الزوكا ومطالبة الأتحاد الاوربي بحماية قانون المتهبشين !!

محمد القادري
الاربعاء ، ٠٩ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٠٦:٢١ مساءً
 
أثناء لقاء عارف الزوكا بمبعوث الاتحاد الاوروبي ونائبها في صنعاء ، تحدث امامهم بكلام كثير ، كله خرط وخريط ومريط وخبيط !! 
بل إنه تجاوز حدود الخرط اللامعقول ، عندما قال ان الانقلاب صاحب الشرعية لأنه المسيطر على الأرض !!
 
ولست ادري هل الزوكا بهذا الكلام غبي أم يتغابى !
مغفل ام يتغافل !
بليد ام يتبيلد ! 
احمق أم يتحيمق ! 
مجنون أم يتمجنن !
 
 عارف الزازوكي يتحدث ولا يستحي بكلام كهذا امام بعثة دولية كبيرة كالاتحاد الاوروبي.
ويطالبهم بالوقوف مع الانقلاب ودعمه باعتباره صاحب الشرعية التي حصل عليها من خلال سيطرته على الارض ، ولو افترضنا ان الشرعية هي لمن يسيطر على الارض كما قال الزوكا ، فإن اكثر من نسبة 80% من مساحة اليمن تحت سيطرة الرئيس هادي وحكومته ، بينما يسيطر الانقلاب على اقل من نسبة 20% من المساحة ، فياترى من هو الأكثر شرعية في السيطرة على الارض ، هل هو الرئيس هادي وحكومته الذين يسيطرون على اكثر من اربعة اخماس من مساحة اليمن ، ام انقلاب الحوثي وصالح الذي يسيطر على اقل من خمس من المساحة .
 
والأمر الآخر فإن الزوكا من خلال هذا الكلام يشرعن للحرب بين الطرفين ويطالب باستمرارها ، فاذا كان طرف الانقلاب هجم على المدن وبسط على مؤسسات الدولة بقوة السلاح وشن حرب مليشاوية ومواجهات عسكرية ليبسط ويسيطر على الارض ، فان من حق الطرف الثاني ان يواجه ويدافع ويستعين بمن شاء ليثبت ويسيطر على الارض ، ومن استطاع من الطرفين ان يبسط على الارض كلها فهو صاحب الشرعية الكاملة ، وهنا يتضح ان الحل هو بالحسم العسكري فقط ، ولا يتقبل اي دعوة للسلام والصلح السياسي ، كون  السيطرة على الارض تمنح الشرعية للطرفين المتنازعين ، مما أوجد دولتين شرعيتين  داخل الدولة الواحدة التي لا يمكن ان تستقر ووتتوحد من خلال الحل السياسي بين الطرفين ، ومحال ان تدمج شرعية الطرفين تحت شرعية دولة واحدة ، كون ذلك معناه  وجود دولتين تحت اطار الدولة لا تفرض الانسحاب على اي طرف من الارض التي يسيطر عليها ، بينما بقاء كل طرف مسيطراً على الارض بدون حسم معناه بقاء الانقسام والانفصال من خلال وجود دولتين ايضاً داخل الدولة ، والحل الوحيد هو الحسم العسكري وانتصار طرف على الطرف الآخر والقضاء عليه .
 
 عارف الزوكا من خلال مطالبته لبعثة الاتحاد الاوروبي بالوقوف مع الانقلاب باعتباره صاحب الشرعية التي حصل عليها من خلال السيطرة على الارض ، فإنه في الوقت نفسه قد فرض على بعثة الاتحاد الاوروبي ان تقف موقفين في حال ان استجابت لكلامه ووافقت على هذا المعيار .
الموقف الاول : هو الحياد ، فالطرفان المتنازعان يسيطر كل منهما على الارض ويعتبران شرعيان ، ولا يحق الوقوف مع طرف ضد طرف .
الموقف الثاني : هو الوقوف مع الرئيس هادي وحكومته ضد الانقلاب ، من حيث النظر إلى من هو الاكثر شرعية على الارض بنسبة السيطرة عليها ، ومادام طرف الانقلاب يسيطر على اقل من نسبة 20% من مساحة الدولة فقط والطرف الثاني يسيطر على البقية ، فهذا يعني ان الانقلاب ضعيف في شرعيته ويجب عليه الانسحاب .
 
هل تصدقوا ان عارف الزوكا عندما يطالب الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي بالوقوف مع الانقلاب ويدعى انه صاحب الشرعية من خلال سيطرته على الارض ، انما هو في الحقيقة قد جاء بقانون جديد على مستوى العالم يسمى قانون المتهبشين ويطالب بحماية كل متهبش والوقوف معه ومساندته .
وليس هناك فرق بين المتهبشين على الاراضي في إب والمتهبشين الذين انقلبوا على الدولة ومؤسساتها .
فالمتهبشين على الاراضي يبسطون عليها بقوة السلاح ويعتبرون شرعية الاحقية والتصرف بها عبر البسط والسيطرة عليها فقط وليس لهم أي وثيقة شرعية قانونية ،  بينما مالك الارضية الذي اعتدوا عليه هو صاحب الحق الشرعي والقانوني الذي أثبته من خلال وجود الوثائق الشرعية التي تثبت احقيته وملكيته بالارض من اوراق وشهود واحكام وغيرها.
والمتهبشون على الدولة صالح والحوثي انقلبوا على المؤسسات وهجموا على المدن والمحافظات بقوة السلاح ، ويدعون شرعية دولتهم الانقلابية من خلال سيطرتهم على الارض فقط ولا يمتلكون اي وثائق اخرى ،  بينما الرئيس هادي الذين اعتدوا عليه وعلى دولته ، هو صاحب الحق الشرعي والقانوني الذي يثبت شرعيته وشرعية دولته من خلال امتلاكه للوثائق الشرعية والقانونية المتمثلة بالانتخابات الرئاسية والاعتراف الدولي وغيرها .
 
 أخيراً اقول لعارف الزوكا ، ان الهجوم والاعتداء ليس له شرعية ، وانما الشرعية للدفاع .
الانقلاب على الدولة بمثابة اعتداء ومواجهة الانقلاب بمثابة دفاع .
صالح والحوثي معتدون على شرعية دولة الرئيس هادي ومغتصبون يجب معاقبتهم والوقوف ضدهم ، والرئيس هادي ودولته مدافعون عن انفسهم يجب مساندتهم والوقوف معهم .
ليس للانقلاب شرعية الحرب والمواجهة لانهم معتدون ، ولكن للرئيس هادي ودولته شرعية الحرب والمواجهة لانهم مدافعون .
لا يحق لاي مكون دولي ان يقف مع المعتدي ، ولكن يجب عليه الوقوف مع المدافع ، والدليل انه لا توجد دولة في العالم لديها وزارة اسمها وزارة الهجوم او الاعتداء ، وانما وزارة الدفاع .
ليس من حق الحوثي وصالح الاعتداء والهجوم على الدولة واغتصابها ، ولكنه من حق الرئيس هادي الدفاع عن الدولة واستعادتها .
 
ملاحظة : اثناء حديث عارف الزوكا ، كانت مبعوثة الاتحاد الاوروبي تبتسم ، فظن انها معجبة بكلامه ، مما دفعه للتحمس والانطلاق في الخرط أكثر ..... ولم يدري انها كانت تبتسم من كلامه المتناقض مع الواقع ، ونقاطه الملخبطة . وتقول في نفسها هل يعقل ان يجعلوا هذا الشخص امين عام حزب المؤتمر وهو بهذه العقلية؟!
هذه جريمة كبرى .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي