اليمني الحقيقي هو من يحب اليمن ، ويحب مصلحته العامة ، ويسعى لخدمته وخدمة شعبه ، ويحقق فيه الرخاء والتنمية والأمن والاستقرار والتقدم والازدهار ، ويحارب الفساد والفقر والبطالة والانفلات والتخلف ، ويقيم العدل والمساواة والنظام والقانون.
وعائلة صالح التي كانت حاكمة لليمن ، كانت قادرة على فعل كل ما سبق أثناء فترة حكمها لوكانت تحب اليمن ، ولكنها لم تكن تحب إلا نفسها ، ففشلت في تحقيق المستوى المطلوب للوطن وشعبه ، فأنتجت المشاكل والصراع التي يعاني منها الوطن حتى يومنا هذا .
عائلة صالح كانت قادرة على ان تظل حاكمة لليمن مئات السنين ، في حالة لو بنت لليمنيين اقتصاداً قوياً وبنية تحتية قوية وتعليم قوي وجيش قوي ونظام قوي ، وكان اليمنيون سيتشبثون بها مدى الدهر .
لو لمس ابناء الجنوب العدالة والمساواة والخدمات المعيشية في جميع المجالات ولم يتعرضوا للتهميش والنهب والاقصاء من قبل عائلة صالح واتباعهم ، لما كرهوا الوحدة ولما استطاع احداً ان يشكل شئ اسمه الحراك الجنوبي .
وكذلك ابناء الشمال لو لم يحدث لاغلبيتهم مثلما حدث لابناء الجنوب لما انضم الكثير منهم لما يسمى بالثورة الشعبية السلمية ضد صالح في عام 2011 .
هناك اخطاء لو لم يرتكبها صالح لما حدث شئ في اليمن اسمه الربيع العربي ، ولم يكن احد يستطيع ان يجعله يغادر السلطة .
الشعبية التي ظل يتمتع بها صالح أثناء وقوفها معه في عام 2011 وبعد خروجه من السلطة لم تكن واقفة معه حباً فيه ، ولكن تلك الشعبية حصل عليها بسبب غباء خصومه ، ففي عام 2011 كان الشعب اليمني كله يتوق للتغيير واسقاط صالح ، ولكن بسبب قيام بعض الاحزاب وخصوم صالح بركوب موجة تلك الثورة ، وقف الكثير مع صالح بقوة لأنهم اكتشفوا ان تلك الثورة حزبية بين اللقاء المشترك وحزب المؤتمر وليست بين الشعب والسلطة ، واكتشفوا انها ثورة بين شركاء النظام وليست بين الشعب والنظام ، ولو لم ترتكب تلك الاحزاب هذا الخطأ الفادح لاصبحت تلك الثورة شعبية ولقبض على صالح وسجن وتقدم للمحاكمة .
أنا لي نظرة مختلفة ، عندما انظر لأي دولة في العالم لا يهمني شكلية نظام الحكم ، ولكن يهمني ماذا قدم نظام الحكم .
لا يهمني ان كان النظام ملكي او جمهوري او برلماني او رئاسي او مختلط او فيدرالية او اقاليم ، انما يهمني ماذا قدم اي نظام للشعب الذي يحكمه وكيف وضعه اقتصادياً وأمنياً .
ونحن في اليمن اصبحنا نريد قيادة تنجح في خدمتها للمواطن ولم يعد يهمنا شكلية النظام .
نريد عائلة تحقق لليمن كما حققت آل سعود للملكة ونحن معها .
نريد نظام يقدم لليمن كما قدمه اردوغان لتركيا ونحن معه .
ملينا من السياسة والديمقراطية والحزبية والكلام الفاضي ، نريد دولة عادلة تعيد للمواطن اليمني كرامته وتعطيه حقوقه وتنهض باليمن إلى مستوى الدول المتقدمة .
صدقوني لن ينفع اليمن أي حل غير محاربة الفساد واقامة العدل وفرض الدولة القوية ووتوفير كل الخدمات .
عائلة صالح تريد العودة للسلطة ، ولو كان في هذه العائلة خير لاستغلت الفرصة التي كانت في ايديها ، ولكن الظلم والفساد هو الذنب الذي اخرجها من السلطة ... وهذالذنب سيفعل بغيرها كما فعل بها ان ارتكبوه .