انتحار التمرد وخيار هادي!!

د. عبدالحي علي قاسم
الاربعاء ، ٣٠ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٠٧:٠٤ مساءً
 
  على وقع جنون عسكر التمرد في صنعاء بات جليا أن انقلاب 21 سبتمبر 2014 العقيم يمر بأسوء وأخطر مراحله، ويعيش معمعة الانتحار السريع. رؤية عدمية وشلل تام في مقاربة متغيرات الواقع الاقتصادي والسياسي والأمني، وأكثر خطورة، أن ثيران مليشياته المتطرفة تنطح بعضها في حلبة جغرافية لا تتوفر فيها ضمانة ثقافة لعبة الشراكة، ولا أساسيات الاستمرارية حتى لدولة أقل من فاشلة.
 
 
   الشارع الملتهب، والمتوتر، والمتشضي في صنعاء وبقية المحافظات المخطوفة، ينذر بأن الانتحار الانقلابي هو سيد الموقف، وأن تأثير مسكنات المخلوع لتجنب غضبة آلة التصفية الحوثية له وأتباعه لن تسعف طويلا، وتتآكل بصورة سريعة لن تترك للمخلوع فرصة الإيقاع بغرمائه الحوثيين. ولو بذل دماء الكثير من أتباعه.  
 
 
   لذا، يتساءل البعض عن حاجة اليمنيين لمثل هذه الانقلاب الانتحاري المكلف والمهزلة المفتوحة؟ وماهي وظيفة الانقلاب الكارثة تجاه المواطن المخطوف؟ إذا افتقد المواطن المستهلك والمستنفد لأبسط مقومات البقاء والأمن، ودخولهم مأساة وعزلة لا نهاية لأفقها، ولا أمل في الخروج منها.
   عقم وطني معقد ينخر الفكر الانقلابي، ولا أمل أن ينعتق من مآسيرة في ضوء مؤشرات الاستماتة على كراسي مؤسسات خردة عاجزة الفعل والعطاء، تقتتل على جباية مواردها عصابات طرفا الانقلاب المتناحرين. 
 
 
   تلك المهزلة السياسة في صنعاء تعزى لوجود أنصاف جهلة على رأس سلم الوظيفة العامة، يحترفون مهنة التدبير السياسي بآليات بدائية تقليدية تتسلح الطمع والإقصاء، وتتغذى الصراع الدموي في حسم خلافاتها، لا تميزهم عن تدابير عصابات المافيا إلا كذبة شخصيتهم الاعتبارية.
   الأحداث المتسارعة، والواقع السياسي البئيس والمتردي يؤكد بأن انقلاب 21 سبتمبر وحده الأكثر إفلاسا وفشلا من بين انقلابات التاريخ. وهو الأعجز عن إقناع أي يمني بأن في هذا الانقلاب مصلحة تذكر، أو فائدة ترجى، أو سيادة تحفظ أو ترد. كل ما في الأمر أطماع أسرية وطائفية! العبثية منهجها، والقتل، والتدمير، والتهجير سلاح بأسها. هي لعنة الانقلاب وآفة إقصائيته حتى بين شركائه الذين يأكتلوا كوحوش آدمية .
 
 
يتساءل البعض في ضوء فشل الانقلاب تماما، ومستجدات العداء والصراع الحتمية، وحرص كل طرف إنزال مهلكة دموية بالآخر!! هل من مبادرة واقعية تشفع، وتكفر لأحدى أطراف الانقلاب جرائمه في اختيار الامتثال لشرعية الرئيس هادي، لتجنيب أليمن وابل العذاب والويلات، وإدراك ما يمكن إدراكه؟
 
 
   ننتظر الحوثي، أو بقايا العفافيش أن يصدر منها هكذا مبادرة رغم أن آمالنا محبطة في ضوء أفعال العصابات ومكر روادها الشياطين.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي