هشام باشراحيل شهيد وطن

كتب
الأحد ، ١٧ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٠٧ مساءً
  علي نعمان المصفري في التاريخ لايترك بصمة أثر إلا العظماء من كان لهم مكانة في تحرير الأمم. صحيح أنهم أجساد غادرونا لكنهم لازالوا قامات عملاقة في وجدان الناس لحملهم في زمن العتمة مشاعل النور صوت وصورة؟ أصبحت الأيام في واقع الأنتداب البريطاني ضؤ المكان وغدت في تبيان الحقيقة تلال في وجدان الناس قبل الأستقلال. لكنها خُنقت عشية الأستقلال بحجب الحقيقة وظلّت في حكم المنتهى بتخطيط نزع كل فتيل الى الحقيقة في الأتصال مع الهوية والموروث الجنوبي العربي وفق مشروع يمننة الجنوب؟ كانت ظلمة في زمن تربع فيه الخوف على المنطق والهوية والتاريخ في أسقاط رهيب وصل حد الموت( اللحس) وقفت عنده ساعة الزمن ولم يوقف التاريخ. ترنحت الأسئلة في نزيف دائم وسبحت الى عمق محيط الحقيقة رادفة بين مخالبها صور الزمان والمكان حكاية, وطن كما يسمونه بالروسيه مدينة كانت هنا؟ كنت في شك دائم منذو 30 نوفمبر 1967 على عدم مصداقية ما حصل تحت الطاولة وبقيت أطفو على سطح حقيقة ألأحداث مراقبا حتى حلّت الساعة في تبيان الحقيقة. في 30 نوفمبر 1967 تم قبر الأيام بقبر الحقيقة وسقطت عندها المرجعية في الهوية والتاريخ والموروث وبحث العابثون عن وطن آخر وهوية وتركوا الجنوب بيمننة غريبة تركت المنطق وتخلّت عن وجدان الناس لتذهب في ظلام دامس وعهود غبراء من نور وألق كانت عدن فيه الشمعة قبل كل بقاع الدنيا. أختفت الأيام عن المشهد ولكن الجنوب بقى سابحا نحو الوطن والهوية مرة أخرى في محيط مغشوش وفق الأملاء وتسليم الملف وفق المقايضة بين بريطانيا وروسيا. غابت فنارة الجنوب الأيام عن المشهد كهوية وماتبقى من تاريخ الجنوب وبقينا كلنا في ذات الخانة طوال السنين نبحث عن وطن؟ في 22 مايو 1990 على عرف المشهد عادت الأيام بصورة زمان تحمل قوة حضور الحق في تفعيل مكانة التذكير بوطن وهوية وظلّت عبر سنوات مسيرة الحراك السلمي التحررية تنقل الأحداث الى الأقليم والعالم الحر صوت وصورة بهدؤ أعصاب بمدنية الجنوب المعروفه؟ هشام باشراحيل ربان الأيام بقى في موضع هدف دائم من قبل نظام صنعاء لأخماد هذة الجوهرة وتم بالفعل رسم الخطة من قبل نظام صنعاء في محو صوت وفنارة الجنوب الى العالم؟ كم مرة تم التخويف والتهديد لغلق الأيام الهوية الباقية للجنوب بعدما ظلت سنين منذو قيام الحراك في تفعيل الموقف الوطني وشرح صحوة الوعي الجنوبي نحو التحرير والأستقلال؟ أكتملت الصورة في أجرام المحتل بفعل مشاكل الأيام والأقتحام حد فرض عقوبة الأتهام في أرتكاب الجريمة والنظام اليمني هو من أقدم أساسا على أرتكاب الجريمة كمبررات فقط من أجل لجم صوت الجنوب؟ أغلقوا الأيام كصحيفة ولم يدرك المحتل من أنه حكم على ذاته الفناء المؤكد والزوال في أن الأيام ليست ملكية خاصة ولكنها قناة تحمل مشروع وطن لازال يعيش في وجدان أبنائة مهما كان الثمن في عدم التنازل عنه ولا يمكن أن ينتهي بالتقادم وعاصمته عدن؟ الأيام بباشراحيل هشامها الشجاع البطل تظل في تاريخ الجنوب بقعة ضوء احتلت في وجدان الضمير الإنساني نبض من نوع خاص تركت بصمة أثر وهي شيمة كل العظماء. سيظل لأسرة باشراحيل في التاريخ موقع يردد ويسجل معاني الرجولة والوفاء للوطن منهم هشام الذي كان في صوت دافئ مع الكاتب في آخر اتصال هاتفي من السعودية معتز بجهورية يؤكد أننا عائدون الى الوطن ومنتصرون مهما كانت الضريبة وندفع الثمن واثق الخطى من اللقاء في عدن. ظللت في تواصل مع عميد الأيام في للاطمئنان على صحته في برلين, لكن مشيئة الله سمحت له أن يكون في رحاب الخالدين مفتاح لنا للحاق به أن شاء الله من أجل أسترداد وتحرير وطن ونحن جاهزون؟ هشام لك الرحمة ومنا لك كل آيات الخلود أيها الرجل الصبور. والصبر والسلوان لكل أقارب وذوي الشهيد الحي. رحل هشام عن دنيانا لكنه ترك وديعة على مواصلة طريق تحرير الوطن. ولا يسعنا سوى أن نترحم له ليسكنه الخالق فسيح جناته. وأنا لله وأنا ليه راجعون.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي