صالح والحوثيون .. جمعهما الحقد وتفرقهما المصالح

عبدالناصر العوذلي
الاربعاء ، ٢٣ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٠٣:٠٧ صباحاً
 
الحوثيون وصالح خصمان جمعتهما الأحقاد وستفرقهما  المصالح إئتلفا مرحليا وكل منهما يضمر في بواطنه  حقدا" على الآخر  إستخدم صالح الحوثيون للتخلص من خصوم 11 فبراير  وإسقاط حكومة الوفاق  وسهل للحوثيين الوصول إلى صنعاء بل لقد شاركهم في حربهم من دماج وصولا" الى عمران  حتى مكنهم من  الإطباق على صنعاء وكانت  خطة صالح أن  الحوثيون شراذم يسهل بعد ذلك التخلص منهم ولكن بعد أن يتخلص من كل الذين قالوا له يوما  في ساحات التغيير (إرحل  إرحل  إرحل)
 
 
فسلم صالح السلطة   إثر ثورة شعبية  ظنا منه أنه سيعود بعد عامين نظرا لتزمين المبادرة  الخليجية  التي أعطت هادي عامين بعد ذلك ستدخل البلاد في انتخابات  أعد صالح لها العدة وجهز لها أحمد وما أدراك ما أحمد !!
 
 ولكن عندما تم التمديد لهادي خمسة أعوام أخرى من قبل الأحزاب السياسية جن جنون  صالح وتحالف مع الشيطان متمثلا في إيران إيران والحوثيين نكاية بالمملكة التي ظن أنها هي التي أسهمت في إقصائه فمد يده إلى صبي الكهف  ظنا منه أنه قادر بعد ذلك على تطويعهم  وتحجيمهم بعد أن يحقق بهم  مآربه غير مدرك أنه يرتكب أكبر خطأ وأكبر حماقة  سيكتبها التاريخ في سود صفحاته  إذ أنه  يسقط البلاد جراء حقده الدفين  على خصومه السياسيين في يد طائفية ترى أن لها حقا" إلهيا " وإرثا نبويا
 
 وبالتالي فهو يقتل بهم أهداف الثورة والجمهورية  ويمكن 
 لجماعة فكرية عقدية لاتقر بالشراكة ولا بالتعددية ولا تقر بالديمقراطية جماعة ستختزل الوطن في الطائفة التي  تدعي نسبا  هاشميا  وتعتقد يقينا أن الحاكمية لاتجوز إلا في أحد البطنين وهذه عقيدة ترسخت عند هذه الجماعة منذ  أن قام بن سبأ بدعوته إلى التشيع  حين قال أن عليا"  هو الوصي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه مثل يوشع بن نون   عند اليهود
 
وهانحن اليوم نرى أن هذه الجماعة الحوثية تريد الإطاحة بصالح  بعد أن رأت أنها وصلت إلى قوة  ومنعة ولذلك بدأت مليشياتهم في التصدي لأي فعالية  يزعم صالح فيها أنه مازال قويا وهاهم اليوم يقفون على مداخل صنعاء لمنع انصار المؤتمر من الوصول إلى السبعين في إحياء فعالية ذكرى تأسيسه 
 
 
 والمواجهات تنذر بإن الوضع قد آل إلى  مالايحمد عقباه  وبالتالي فصنعاء ستقرر لمن تعطي قلبها  وهي العاشقة لغيرهما فقد عرفتهما على مدى سنوات  ولكنهما سيتنافسان عليها  وستكون سجالا  بينهما والقوي من يزيح الآخر فأما أن تكون الغلبة لصالح وبغلبته سينتهي المشروع السلالي الهاشمي إلى أبد الآبدين  ولن تقوم له بعد ذلك قائمة  إذ ستكون هذه نهاية لإحلام  التيار السياسي الهاشمي  بل أنه سيكون ذبحهم في كل ركن وفي كل شارع ﻷن  هذه الجماعة أوغلت وسفكت الدماء في كل بيت وبالتالي فقد زرعت خصومة بينها وبين كل قبائل اليمن  وكل قرية  وكل مدينة لها معهم ثأر وسيعود بنا التاريخ إلى محاكم التفتيش الاسبانية في الأندلس والتصفيات ستكون جماعية  ذق إنك العزيز الحكيم   !!!
 
 ولكن إذا في المقابل إذا انتصر الحوثيون على علي صالح  فبذلك سيسقط حزب المؤتمر وستصفى رموزه بتهم الخيانة  والحوثيون يجيدون وصف خصومهم بالخيانة  وهي كلمة مطاطية تستخدم لتبرير القتل -
 
 
مشهد دراماتيكيا تشهده صنعاء  ينذر بانفجار عنيف  في وقت الشعب يعاني فيه من الجوع والمرض  في ظل تفشي الأوبئة وفي ظل عدم صرف مرتبات الموظفين وهاهي اليوم صنعاء على صفيح ساخن وعلى شفأ جرف هار  اللهم الطف بالضعفاء والمساكين الذين لاناقة لهم في هذا المعترك  ولا جمل  صراع  الطغاة  سيدفع ثمنه الأبرياء والمواطنين الآمنين 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي