صوت في وجه الانقلابين وشاهد من أهلهم

أسعد عمر
السبت ، ٢٦ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ١١:٣٣ مساءً


لم يكن في خاطري ان اتناول مجددا لمسلك النائب احمد سيف حاشد  الاحتجاجي في مطالبة الانقلابين بصرف مرتبات الموظفين المصادرة من قبلهم ومحاسبة الفاسدين من عصابة الحوثي بأكثر مما كتبت في صفحتي على الفيس بوك لكن بعض الردود والتساؤلات على العام والخاص جعلتني اعاود الحديث عن نفس الموضوع ومن نفس المنطلق .


فمهما كان الاختلاف والخلاف مع القاضي احمد سيف حاشد عضو مجلس النواب وسواء قبلنا به ام لم نقبل فأنه يبقى ظاهرة بحد ذاته ومعهود عنه موقفه الدائم  المنحاز لقضايا عامة الناس ونصرة مستضعفيهم ويدرك هذا كل من عرفه عن قرب وأيا كان موقعه الان باعتباره من مؤيدي الانقلاب لكنه بخطوته الاخيرة في صف المحتاجين والبسطاء من موظفي الدولة . 


ومما ينبغي ادراكه ان هذا الموقف من برلماني كان من أكثر الناس تحمسا للانقلاب ودعما للحوثيين ليس بالأمر الهين ولا بالبسيط  لما يقدمه من البرهان و الدليل على انخداع الناس بجماعة الحوثي وبمشروعهم الظلامي وبما يمثله من مؤشر اضافي على ما بلغ به حال مؤيدي الانقلاب والمخدوعين به بعد ان استنزفتهم عناصر الانقلاب كأدوات عبور للوصول لمبتغاها في السيطرة والاستئثار على السلطة ومواردها . 


كما تشكل حالة الاستهتار واللامبالاة بحاشد وبموقفه من قبل الانقلابين بل وتجاوز ذلك بإحالته للتحقيق اوضح صورة للمصير الذي ينتظر كل دعاة وادوات الانقلاب وانصاره اذا ما فكروا بإعلان اي تحرك في أوساط هيئات ومؤسسات واجهزة الدولة المسيطر عليها من قبل الانقلابين المعطلة دستوريا وقانونيا باعتبارها بلا إرادة وخاضعة لسيطرة ونفوذ الانقلابين واستيلاء اللجان الانقلابية على كامل مفاصلها .
ولما لهذة القضية والظاهرة من اثر إيجابي لمصلحة الشرعية بمختلف مكوناتها فأني اكرر الاشارة والدعوة لزملاء حاشد من نواب الشرعية وكافة النشطاء الداعمين لها والمهتمين بحقوق الانسان الى دعمه وتسليط الضوء على موقفه الفدائي بمسلكه الاحتجاجي الاخير لمصلحة الشرعية في الانتصار لمستحقي المرتبات من موظفي الدولة المدنيين والعسكريين فما يعبر عنه يمثل هم وهدف الجميع وبالذات قيادة الشرعية والحكومة ومكوناتها وحق يقع علينا لازما الدفاع عنه  .


ولمن التبس عليه الفهم للمقصود اقول ان هذا الموقف لو صدر من قبل احد اعضاء مؤتمر صالح  من الانقلابين في البرلمان لأغرقت الوسائط الاعلامية التابعة للشرعية الرسمية وغير الرسمية المجال الاعلامي بعشرات وربما مئات الاخبار ولا عيب في ذلك ولا خطيئة فبمثل هذه القضايا والمواقف يمكن اختراق صف الطرف الانقلابي كإحدى أدوات الاختراق و المواجهة لكن مثل هذا الاهتمام يجب ان يكون شاملا لكل الأصوات والمواقف المرتفعة في وجه الانقلابين وهو ما ينبغي ان يحظى باهتمام وعناية الجميع خاصة المعنيين في اجهزة الاعلام والسياسة  .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي