أخطر ما كشفته قرارات الصماد الأخيرة

محمد القادري
الأحد ، ١٠ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٥٧ مساءً
 
 
القرارات التي اصدرها رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي صالح الصماد ، والتي تقتضي بتعيين رئيس لمجلس القضاء الاعلى ، ووكيلان لوزارة المالية ومستشاران  ، ورئيس لهيئة التأمينات والمعاشات ، ووكيل للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة .
 
 
كشفت هذه القرارات على مضي جماعة الحوثي في تنفيذ مخططها الممنهج بشأن الوظيفة العامة تجاه شركاءها  في المؤتمر جناح صالح ، وتجاه بقية المواطنين اليمنيين الذين ليس لديهم ارتباط عرقي مع الجماعة ، فالحوثية تتعامل تعامل موحد مع الحلفاء والاعداء من خلال الاقصاء والسعي على السيطرة على كل اجهزة الدولة العلياء والوسطى والتفرد بالصلاحيات .
 
 
 بل ان تلك القرارات تعتبر رسالة تحدي واضحة ووجهها الصماد لصالح الذي اشتكى بعد خلافاته الاخيرة مع جماعة الحوثي عن تقليصه من الشراكة الحقيقية في الحكومة الانقلابية واشترط شروطاً للتصالح والاتفاق منها ما يتعلق بجانب شراكة جناح حزبه في السلطة وانصافهم بالصلاحيات والتقاسم بعدالة ، ولكن تلك القرارات تؤكد عدم استجابة جماعة الحوثي لمطالب حليفهم صالح ، وتثبت مضيها في تهميشه واقصاءه أكثر ، حيث أنها  اشتملت على تعيين سلالة الحوثي متوكل ومحظوري ووشلي في المناصب الهامة كالقضاء والمالية ، ولم يكن هناك اي تواجد لجناح صالح كشريك يجب ان يحصل على نصف التعيين في تلك المناصب اثناء صدور تلك القرارات  .
 
 
 فكر جماعة الحوثي الذي يحتوي على التمييز بين الطبقات في المجتمع ويصنف آل البيت السادة إلى قناديل وبقية اليمنيين زنابيل ، يميز ايضاً بين الوظائف في الدولة ، فالقرارات الرئاسية والوزارية لا يجب ان تصدر إلا للقناديل السادة ، وبقية الزنابيل اليمنيين مكانهم كموظف عادي فقط .
الحق الالهي لجماعة الحوثي يتطلب ان يكون الرئيس والوزير والمحافظ  والوكيل والمدير العام ومدير الادارة كلهم قناديل من السادة ، وبقية اليمنيين يكونوا موظفين عاديين فقط .
 
لا يحق للزنبيل ان يكون مديراً او رئيساً على القنديل وآمراً وناهياً عليه.
 
فالزنابيل تابعين فقط موقعهم في الادنى وعليهم السمع والطاعة وتلقي الاوامر وليس اصدارها .
 
 
 
 هذا هو مخطط جماعة الحوثي تجاه الوظيفة ، إذا لم تكن تنتمي لسلالة السادة فلا يحق لك ان تحصل على قرار رئاسي او وزاري او اداري ، فأنت تدار ولا تدير ، مرؤوس ولا رئيس ، وسيتم تنفيذ هذا المخطط على الجميع الذين لا ينتمون لسلالة السادة ، سواءً كانوا حلفاء مع جماعة الحوثي او اعداءً لها ، كانوا مؤتمريون مع صالح او مع شرعية هادي ، كانوا شماليون او جنوبيون ، كل يمني ليس سيد لا يحق له ان يتعدى عن موقع الموظف العادي في الوظيفة العامة ، والسيد فقط هو من يجب ان يكون القيادي والمسؤول والمدير وصاحب القرار .
 
 
من يتقلدون الان مناصب وهم ليس من سلالة السادة ، فمناصبهم بلا صلاحيات ولا فرق بين حضورهم وغيابهم  ،  هم فقط مجرد كوز مركوز لفترة محددة وسيخر به الحوثي من مكانه .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي