،و س ي ع و د ا ل ي ه م) هكذا صورة الحديث في مسند الإمام احمد وقد أوضح الدكتور اليمني دلالة الأحرف المقطعة أما حكم العلماء على الحديث فابن حجر والهيثمي في مجمع الزوائد وابن الجوزي واسماعيل بن عياش والالباني وغيرهم كثير من اهل العلم قد اجمعوا ان الحديث صخيح ورجاله ثقات .


واكتفي بهذا القدر مما جاء في تخريج الحديث مع الإشارة الى ان ماجاء في الحديث من أن الأمر صار الى قريش او جعله الله في قريش لم ينص على فئة من قريش او بيت معين فملك بنو أمية والعباسيون ثم ان الرسول صلى الله عليه وسلم أكد بأن الأمر سيعود الى حمير أي لن يدوم في قريش الى الأبد فخص حمير بالأمر ابتداء وانتهاء كان فيهم منذ البداية وسيعود إليهم في النهاية وحمير التي أشار اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست قبيلة وإنماحالة  حضارية في اليمن وهذا جوهر ما قصدته في دعوتي الى قيام مجلس حكماء حمير .


وتأسيسا على كل ما سبق أكرر واجدد الدعوة لقيام مجلس حكماء حمير من عقلاء اليمن واذا اردنا التحديد بقبيلة فحمير ومذحج حالة واحدة في الحضارة والتاريخ اليمني واتمنى أن تجد هذه الدعوة اذان صاغية فنحن اهل الأمر وموعودين بعودته فهل آن الآوان لانقاذ اليمن من محنتها واعادة حقها اليها .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي