الحرس الجمهوري والحل الوحيد أمام الحوثي

محمد القادري
الاثنين ، ٠٤ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٤٥ مساءً
 
 
أصبحت قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح ضعيفة جداً ، غير قادرة بمفردها على تحقيق انتصار عند مواجهتها للحوثي وحسم معركة امامه ، واسباب ذلك الضعف يعود للطرق الممنهجة التي اتخذها الحوثي لاضعاف الحرس الجمهوري منذ سيطرته على صنعاء تمثلت في تفكيك هذه المنظومة ونهب مخازن الاسلحة ونقلها إلى صعدة ، وهذا ما جعل جندي الحرس الذي لم يعد يمتلك غير الكلاشينكوف والمسدس الكلوك غير قادر على مواجهة جماعة الحوثي التي تمتلك الاسلحة الكبيرة والتي ستستطيع القضاء على الحرس باستخدام الاسلحة التي نهبتها من المخازن التي تتبعه .
ودعوة صالح لما تبقى من الحرس الذين رفضوا القتال مع الحوثي ، لكي يستخدمهم في مواجهة الحوثي وحمايته في صنعاء ، إنما هو يريد ان يزج بما تبقى من الحرس في معركة خاسرة يلقون فيها مصرعهم بسرعة وينهزمون بوقت مبكر  .
 
 
ليس هناك إلا حل وحيد للحرس الجمهوري ، وهو الانضمام إلى الشرعية والجيش الوطني والتوجه إلى جبهاتها للقتال في صفوفها ضد الحوثي ، ففي هذه الحالة سيكون مشارك في المعركة المنتصرة التي ستمنحه المشاركة في تحقيق ذلك النصر على جماعة الحوثي والتخلص منها في صنعاء وبقية المحافظات التي تسيطر عليها ، وبغير هذه الطريقة لن يستطيع الحرس بمفرده ان يصمد امام الحوثي او ينتصر ، فأي مكون بمفرده غير قادر للتصدي للحوثي في صنعاء ، صالح وانصاره والحرس الذي يتبعه غير قادرين على مواجهة الحوثي ، والحل هو انضمامهم للشرعية والمشاركة معها جميعاً ضد الحوثي .
 
كان باستطاعة الحرس ان يواجه كثيراً ويحقق نوعاً من الانتصار في صنعاء بمفرده  ، وذلك في حالة حصوله على اسلحة كافية للمواجهة في المعركة ، وحصوله على الاسلحة لن يتم إلا في حالة التنسيق مع الشرعية التي ستمده بذلك عبر طيران التحالف العربي ، اما حصوله على اسلحة من اي طرف دولي آخر عبر التهريب ، فلن يستطيع لأن جماعة الحوثي مضيقة الخناق عليه في صنعاء من جميع الاتجاهات ومسيطرة على جميع منافذ التهريب براً وبحراً في المناطق التي لازالت تحت سيطرة الانقلاب .
 
 
جماعة الحوثي عندما تسيطر على اي منطقة ، تركز على نهب الاسلحة بهدف ضمانة عدم قيام اي مقاومة ضدها ، فكان اول هدف لها هو تجريد الجيش والشعب من السلاح ونهبه إلى مخازنها الخاصة ، فنهبت كل مخازن الحرس الجمهوري والامن المركزي والقوات الخاصة والقوات المسلحة في صنعاء وعمران وذمار والحديدة وغيرها ، ولم يعد يتبقى مع صالح سوى اسلحة قليلة في سنحان وصنعاء غير كافية وقادرة للمواجهة امام الحوثي ، الحرس اصبح بلا سلاح ، وكما قال احد مشائخ اليمن " الذي ما معه سلاح هو واخته سواء " ، اي ان الرجل الذي لا يمتلك سلاح ليس هناك فرق بينه وبين المرأة التي تعمل في المطبخ وتختفي داخل البيت ، والحرس الجمهوري الذي جرده الحوثي من اسلحته اصبح لا فرق بينه وبين نساء المطابخ ، فخبرة الجندي والضابط ومؤهلاته وتدريباته ومهارته وجثته وعضلاته لا تنفع إذا كان لا يوجد معه سلاح يكافئ اسلحة خصمه ، فالمعركة عسكرية وليست سياسية او إعلامية .
 
 
 إذا نظرنا إلى الواقع العسكري حالياً للحرس الجمهوري وجماعة الحوثي ، سنجد التساوي بين الطرفين من حيث الخبرة والمهارات ، فالحرس يمتلك الخبرة والمهارة من خلال التدريب الذي تلقاه في عهد قيادة نجل صالح ، وجماعة الحوثي تمتلك الخبرة والمهارة في القنص والهجوم من خلال نشأتها على الدموية والقتال في الحروب الست وخروجها الانقلابي من صعدة حتى وصولها عدن والجبهات التي لا زالت تقاتل فيها حتى اليوم ، بالاضافة إلى تلقي ميليشياتها تدريبات على ايدى خبراء من إيران وحزب الله .
واما في جانب العتاد والسلاح فجماعة الحوثي تمتلك الاسلحة الثقيلة والمتوسطة بشكل كبير ، والحرس لم يعد يمتلك سوى اسلحة افراده الشخصية وقلة من بقية الاسلحة ، وهنا سيتضح لنا من خلال المقارنة بين الموارد البشرية والعسكرية لدى الطرفين في حالة المواجهة بينهما ان الحوثي منتصر لا محالة والحرس مهزوم لا محالة .
 
 
مشكلة الحرس الجمهوري انه لم يحترم اسمه الذي يحمله ويحرس الجمهورية التي اعتدى عليها واغتصبها الانقلاب ، ومشكلته الثانية انه لم يحرس اسلحته العسكرية في مخازن الالوية والمعسكرات من نهب ومصادرة الحوثي ، وسكوته وصمته وتواطؤه على مصادرة الجمهورية والدولة والسلاح العسكري العام جعله  غير قادر على حراسة صالح وحراسة نفسه من الحوثي .
 
 
حقيقة : الحرس الان غير قادر على حراسة نفسه .
 
الحوثي نجح في تحقيق اهدافه الثلاثة في المناطق التي يسيطر عليها الانقلاب ، مما جعله قوياً جداً وجعل اي طرف كصالح ومن معه ضعفاء جداً غير قادرون على مواجهته .
 
فقد حقق الحوثي هدفه الاول وهو التأمين العسكري الذي يتمثل في نهب كل سلاح الجيش والدولة في الالوية والوحدات  وتجريد غيره من الشخصيات والمشائخ من السلاح .
ثم انتقل بعد ذلك للهدف الثاني وهو التأمين المالي الذي يتمثل في نهب كل اموال الدولة العام في البنوك ومصادرة الايرادات الاخرى وتجريد غيره من المال .
 
 
ثم انتقل لتحقيق الهدف الثالث وهو التأمين البشري من خلال تجنيد العديد من العناصر كميليشيات وضمانة ولاء الكثير من الشخصيات الاجتماعية .
وهذا ما جعل اي طرف في صنعاء غير  قادر على مواجهة الحوثي  الذي  يملك متطلبات الانتصار الكاملة في المعركة السلاح والمال والرجال .
 
 
 يجب على صالح ومن تبقى معه ان يعلموا انهم اذا واجهوا الحوثي بمفردهم انما يسوقون انفسهم للهلاك في معركة سيخسرون فيها بسرعة وسيسحقون وينتهون ويهزمون ويحصلون على السخرية والاستهانة ويفقدون ماء وجوههم بسبب فشلهم السريع عدم صمودهم .
واذا لم يواجهوا الحوثي فإنه لن يتركهم ويسالمهم ويصمت عنهم ، فالحوثي قد اتخذ قرار القضاء على الحرس الموالي لصالح بشكل تام وكلي ، سواءً واجهه الحرس ام لم يواجهه.
 
والحل هو انضمام الحرس الجمهوري لصفوف الشرعية وليس غيره من حلول .
انضموا أيها الحرس للشرعية قبل ان لا تستطيعوا ان تنضموا .
انضموا للشرعية كي تستطيعوا القضاء على الحوثي قبل ان يقضي عليكم .
انضموا للشرعية واعتذروا للجمهورية وكفروا اخطاءكم المتمثلة في مساندة الانقلاب .
لديكم فرصة اخيرة اغتنموها ، انقذوا انفسكم من الحوثي وإيران عبر التوجه نحو صفوف الدولة الشرعية التي يقود لواءها  فخامة الرئيس  عبدربه منصور هادي  وتحالف اشقاءكم العرب الذي تقوده المملكة العربية السعودية .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي