عُقدة الهاشمية في اليمن

محمد القادري
الجمعة ، ٠٨ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٢٥ مساءً
 
 
 هاشمية اليمن التي تعتبر جماعة الحوثي حالياً ، لديها عُقدة شديدة تعاني منها منذ أكثر من خمسين عاماً ، وهذه العقدة هي ذكرى ثورة سبتمبر المجيدة التي انطلقت في يوم السادس والعشرين من سبتمبر المجيد عام 1962 ، وبمثل ما يعتبر هذا اليوم يوم مجيد شع فيه النور المبين  وذكرى عظيمة لميلاد جديد لليمن واليمنيين الاحرار ، إلا انه يعتبر اليوم الأسود في تأريخ هاشمية اليمن التي كان هذا اليوم يوم سقوط صنمها الامامي وموت عهدها الاستبدادي ، ولهذا كلما تمر ذكرى 26 سبتمبر كل عام ويحتفل بها اليمنيون ، كلما جددت اوجاع السلالة الهاشمية وعمقت جراحها واضعفت آلامها ، مما جعلها تسعى طيلة 52 سنة للتخلص من هذه العقدة عبر استخدام كل الوسائل والطرق لتحقيق هدف العودة لحكم اليمن والذي تحقق عبر الانقلاب الذي حققته  في سبتمبر 2014 .
 
 يوم 21 سبتمبر من عام 2014 كيوم لتحقيق انقلاب جماعة الحوثي في صنعاء ، لم يكن تأريخ هذا اليوم  ناتج من صدفة او مقترن بحسب التقدم العسكري للحوثي من صعدة حتى العاصمة صنعاء ، ولكن تم اختيار تأريخ هذا اليوم بعناية فائقة ودراسة تامة من قبل جماعة الحوثي .
حيث كانت الجماعة من قبل  تخطط  ان يكون تأريخ يوم انقلابها يتوسط تأريخ 26 سبتمبر وتأريخ 14 اكتوبر كتأريخ بين اهم ذكرى ثورتين في اليمن سبتمبر الشمالية واكتوبر الجنوبية ، فاختارت تأريخ 5 اكتوبر كيوم لاعلان اسقاطها لصنعاء بهدف القضاء على ذكرى الثورتين 26 سبتمبر و14 اكتوبر وتصبح ذكرى انقلابها هي المسيطرة والسائدة على اليمنيين شمالاً وجنوباً ، وتصبح اليمن لديها ذكرى ثورة واحدة هي ثورة الحوثية وليس هناك من ذكرى ثورة غيرها وهذا مايتوافق مع احتفال إيران بذكرى ثورتها الخمينية التي  اصبحت هي الثورة الإيرانية الوحيدة   ولا سواها من ثورة اخرى لها ذكرى واحتفال .
لكن جماعة الحوثي وجدت ان اختيارها لتأريخ خمسة اكتوبر سيقضي على ذكرى ثورة 14 اكتوبر فقط ولن يحقق القضاء على ذكرى 26 سبتمبر ، كون القضاء على اي شئ يحتاج إلى ضربة استباقية ، فما كان منها إلا ان اختارت تأريخ يوم 21 سبتمبر كتأريخ مناسب للقضاء على ذكرى ثورتي سبتمبر واكتوبر ، وسيصبح هذا اليوم هو الذكرى السائدة في اليمن ، وتخطط الجماعة ان يتم الاحتفال بذكرى انقلابها عبر  برنامج يستمر 23 يوماً ويشمل كل محافظات اليمن ، وترافقه  استخدام وسائل اعلامية متلازمة لا تترك لليمنيين مجالاً للحديث  عن ذكرى سبتمبر واكتوبر والحصول على فرصة للاحتفال بها في الوطن الذي  يقتضي   مخطط جماعة الحوثي السيطرة على كافة ترابه .
 
 نظراً لأن جماعة الحوثي لم تستطيع تنفيذ مخططها الشامل على السيطرة على تراب اليمن ، لذا فهي الان تحتفل بذكرى 21 سبتمبر بطريقة تقضي على  ذكرى 26 سبتمبر في المناطق التي تسيطر عليها في شمال اليمن بشكل تدريجي يسعى لاضعافها ثم القضاء عليها كلياً ... ولكن لن تستطيع جماعة الحوثي القضاء على تلك الذكرى الخالدة في عمق قلوب اليمنيين الذين سيجعلون من هذه الذكرى نقطة انطلاقة للقضاء على الجماعة المشؤومة والتحرير من  الانقلاب المشؤوم .
عشت يا سبتمبر التحرير يا فجر النضالي .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي