إلى متى سينتظر شعبك يا سيادة الرئيس؟

كتب
السبت ، ٠٩ يونيو ٢٠١٢ الساعة ١٢:١١ صباحاً
د. حسني الجوشعي الخطوات التي يسير بها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في حكم البلاد هي خطوات متأنية وحكيمة وبطيئة للغاية وبشكل أدخل الضجر والملل في نفوس أعدائه ومحبيه على حد سواء وعلى الرئيس هادي أن يعيد النظر في هذه السياسة بشكل سريع حتى لا يخفت زخم التأييد الداخلي والإقليمي والدولي له وقبل ما يبدأ الخارج مرحلة الملل التي يمر بها حالياً الداخل. بدون شك أن فخامة الرئيس هادي جاء في ظروف استثنائية ورث فيها تركة ثقيلة من سلف غير طبيعي يحمل عقلية مدمرة وشريرة فالقاعدة تعيث فساداً في الجنوب مدعومة بقوى الإرهاب العالمية وتريد إقامة إمارتها الخاصة بها.. والحوثيون في الشمال يبحثون عن إمارة شيعية أثنى عشرية مدعومة بشكل كامل من إيران وقوى الفساد الداخلي. وورث الرئيس هادي أيضاً اقتصاداً منهاراً وخدمات أساسية تكاد أن تكون معدومة وورث حزباً ينخره الفساد وجيشاً منقسماً وأمناً هشاً فالرجل جاء ليحكم بلداً ممزقاً عنوانه الفوضى وأسطره الفساد وكلماته الخوف. نعم الكل يعرف هذه الصعوبات ويقر بها ولكن الرئيس هادي قبل بأن يحكم في ظل هذه الظروف الحرجة والكل دعمه بقوة ابتدئا بشباب ثورة فبراير 2011 والتي جاءت بفخامته إلى سدة الرئاسة وهم يشعرون بأن فخامة الرئيس هادي يتعامل مع رموز النظام السابق بأيدي حنونة ناعمة لا تخلو من اللين والمجاملة ومروراً بالشرفاء من هذا الجيش العظيم وقوات الأمن الباسلة وانتهائاً بهذا الشعب الذي صوت في الانتخابات الرئاسية والتي أرسلت نتيجتها رسالة قوية لكل بقايا النظام السابق بأن يرفعوا أياديهم الملوثة بدماء هذا الشعب المغلوب على أمره ويتركوه ليشق طريقه بين الأمم الباحثة عن الحرية والديمقراطية والعيشة الكريمة. الشعب ينتظر منذ مائة يوم من فخامة الرئيس هادي قرارات حاسمة وحازمة تدك عروش الطغيان ومعاقل التمرد ورؤوس الفتنة... ولن يحكم فخامته بدون أن يفرض كلمته على القوات المسلحة وسيطرته الكاملة على الأمن بكافة فروعه.. فلا يعقل أن يظل صانع القرار أن يتحدث عن إعادة هيكلة الجيش لشهور طويلة وربما لسنوات قادمة دون أن يرى المواطن ترجمة فعلية لهذه الهيكلة على الأرض... الجميع يعتقد بأنه لن يؤدي التردد ولا التأخير سوى لمزيد من الضعف للدولة ومزيداً من القوة للقوى الظلامية والانفصالية في جنوب البلاد والقوى الطائفية والمذهبية والسلالية في شماله... لقد فرح الشعب اليمني بالحملة القوية ضد أنصار الشريعة في أبين ولكنها أيضاً تسير ببطئ شديد ويخشى العديد من المراقبين بأن يكون هناك اختراقات وتخاذل في أوساط القوات المسلحة خاصة بعد زيارات قامت بها قيادات متمردة على شرعيتكم لبعض معسكرات القوات المسلحة في أبين. المال الكثير مازال يتسرب من خزائن الدولة ليصب في جيوب هؤلاء المتمردين على شرعيتكم ويغذي تمردهم وتطاولهم على رموز الدولة فهل ستضعون حداً لهذا العبث غير المبرر لأموال الدولة؟ هل بالإمكان تجفيف منابع هذه الأموال ومنع وصولها للمتمردين على النظام؟ إن التحسن النسبي في الخدمات والاختفاء النسبي للظواهر المسلحة وللنقاط العسكرية أثناء ساعات النهار فقط مع استمرارها طوال الليل لن يضمن لفخامة الرئيس هادي استمرار الاستقرار الهش بل أعتقد أن هذا الهدؤ الكاذب هو قنبلة موقوته قد تنفجر في أي لحظة خاصة وأن بقايا النظام السابق لا يكلوا ولا يملوا من التخطيط للمؤامرات التي تعكر صفو الأمن وتكدر حياة المواطن اليمني الذي يحسده الجميع على قوة تحمله ومقدار صبره... ويخشى العديد من المراقبين أن يفقد فخامة الرئيس هادي التأيد الشعبي الكبير من الثوار ومن المواطنين والذي حظي به طوال الفترة الماضية. فهل سيتدارك فخامته الأمر ويأخذ زمام المبادرة ؟؟ هل سيقتنع فخامته بأن التردد والتأخير في اتخاذ القرارات الهامة لن يستفيد منه سوى أعداء الثورة... ففخامة الرئيس هادي يسير بخطى صحيحة وحكيمة ولكنها بطيئة... بطيئة إلى درجة بدأ يشعر معها المواطن بالإحباط والملل من طول الانتظار... بطيئة إلى درجة قد تؤدي إلى ردة فعل عكسية من الداخل ومن الخارج وعندها ستكون النتائج وخيمة على الجميع.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي