نعم ولا لعلي سالم البيض

كتب
السبت ، ٠٩ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٣٨ مساءً
  محاسن الحواتي × كان اسمه الرئيس علي سالم البيض فتحول إلى الانفصالي علي سالم البيض، ثم الحراكي علي سالم البيض، كلها أسماء وأشياء لشخص واحد كان قد جاء وبحسن نية واضعاً يده بيد قادة الشمال وانجزوا جميعاً الوحدة المباركة ـ رغم أن الصورة التي كانت تنشر غيبت الرجل لسنوات طويلة إلا أنه ظل حاضراً في الذاكرة ـ أكبر إنجاز قام به الزعماء آنذاك عندما كانوا في لحظة تجلي غير عادية وفي زمن غير عادي على ما يبدو، لأنهم عندما عادوا إلى طبيعتهم فجروا حرب 1994م ورفضوا التعايش السلمي، استأثر علي عبدالله صالح بالوحدة كما لو كانت غنيمة حارب، قتل، شرد ولاحق من لاحق إلى خارج الوطن وأصدر ضدهم أحكاماً غيابية ثم عاد وعفى عنهم، ثم تحالف مع بعضهم.. إلا علي سالم البيض والعطاس وآخرين فضلوا البقاء بعيداً، لأنهم لا يلدغون من جحر خمس مرات ولأن الثقة انعدمت تماماً فضل البيض ومن معه الدعوة لاستعادة الدولة في الجنوب، بعد عقدين من الزمان يحن البيض إلى دولة اليمن الديمقراطية الشعبية، يطالب بالانفصال أو بفك الارتباط أو الطلاق، ينادي بقيام دولة مستقلة. وقد أورد البيض في آخر حوار صحفي له في صحيفة الخليج بعض الحقائق التي تؤلمنا جميعاً ليس أبناء الجنوب وحدهم، إذ قال (لقد أبقوا الجنوب مزرعة لهم وأرضاً محتلة يسرحون ويمرحون.. أوجدوا عشرات الألوية العسكرية التابعة للرئيس السابق صالح وأسرته يختلفون في صنعاء ويتفقون في الجنوب.. آبار النفط، المزارع، الأراضي التي كانت مملوكة للدولة، كلها صارت لهم، دك صالح بطائراته المحافظات الجنوبية حطموا كل ما هو جميل..) هذا جزء من كلام الرئيس السابق علي سالم البيض.. إنه محق في كل ما جاء، بما معناه أن النظام السابق حاول قدر الإمكان الاستئثار بكل شيء وبكل ثروات الوطن جنوباً وشمالاً وبما أن معظم الثروات في الجنوب لذا ظهر الاستغلال والتملك بشكل واضح وكأن الوطن أصبح لثلة فاسدة تحكم وتملك وتبطش.. أحسن أبناء الجنوب بفداحة الاستغلال وبتهميش كبير لهم ولدورهم واستيلاء على حقوقهم وأراضيهم من قبل هذه الثلة الحاكمة التي بينها عقد من الاتفاق نتقاسم كل شيء ولم يكن بقية أبناء الشعب جنوباً أو شمالاً مستفيدين من الثروات والأراضي فهي لهم.. نعم كل الشعب اليمني متفق مع البيض فيما يشكو وما حدث ومازال بعضه يحدث من مركزية السلطة ومن نهب الثروات، ومن التقاسم اللعين، من الفساد، خصخصة مؤسسات الدولة لصالح الفئة الحاكمة الناهبة ومن نهب الفرص في التعليم والوظيفة العامة إلى توريث الوظائف لمن هو دون المستوى وانتشار المحسوبية والشللية وتهميش قطاعات المجتمع المختلفة، لتعلوا الفئة الفاسدة حتى حكمت بالقوة وباستخدام الأساليب الرخيصة في إقصاء المعارضين لها. نعم لعلي سالم البيض فيما جاء به من حقائق هي معروفة للجميع ويكاد الصغير قبل الكبير يلمسها، لكنا لسنا مع مطلب فك الارتباط أو الانفصال، لأن الوحدة أكبر انجاز تاريخي لليمنيين في كل مكان وقد سطرت القيادتان مفخرة لا تتكرر رغم التبعات وما لحق بها من تشوهات وإفساد.. نحن مع إعادة ترتيب الأشياء بشكل صحيح، نحن مع إصلاح ما فسد، إنصاف الناس، إعادة الحقوق للدولة وللمواطنين، إعادة الاعتبار لكل الرجالات الذين هضموا وظلموا وهمشوا، لكل الأسر التي طالها الظلم، والتخويف، الترهيب، القتل، التعذيب و......الخ. نحن مع إعادة هيبة الدولة اليمنية وكتابة التاريخ الوحدوي بشكل شفاف، نحن على أعتاب مرحلة جديدة نود لو يشارك فيها الحراكيون بما فيهم الرئيس السابق/ علي سالم البيض بشكل أكثر إيجابية وأكثر شجاعة، لأن الشعب قادر على صياغة المستقبل الجديد.  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي