الاثنين ، ٣١ يوليو ٢٠١٧
الساعة ٠٧:٢٦ مساءً
التصريح الأخير للمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد ، والذي قال فيه ان الرئيس السابق صالح موافق على المبادرة والحل المتضمن لتسليم الحديدة لطرف ثالث محايد ، وأن جماعة الحوثي هي من ترفض ذلك ، وهذا الكلام لم يكن سهلاً باعتباره صادر من مندوب المجتمع الدولي ومبعوث الأمم المتحدة ، ومن خلاله نستطيع استمداد الدلائل والمؤشرات التي تحدد توجه مسار الموقف الدولي ، والتحولات التي ستشهدها التحالفات اليمنية الداخلية ، والتغييرات التي ستطرأ على واقع المواجهات السياسية والعسكرية ، ومستقبل الشراكة بين الاطراف .
موافقة صالح على الحل المطروح من قبل المبعوث الأممي بشأن الحديدة ورفض شريكه الحوثي ، معناه ان صالح يسلك مساراً سياسياً بمفرده يسير به نحو المجتمع الدولي ، وهذا ما سينتج عنه موقف دولي مستقبلي غير موحد ضد طرفي الانقلاب في صنعاء ، وسيكون هذا الموقف مختلف عن بعضهم البعض من حيث العقوبات المتخذة ضد الرافض ، والمصالح الممنوحة للموافق .
ايضاً يدل على تخلي صالح عن الحوثي نتيجة الخلافات الحاصلة بين الطرفين ، وسعيه للاحتماء بالمجتمع الدولي والاستقواء به لمواجهة شريكه الحوثي قبل ان تؤدي الخلافات معه إلى تفجير صدام يواجهه صالح منفرداً.
كما تدل على الانشقاق الداخلي للانقلاب عسكرياً وسياسياً وجماهيرياً ، وتفرق اطراف الانقلاب وانقلاب بعضهم على بعض .
على مستوى التحالفات ، فهذا يدل على ان صالح يسير داخلياً نحو التوحد والتقارب والتوائم مع الشرعية وحلفاءها الداخليون ، ويبتعد عن حليفه الحوثي ويتركه وحيداً .
بينما يدل على ان صالح يسير خارجياً نحو التوحد والتقارب والالتئام مع دول التحالف العربي كالسعودية والإمارات ومن معها ، ويبتعد عن إيران وروسيا ومن معها .
رفض الحوثي لتحييد الحديدة ، معناه ان الحوثي هو المعرقل الوحيد للصلح والحل السياسي في اليمن ، وهو ايضاً الطرف الوحيد الذي يريد اطالة الحرب واستمرارها ، وهذا ما سيفرض اتخاذ قرار تحرير الحديدة من قبل الشرعية والتحالف بموافقة أممية عبر انطلاق معركة يواجه فيها الحوثي عسكرياً بمفرده دون صالح .
الحوثي بدون صالح سيصبح ضعيف في كل المجالات ، سيكون ضعيف امام المجتمع اليمني الداخلي والمجتمع الدولي الخارجي ، كونه سيخسر القوة التي منحها له حليفه صالح عبر الغطاء السياسي حزب المؤتمر وقواعده الجماهيرية ، وسيخسر الرافد العسكري المتمثل بالألوية والقوات العسكرية التي تتبع صالح ، وسيخسر الموقف الذي يسانده ويقوي موقفه ويزيد وزنه أمام الأسرة الدولية والاعتبار الدولي .
موافقة صالح ورفض الحوثي ، يدل على الاتجاه نحو مستقبل شراكة سياسية في اليمن يشارك فيه صالح بدون الحوثي ، ويدل على السير نحو حسم عسكري يتم التخلص فيه من الحوثي بدون صالح .