أشفق على التعساء أعداء الحياة!

كتب
السبت ، ١٦ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٢٨ مساءً
  منى لقمان بالفعل أشفق كثيرًا على التعساء وأحاول أحياناً أن اتخيل نفسي بقلب تعيس فأستبعد ذلك تماماً من مخيلتي وكيف استطع قولي لي: ايتها السماء وأنا اتجنب البغض والغل مهما دعتني التداعيات لذلك إيمانا مني بأن المبغضين خاسرون دومًا وأن المبغضين يخالفون فطرة الكون الربانية التي تسير بانسيابية مع الايثار والتراحم والتعاون. ليس التعساء في هذه الحياة بفقراء او معوزين بل التعساء هم أهل البغضاء والشحناء والعلل الروحية! وكم من فقير في سعادة وكم من معوز تعلو وجهه سمة الرضا وعلامات القناعة. لذلك نحن نتعجب كثيراً على الفقراء وقدرتهم على استخلاص البشاشة الدائمة رغم الاهوال التي يعانون منها ، هو النقاء يسكن بداخلهم فلاتجدهم يقارنون انفسهم بغيرهم ولاتجدهم يحقدون على نوعية حياة اقرانهم بل تجدهم يحاولون بشتى الطرق لتغيير ذواتهم، للارتقاء بحياتهم ونجد الفقراء يبذلون مايستطيعون ويقومون بالبحث عن فرص يرتقون بحياتهم من خلالها ويدافعون عن حقوقهم بهدوء وروية وسعي حثيث, لذلك نجد أن انجح الشخصيات في العالم جاءت من فطنة وسعي البسطاء, والأمثلة كثيرة لايسعها المجال, وتلك الخصال بعكس ما يجمعه التعساء في سواد انفسهم الحمقاء, فالتعساء اهل غضب وأهل تذمر واهل سخط لاشيء يرضيهم ولاشيء يشعرهم بالامان فهم اهل شؤم وأهل شكوى واهل هدم! ينظرون لكل شيء بسلبية فلا يجذبهم جمال النعماء المحيطة بهم ويحرمون انفسهم روعة الوئام وسعادة التفاهم وبهجة الانسجام. التعساء تجذبهم مساوئ الأمور ويستلذون بتنقيب الأباطيل تماما مثل الذباب يقع على الأذى بعكس النحل يقع على رحيق الأزهار فيخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس! أحزن كثيراً لحال التعساء وأتمنى ان يتذوقوا الحياة كما هي بحلاوتها ومرارتها لكن بقلب منشرح, ولكن من اين سيأتي هؤلاء بالانشراح يا انشراح وقد ضاقت قلوبهم بالناس وتشبعت انفسهم بالأحقاد وتبلورت بدواخلهم مشاعر معوجة وأحاسيس نفسية غير سوية تعبر عن النقص الشديد في القيم الشخصية الذاتية فأخذتهم العزة بالإثم واعتلى صهوة عنفوانهم الكبر وتفشت بدواخلهم غريزة الأنا فأودت بهم في ممر ضيق يعذبهم ليلاًَ نهاراً, ويؤرق مضاجعهم الغل والضغينة ويقضون اوقاتهم بما يبيتون من سوء النية لمن حولهم ورغم ذكاء كثير من التعساء الا ان الطاقة السلبية التي تحتويها ارواحهم الخالية تستنزف طاقتهم الايجابية فلا تجدهم يقدمون للأوطان ما يثريها ويعلي شأنها! أشفق حقاً على التعساء وأشفق على الاوطان وهم عليها ينفثون سمومهم وأخشى عليهم كثيراً, فالغل مقبرة صاحبه! التعساء لا عاصم لهم من انفسهم التدميرية، ويظهر جلياً اهتزاز ثقتهم الداخلية وشعورهم الدائم بالتهديد وحاجتهم المستمرة للدفاع والتبرير واختلاق الاعذار وتوجيه التهم وكأنهم يقاتلون دوما عدوا مجهولاً وفي كل مرة يعتقدون أن هذا عدوهم ثم هذا ثم ذاك وفي الحقيقة هم اعداء انفسهم وهم أعداء الحياة وأعداء الانسانية! أعزائي ليعلم التعساء ولنقل لهم: بأن مايشعرون بأنهم بحاجة اليه موجود بداخلهم لو انهم اصلحوا ما افسد وران على قلوبهم! والحقيقة ان قدرتهم المستمرة على توليد البغض ينبع من خلل عميق في منظومتهم الداخلية وثقافتهم الشخصية ومن لايمتلك منطومة متزنة مبنية على اسس قويمة ورسالة حياتية سليمة يعش كما اسلفنا تعيسا يبغضه الناس وتتجنبه الحياة! مفارقة عجيبة: هناك من يعتقد بنفسه اعتقادا عاليا وله رؤية وقيم ومبادئ وخطة حياتية تدفعه للبذل والاستمرار والصمود وتجاوز التحديات. وهناك من تختل بداخله الاعتقادات عن نفسه وبالتالي عن الآخرين فيسعى لإثبات نفسه وإثبات عظمته وفرادته وعبقريته وسلطته فيسعى لوضع التحديات للآخرين. وهناك من يتبع اهل الرؤية والقيم بمحبة واقتداء وإنصاف راغبين في الاستفادة والتعلم والبناء. وهناك من يتبع اهل التعاسة والشؤم نفاقاً وخوفاً من تسلطهم وجبروتهم واسلوبهم الدنيء. ثم هناك وطن يستغيث يدعو لأهل البصيرة والسعي والسمو والحضارة أن يشاركوه مرحلة البناء وتجسيد الطموحات وهناك وطن يستغيث ايها اليمانيون فاستجيبوا لوطن يسعى لانتزاع ظلم هؤلاء وجبروتهم وتلاعبهم بعقول الناس ومشاعر البسطاء. وفي الأخير اعزائي: هناك من هو مطلع على كيد الكائدين وتربص المتربصين فيخذلهم ويفضحهم ليبقى الوطن وأهله في وفاق بعيداً عن نزاعات الفارغين والممتلئين هواءً الذين لا يستشعرون هموم وتداعيات قضايا الناس وأوجاع الارض! دمتم في يقظة وخذل الله أعداء الحياة!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي