عنصرية أبناء عدن وأبين

علي هيثم الميسري
الاثنين ، ٣١ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٠٢:٢٧ صباحاً

 

  هناك إرتباط وثيق بين محافظتي  عدن وأبين، ولاندري هل هذا الإرتباط بسبب إمتداد جغرافية محافظه أبين إلى عمق  المحافظة عدن ? أم أنه مرتبط منذُ الأزل من خلال الحديث النبوي الشريف عن الإثنا عشر ألف مقاتل الذين ينصرون الله ورسوله ? .

 

  أبناء عدن وأبين وثقوا هذا الإرتباط بعنصريتهم  المقيتة لاسيما في هذة الأزمة الحالية التي تعاني منها بلادنا الحبيبة  وعلى الاخص في محافظة عدن، و عنصريتهم لاحت في الأفق العدني من خلال إنتقاداتهم المستمرة التي طالت المحافظ السابق عيدروس الزبيدي الذي إستطاع خلال سنة ونصف أن ينقل المحافظة عدن نقلة نوعية  فإنتشلها من الحال القروي إلى مدينة تكاد تنافس أرقى المدن على مستوى الشرق الأوسط، وحتى لا نبالغ لن نقول على مستوى العالم .

 

  إنتفض المحافظ السابق عيدروس الزبيدي بمجرد أن سُلِّمَت له زمام الأمور لإدارة المحافظة عدن، فعمل على حل كل المشاكل التي كانت تعاني منها المحافظة عدن، فكانت أولى أولوياته هي توفير الكهرباء التي كانت تنقطع في العهد البائد حوالي أربع ساعات يومياً و بجهوده المثمرة إستطاع أن يحل مشكلة الإنقطاع الكهربائي، أضف إلى ذلك عمل على إنشاء محطة كهرباء إحتياطية وداعمة لأي طارئ قد يطرأ في المحافظة عدن .

 

  جهود المحافظ السابق عيدروس الزبيدي قابلته عنصرية مقيتة من قِبَل أبناء عدن وأبين، فحاربوه نفسياً على وسائل التواصل الإجتماعي فكالوا عليه الكثير من الإتهامات بإدعاءاتهما الباطلة لاسيما فيما يخص ملف الكهرباء، فزعموا أن الكهرباء يصل إنقطاعها إلى حوالي 20 ساعة يومياً، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان .

 

  أبناء عدن وأبين ملأهم الحقد والبغضاء في قلوبهم وعنصريتهم يشهد لها القاصي والداني، وعنصريتهم تجاه المحافظ السابق عيدروس الزبيدي لهي خير دليل على ذلك، فالرجل بذل المستحيل حسب إمكانياته الشحيحة والتي بها إنتشل المحافظة عدن من الوضع المزري إلى وضع يكاد يلامس سقف الممتاز، ولكن للأسف الشديد أبناء عدن لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب فإتهموه تارةً بالفشل وتارةً بالفساد .

 

  كان عدروس الزبيدي وطاقمه يعملون وكأنهم خلية نحل، وطاقمه كله من أبناء عدن إلا القليل من أفراد الطاقم والحراسة كانوا من أبناء قريته زبيد وكانوا لا يُعدوا على أصابع اليد الواحدة، و لكنهم زعموا العنصريين أنه أقصى أبناء عدن وجاء ببديلاً عنهم من أبناء قريته زبيد، وزعموا أن الشوارع متسخة وتملأها القمامة، وطفح المجاري ملأ الشوارع على الرغم من أننا كنا نرى الشوارع و كانها حدائقٍ غنَّاء .

 

  كان المحافظ السابق عيدروس الزبيدي أول من يلقي السلام على حراس مبنى المحافظة لأنه كان أول الحاضرين، وكانت زياراته يومية لجميع المرافق  ومواقع المشاريع التنموية الكثيرة التي أقامها ليراقب سير العمل، ولكن العنصريين إتهموه بإهمال لمحافظة عدن وجُلَّ إهتمامه هو السفر إلى أبوظبي، بل وشطحوا بعيداً بزعمهم أنه يسافر في الشهر الواحد من ثلاث إلى اربع سفرات .

 

  بعد حوالي سنة ونصف من الحرب الشعواء والتحريض ضد المحافظ السابق عيدروس الزبيدي أصدر به فخامة رئيس الجمهورية قرار مجحف بإقالته، وتم تعيين الشيخ عبد العزيز المفلحي محافظاً للمحافظة عدن، و هنا إتضحت جَليَّاً عنصرية أبناء عدن وأبين عندما بدأوا بقرع الطبول للمحافظ البديل لأن أصوله تنحدر من مديرية يافع وفيها سقط رأسه وعاش في عدن قبل أن يغادر منها إلى تعز، وهنا ظهرت المفارقات العجيبة والغريبة، فالمحافظ الجديد الشيخ عبد العزيز المفلحي فشل فشلاً ذريعاً ،فأول ملف فشل به هو ملف الكهرباء، فبعد أن كانت لا تنطفى الكهرباء بالمطلق في عهد المحافظ السابق عيدروس الزبيدي صارت تنطفئ حوالي 22 ساعة يومياً، أما إتساخ الشوارع فحدث ولا حرج، فالقمامة تراكمت فوق بعضها البعض، وطفح المجاري حول شوارع المحافظة عدن الى مستنقعات يملأها البعوض، وكثرت الحفر والتشققات في الشوارع، أما المشاريع فقد توقفت تماماً .

 

  وعندما إرتفعت الأصوات الجميلة و الهادئة والإنتقاد الحسن والراقي لأنصار ومحبي المحافظ السابق على هذا الفشل الذريع تعلل المناطقيين والعنصريين من أبناء عدن وابين و المتعاطفين مع المحافظ الحالي الذي أخفق في عمله بأنه لم يستلم مبنى المحافظة وسكن المحافظ فكان تبريرهم واهٍ ، على الرغم من أن المحافظ السابق بُحَّ صوته وأرسل الخطابات تلو الخطابات ليبرئ ذمته ويسلم العهدة، ولكن التقاعس كان من قِبَل المحافظ الحالي الشيخ عبد العزيز المفلحي .

 

  لم يفلح المحافظ السابق بتسليم ولم تجدي نفعاً نداءاته المتكررة فذهب لحال سبيلة فتفرغ بشكيل كيان سياسي جنوبي وطني من كل الأطياف ومن جميع المناطق الجنوبية لإنتشال أبناء الجنوب من العبودية ويمنحهم الحرية، فاطلق على هذا الكيا إسماً له وهو المجلس الإنتقالي الجنوبي، فإختار له نائباً من رجال الدين يمتلك من التقوى والورع لو وُزِّعَتا على أبناء الجنوب لكفتهم، أما الأعضاء فكانوا من خيرة أبناء الجنوب، ويمتلكون الكفاءة والعلم والثقافة وبهم سينتشلون الجنوب من الحضيض إلى التقدم والإزدهار .

 

  ولكن أيضاً أبناء عدن وأبين العنصريين هداهم الله ثارت ثائرتهم الطائره فشنوا حرب شعواء عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وكعادتهم في بث الإشاعات للرجال الصادقين والأوفياء كالمحافظ السابق عيدروس الزبيدي والمشاريع الناجحة كمشروع المجلس الإنتقالي أشاعوا أن المجلس تموله قوى خارجية معادية لمشروع اليمن الإتحادي، وأن رئيس ونائب وأعضاء المجلس هم مجموعة من المرتزقة تدفع لهم القوى الخارجية أموالاً طائلة لينفذوا لها عبر هذا الكيان أجنداتها الإستعمارية .

 

 وفي الختام أود أن أوجه رسالة لأبناء عدن وأبين أن يحكموا عقولهم ويبتعدوا عن العنصرية ويقفوا مع الحق ضد الباطل ولا يكونوا أحجار عثرة ومطبات أمام المشاريع الناجحة التي تخدم الجنوب و أبناؤه، وليجعلوا أنصار ومحبي المحافظ السابق عيدروس الزبيدي والمجلس الإنتقالي الجنوبي قدوةٌ لهم، فهؤلاءالإخوة يمتلكون الكثير من الرُقي في النقد البناء، ويمتلكون وفرة من الوطنيه ويمتلكون من الأخلاق الحميدة سموها، فياحبذا أن تحذوا حذوهم .

ملاحظة: لدينا فقط تتجلى معنى السخرية .

 

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي