التسويق الرخيص للمخلوع الرخيص

علي هيثم الميسري
الأحد ، ٢٧ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ١١:٤٥ مساءً
 
  المواجهات العسكرية لطرفي الإنقلاب الحوثي العفاشي كانت هي النتيجة الحتمية التي راهنَّا عليها والتي كنا نترقبها بين الحين والآخر، ونحن على يقين بأن فخامه الرئيس عبد ربه منصور هادي أيضاً كان يتوقع تلك النتيجة التي آلت إليها  المليشيات الإنقلابية بجبروتها وعنجهيتها .
 
 
  ومن الطبيعي جداً أن نرى جِراء العفافشة يناصرون المخلوع علي صالح، ولا غرابة أيضاً أن نرى أقزام الحوثي يناصرون مليشيات الحوثي، ولكن ما يؤسفنا بأن نرى بعض من مناصري الشرعية ينحازون لطرف ضد طرف آخر، وأغلبية هؤلاء البعض إنحازوا إلى سفاح اليمن المخلوع علي صالح، بحجة أن خصمه اليوم وحليفه بالأمس مليشيا الحوثي تحمل مشروعاً سلالياً كهنوتياً، وتناسى هؤلاء أن المخلوع صالح هو من أوجدهم وأقوى عودهم لينقلب بإسمهم على شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، وهذا ما تم  بالفعل .
 
 
  على هؤلاء أن يدكوا بأن العدو الأول للشعب اليمني هو المخلوع صالح، أليس هو من نَكَّل به وقتله وشرده خلال 39 عاماً ? وقد كانت جماعة الحوثي جزء من الشعب اليمني وحاربهم ستة حروب وقتل و نَكَّلَ بالكثير منهم، وعندما إحتاج لمن ينفذ إنقلابه على الشرعية لم يجد إلا هؤلاء الشرذمة الحوثية التي تعاطت معه أيضاً لتستخدمه حيناً من الوقت ثم تنقلب عليه، وهذا ما نشاهده اليوم من خلال تلك المواجهات العسكرية .
 
 
  لسان حال المخلوع صالح يقول:  علمته الرماية فلما إشتد ساعده رماني، ونحن لا يهمنا ما يقول لسان حال هذا الطاغيه العفاشي المخلوع علي صالح، ولا تهمنا المليشيا الحوثية، ما يهمنا هو وطننا اليمني الكبير، لذلك لابد لنا أن لا ننحاز لطرف ضد طرف آخر، و لكن ما يُحَتِّمُ علينا هو الإنتظار و الترقب حتى تَخِرُّ قوى طرفي الإنقلاب ومن ثم ننقض عليهم ونعيد شرعيتنا ونسترد وطننا بمعية قائدنا فارس اليمن المغوار فخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي، الذي لولاه بعد الله عز وجل لأُنتُزِعَت كرامتنا، لذلك لابد لنا جميعاً أن نتمسك أولاً بحبل الله عز وجل ثم بهذا القائد العظيم وبشرعيته .
 
  وينبغي الآن على الحكومة الشرعية وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أن تستغل هذا الخلاف وتأخذ بزمام المبادرة وتبدأ بإستقطاب كل قيادات المؤتمر الشعبي العام الذين ترى فيهم المرونة وتتعاطى معها وتضمها في صفوفها، وبذلك ستصيب الهدف المأمول التي كانت تسعى  له منذُ إطلاق صافرة الأزمة وهو إضعاف قوى المخلوع الإنقلابي علي صالح وشق صفوفه .
 
  وفي الختام أتمنى من العقلاء سواءاً من كانوا في الحكومة الشرعية أو من القاعدة الشعبية أن لا ينجروا خلف التسويق الرخيص من قِبَل أزلام المخلوع للبضاعة الرخيصة المسماه علي عبدالله صالح بالوقوف معه لينتصر في معركته ضد الحوثة، ومن ثم ستكون هناك مصالحة بينه وبين الحكومة الشرعية على حد قولهم بعد نسيان الماضي الأليم الذي زرعه في كل بيت يمني، وعلينا أن نضع بنصب أعيننا بأن عدونا واحد وهي المليشيا الإنقلابية المتمثلة في المخلوع صالح والمليشيا الحوثية .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي