الحوزة كبش صالح في عيد الأضحى!!

د. عبدالحي علي قاسم
الأحد ، ٢٧ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٠٧:١١ مساءً
 
لم يعد في جعبة صالح من مسكنات لروع الشكوك الحوثية، وتجنب نقمتها سوى بإثارة مشروخة النهاية الحتمية لمآلات صراع طرفي الانقلاب. الجيش الوطني والمقاومة على أبواب صنعاء. العدوان سوف يناجزنا حال فتحا طرفا الانقلاب الرصاص على بعضهما. 
 
قتل وسحل خالد الرضي وثمانية من أنصار الحوزة يمكن تسويتها عوض مغامرة تعجل بخروج ونهاية طرفي الانقلاب.  
 
ببساطة النتيجة الطبيعية للخونة الانقلابيين أن يأكلا بعضهما البعض. وهذه سنن القتل وعدالة الدم في محكمة التاريخ.
 
  الصراع في صنعاء لا تحكمه قيم، ولا قانون يكفل إدارته. ببساطة أنت تتحدث عن مجاميع نهب وسطو لمؤسسات الدولة، وتجريفها بصورة هي الأكثر عشوائية، وهوجائية. والوظيفة توزع وفقا لمعايير الغلبة، والقرابة، والمنطقة. 
 
إحساس الثعلب صالح بانحسار تأثيره في تلك المؤسسات، وتآكل وجود أنصاره والمحسوبين عليه، واستئثار مجاميع الحوزة في جباية الإيرادات أثار حفيضة صبره، وبدأ بتلويح فك ارتباطه، وفتح مزاد البيع للكبش الحوثي حليف جرائمه، وعصا الإمامة الغليظة لاعدائه.  
 
  باختصار بدأت رسميا عصابات النهب المناطقية في تصفية حسابات أطماعها التي تسوقها بمسميات النضال والوطنية والشهادة المزيفة.
 
صعدة وحجة وعمران ذات المرجعية الحوزوية تصر على وضع نهاية لشهية أطماع  وأحلام صنعاء وما حولها من مقابر الطمع والوقيعة. 
 
   لم تعد الغنائم كافية في ظل الحصار لإشباع كرش الانقلاب ونفوس حيتانه الكبيرة. والوطن المخطوف لا يسع في فرص النهب والوظيفة سوى العفافيش السراق، أو قطعان الموت المتحدرة من كهوف مران وحجة الأماميتان.
 
   انفجار الوضع العصاباتي بوجه أصحابه أصبح واقعا لا مفر منه، وجهود التهدئة لا يمكن أن تضمن تجنب تشضياته ولو تعالت أصوات الموت المشترك. ودخول الشرعية صنعاء لتعلن رسميا نهاية عصر العصابات الانقلابية الضالة.
 
 
  صالح الأكثر حضا وقبولا في الوسط الخليجي في صفقة بيع غريمه وخصم أطماعه الحوثي مقابل نجاة جلده. والحوثي هو الخاسر الأكبر ولو أن كفة الميدان العسكرية لصالحه في صراعه مع ابن آوى.
 
حان مشهد الحصاد المر للانقلابيين ومن مؤشرات الأحداث وملابسات حيثياتها الخليجية أن عبدالملك وجماعته هي أضحية صالح في عيد الأضحى لقاء خروج وإقامة آمنة ترتب له. الحوثي هو الآخر ينتظر أن يكون وجبة العشاء إن لم يتغدى غريمه صالح.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي