جديد السبعين هذه المرة ؟

محمد القادري
الخميس ، ٢٤ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٠٤:١٦ مساءً
الفعالية الجماهيرية التي أقامها حزب المؤتمر الشعبي العام بمناسبة ذكرى التأسيس ، اظهرت مستجدات سلبية طرأت ودللت على الضعف الكبير الذي لحق بصالح وجناحه ، ومن خلال المقارنة مع الفعاليات السابقة التي اقيمت في ذات الميدان ، نجد التراجع الكبير في مستوى الشعبية الجماهيرية ، فالفعاليات السابقة كان فترة الاعداد لها لم تتجاوز مدة أسبوع ، وهذه الفعالية تم الاعداد لها مدة سبعين يوماً ، ومع ذلك لم يكن الحضور بمستوى الاعداد الذي يفترض ان تمتلئ كل شوارع امانة العاصمة وليس السبعين فقط ، وهذا ما يدل على ان صالح قد تراجعت شعبيته بشكل كبير جداً ، وإذا كان ظل يعد مدة سبعين يوماً واصبح الحضور في السبعين اقل مما كان من قبل الذي يعد له مدة اسبوع فقط ، فان الفترة القادمة يحتاج صالح فيها إلى ان يعد مدة خمسة اشهر او ستة حتى يمتلئ ميدان السبعين بالحضور كعادته .
 
 
ايضاً كان الحضور ضعيفاً في فعاليات جماعة الحوثي التي اقامها بمداخل صنعاء مقارنة بالفعاليات التي اقامتها الجماعة من قبل ، وهذا ما يعني ان الجماعة ضعفت بشكل كبير في الجانب الجماهيري والشعبي ، او ان الفعالية التي اقامها صالح في السبعين أثرت على الحوثي بشكل كبير وأثرت بالفعل على التوجه نحو الجبهات العسكرية التي تحرص عليه جماعة الحوثي .
 
حضور المرأة كان ضعيف جداً ، والمساحة التي خصصت للجانب النسوي كان الحضور فيها لا يتجاوز نسبة 10% ، وقد حاولت الكيمرى ان تغطي ذلك العجز الواضح من خلال استخدام تقنيات التكثيف والمضاعفة ولكنها فشلت ، وهذا ما يعني ان الجانب النسوي المناصر لصالح ضعف بشكل كبير ، والدليل ان هذه الفعالية هي اقل فعالية تحضر فيها المرأة مقارنة مع الفعاليات السابقة.
 
 
 
 عدم حضور صالح في هذه الفعالية يعتبر أمراً جديداً مقارنة بحضوره في الفعاليات السابقة التي كانت اقل اهمية من هذه الفعالية التي كان يجب عليه الحضور فيها ، وسبب عدم حضوره هو الخوف من جماعة الحوثي التي قد تستهدفه نظراً للخلاف الذي حدث معها بشأن الفعالية ، ولم يكن عدم حضور صالح هو خوف من استهداف دول التحالف التي لو كان خائفاً منها لما حضر الفعاليات السابقة ، بل ان دول التحالف لو كانت تريد استهداف صالح في فعالية كهذه لاستهدفته من قبل .
 
 
 
فعالية السبعين هذه المرة هي الفعالية الاكثر اعداداً في الفترة الزمنية ، والاكثر انفاقاً في التكاليف المالية الطائلة ، ولكنها اضعف فعالية جماهيرية لصالح في السبعين ، ولولا حضور الكثير من مناصري مؤتمر الشرعية وبقية المكونات الذين تعاطفوا مع جناح مؤتمر صالح بسبب خلافه مع الحوثي ، لما كان الحضور بهذا الشكل ، ولظهرت عورة السبعين مكشوفة .
 
 
صالح في هذه الفعالية ظهر امام المجتمع الدولي والرأي العام الداخلي والخارجي انه اضعف بكثير من الفترة السابقة ، ولكنه في الوقت نفسه حقق انتصاراً كبيراً على جماعة الحوثي ، من خلال مقارنة الحضور في السبعين مع الحضور الضعيف في الفعاليات التي اقامها الحوثي ، وكان ينبغي على جماعة الحوثي ان لا تقيم فعالياتها بنفس اليوم الذي يقيم فيه صالح فعالياته ، كونها بما فعلته في فعاليتها اليوم قد قدمت اكبر خدمة لصالح واثبتت انها امامه ضعيفة جداً في الجانب الجماهيري والشعبي ولا تساوي شيئاً .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي