المنظمات الحقوقية.. والتضليل الحوثي !

أحمد المقرمي
الأحد ، ١٠ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٨:٤٩ مساءً
 
من الجرائم البشعة أن يزور الشهود في شهاداتهم ، أو يصدر القاضي الحكم بضغوط الرغبة أو الرهبة ، و مثل ذلك في القبح و البشاعة ، من يزعم مناصرتك و تبني مظلوميتك ؛ ليبيعك من موقع الشريك !
 
الانتهاكات التي استهدفت اليمن ، و غض المجتمع الدولي طرفه بدأت - لمن يريد أن يلبس مسوح الرهبان اليوم و يتباكى على اليمن و اليمنيين - منذ أول يوم خرج الشعب اليمني يطالب بالتغيير في عام 2011م.
 
 
و ما جرائم نظام صالح ضد المعتصمين سلميا كمذبحة جمعة الكرامة أو جولة كنتاكي بصنعاء، أو إحراق المعتصمين بساحة الحرية بتعز أو المعتصمين بعدن ... إلا آحاد الأمثلة لجرائم و انتهاكات المخلوع .
 
 
و إذا ما جئنا إلى جرائم الحوثي فليس التهجير القسري للآلاف من أبناء دماج ، و لا تفجير المنازل و المساجد و المدارس ... إضافة إلى الاخفاء القسري و الاختطاف للصحفيين و السياسيين و النشطاء الحقوقيين و حصار تعز و نهب الموارد و حرمان اليمنيين من مرتباتهم و تسخير الانقلابيين لتلك المرتبات لتمويل ما يسمى المجهود الحربي إلا بعض جرائم الحوثي .
 
و اليوم تتحرك مساعي حوثية ؛ لتسدل الستار عن جرائم الحوثي و المخلوع ؛ بهدف تضليل المنظمات الحقوقية الدولية و كذا المجتمع الدولي من أن اليمن و اليمنيين ، كانوا في بحبوحة من العيش و في نعيم مقيم ، و ما بدأت مشاكلهم إلا مع بدء تدخل التحالف العربي الذي جاء بطلب من السلطة الشرعية .
 
 
لقد تنكر الانقلابيون لما اتفق عليه اليمنيون تجاه مخرجات الحوار الوطني و تبع ذلك التنكر انقلاب مسلح على الشرعية و مخرجات الحوار الذي كانوا جزء منه ، ثم شنت عصابات و مليشيات الانقلاب الحرب على المحافظات اليمنية ، كل ذلك و غيره - مما لا تسمح مساحة المقال باستعراضه هنا - يحرص الحوثيون على طمسه و حصر الحديث فقط على مابعد 26 مارس 2015م. و هي جريمة تضليل خبيثة و لئيمة تستهدف منظمات حقوقية دولية و أيضا المجتمع الدولي !
 
 
و المؤسف أن مساعي الحوثي عبر منظماته المشبوهة ، و هي تحرص على إسدال الستار لجرائم الحوثي و المخلوع منذ 2011 على الأقل ، فإنها وفق ما حققته في التضليل ، راحت تتقمص الحياد ، مسمية أو مسربة مصطلحا ماكرا بتقديم الشرعية و الانقلابيين معا ؛ تحت مسمى واحد و هو : الأطراف المتصارعة في اليمن !!
 
إن التسوية في التسمية بين السارق و المسروق ، أو الشرعي و اللاشرعي بأنهما أطراف متصارعة ، هو تنكر للحقيقة و انتهاك لشعب و وطن ، و هو ما ينبغي أن تحذر من الوقوع فيه المنظمات الحقوقية الدولية أو حتى منظمات و هيئات المجتمع الدولي .
 
أرادت مساعي التضليل للحوثي و المخلوع، و هي تحقق تسريب مصطلح ( الأطراف المتصارعة ) أن توهم السامع بالحيادية ، و الحقيقة أن هناك خداع و تضليل يهدف الى إسدال الستار عن جرائم أربع سنوات و ثلاثة أشهر ، كانت الجرائم التي ارتكبت خلالها حصرا على الحوثي و المخلوع فقط .
 
 
إذن هناك جهود مكثفة لتضليل الرأي العام الحقوقي بتحديد المطالبة بلجنة تحقيق دولية تبدأ منذ تدخل التحالف العربي الذي جاء بطلب من الرئيس الشرعي .
 
و هناك أمر مهم و هو أن الرئيس قد أصدر منذ فترة قرارا بتشكيل لجنة حقوقية وطنية تحقق في الانتهاكات السابقة و اللاحقة .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي