تنهيدة !!

عبير عتيق
الاثنين ، ١٤ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٠٣:١٤ مساءً
 
 
عندما لا تملك في اليد حيلة، تتألم لأنك لا تفعل ما يجب عليك فعله.
لكني اتسآل أيتألم من يجب عليهم الفعل وهم يتفرجون؟!!
أم أن الألم والحسرة من نصيب قليل الحيلة؟!.
 
أتت الحرب لتُذِقنا مالم نتوقعه يوماً..
جرّعتنا الحزن حتى أعتدنا عليه..
وجثمت على أحلامنا وما كنا نطمح إليه وبسبب جرعات الحزن الزائدة لم نقوى على النهوض بعد..
كلما تمسكنا ببصيص الأمل زادت جرعاتها فنسقط مستسلمين..
نحن لسنا ضعفاء ولسنا أيضاً أقوياء ..
نحن القوة والضعف معاً ..
أقوياء نتحمل ما تُلقي به الحرب علينا بابتسامة..
ضعفاء نقبل أن نتحمل كل ما تُلقيه علينا بصمت..
 
نتحدث بصمت ، نبكي بصمت، ونلعن الحرب بصمت!!!.
هنا تكمن القوة والضعف!.
عندما تقوى على حمل ركام الألم بداخلك؛ تلك القوة.
وعندما تواجه الحرب بالصمت ؛ هنا الضعف.
 
أتألم لقلة حيلتي..
عندما أرى طفل يتحمل مسؤولية إعالة أسرته، رامياً أحلامه في حقيبة المدرسة إلى المجهول ؟!! 
يتناسى اللعب مع الأطفال، الذهاب إلى الحديقة، التباهي بثياب جديدة، وشراء الحلويات، ليصبح أكبر همه أن يعود بقوت يومٍ يكفيه وعائلته..
عندما ينظر لكل مغريات الطفولة أمامه ويتصرف كرجل، يجب أن أتألم!.
ذاك الرجل بجسد الطفل يعرف معنى الفقدان، الحرمان، ومعنى أن تعيش قوياً، مقاوماً همومك الثقال!
احترمه واخجل أن أتذمر أمام قوته وصبره..
 
أما الأطفال خلف المتارس، من قادهم قطيع البغال مغتصبين طفولتهم ومنتهكين لحقوقهم فهم وراء التنهيدة والحسرة..
 
إن راقت لكم الحرب يا عبيد المال فلا تُقحِموا الأطفال فيها ودعوهم ، فهم اليمن السعيد الذي سيعيش بسلام.
هُم البسمة الآن وغداً
هُم القوة أبداً..
الحجر الصحفي في زمن الحوثي