الرئيس هادي ومعركة الانتصار للمؤتمر

محمد القادري
الاربعاء ، ٢٦ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٥٨ مساءً
مثلما يعتبر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي هو القائد لمعركة التغيير والتصحيح والتحرير والتجديد والانقاذ والانتصار لليمن ، يعتبر ايضاً هو القائد لمعركة التغيير والتصحيح والتجديد والانقاذ والانتصار لحزب المؤتمر الشعبي العام .
 
 
فالمؤتمر يعتبر الحزب الرائد في اليمن بميثاقه الوطني وفكره الوسطي وقواعده الشعبية ، ويعتبر هو الدعامة القوية في بناء مستقبل اليمن ، ومثلما عانت اليمن من انظمة وقيادات  واعداء في الداخل ، عانى حزب المؤتمر ايضاً من تيارات وقيادات واعداء داخله والتي جمعت بين الحرب لليمن كقضية وطنية ومصلحة عامة ، والحرب للمؤتمر كحزب وطني ونجاح منهجي .
 
 
 والمعركة التي يخوضها  الرئيس هادي داخل المؤتمر وابرازه في الوقوف مع الشرعية ، هي عملية لانقاذ  المؤتمر ونهجه وميثاقه من السرطان الذي في داخله ، وتحويله من المسار المنحرف  الذي يتجه نحو سراديب الظلام إلى مسار الحقيقة والنور والصواب والحق .
 
 
ولا تزال المعركة التي تدور بين حزب المؤتمر الحقيقي وحزب المؤتمر المنحرف  مستمرة ، وهي متزامنة مع المعركة التي تدور بين الشرعية والانقلاب ، واظن ان النصر يجب ان يكون متزامن ايضاً ، فموعد  تحرير  اليمن كاملاً  من الانقلاب ،  يجب ان يكون موعد  لتخليص حزب  المؤتمر من السرطان .
 
 
من جهة اخرى ، مثلما يمتلك الرئيس هادي شرعية قيادة الدولة اليمنية ، يمتلك ايضاً شرعية قيادة حزب المؤتمر .
 
 
فالحق القانوني يمنحه رئاسة اليمن عبر لوائح الانتخاب والاقتراع .
 
 
والحق القانوني ايضاً يمنحه رئاسة حزب المؤتمر عبر اللوائح الداخلية للحزب التي تتضمن تمكين الشخص الذي يتولى موقع رئاسة الجمهورية من موقع رئاسة الحزب .
 
 
وهذا يعني ان صالح لا يمتلك حالياً شرعية رئاسة حزب المؤتمر ، ومثلما يعتبر انقلابي على شرعية الدولة ، يعتبر ايضاً انقلابي على شرعية الحزب ، وهذا ماجعل المعركة تعتبر معركة بين الشرعية اليمنية والانقلاب ، وبين الشرعية المؤتمرية والانقلاب الداخلي ، ويفترض ان لا  نسمي صالح بالقيادي المؤتمري ، ولكن يجب ان نسميه بالانقلابي على المؤتمر .
 
ما ارتكبه صالح من مخالفات ، تتطلب فصله وعدم بقاءه في المؤتمر كعضو عادي فما بالكم ببقاءه كرئيس للحزب .
فالفصل والمحاكمة والاحالة للقضاء مفروضه من خلال مخالفته للوائح الداخلية وعدم تسليمه لرئاسة الحزب للشخص الذي اصبح رئيس للدولة ، ومن خلال مخالفته لمبادئ الحزب واهدافه وميثاقه الوطني ، فاتخاذه الوقوف مع الانقلاب والتحالف مع إيران ، يتعارض كل التعارض مع اهداف ونهج وفكر حزب المؤتمر وهويته وقوميته واستراتيجياته الديمقراطية ورؤيته للدولة ، وثوابته التي لا يمكن ان تطرأ عليها اي متغيرات .
 
 
 
 حزب المؤتمر ليس فندق او عقار او مشروع استثماري حتى يصبح في ملكية صالح والاستحواذ على هرم قيادته ، وليس هناك اي اعتبار قانوني او عقلاني يمنح صالح ذلك ، فإذا كان صالح يدعي انه مؤسس الحزب ، فهذا لا يعني انه أسسه لوحده ، ولكنه فرداً من ضمن ألف فرد قاموا بتأسيسه ، والمؤسس يجب ان يكون اكبر من يلتزم بالاهداف واللوائح ، ولا يعفى من المخالفة بل تطبق عليه الاجراءت وتتخذ ضده العقوبات بطريقة صارمة .
فالاحزاب وجدت في العالم من اجل التعددية ، والتعددية يجب ان تكون داخل الحزب ذاته من حيث التعدد في القيادات ، والتبادل في التربع على رأس الهرم وفسح المجال لمن خلفه .
 
 
ولا يوجد حزب ديمقراطي في العالم يدعي شخص ملكيته ويسيره حسب مزاجه الفردي ويستثمره في مشاريعه  الشخصية .
 
 الرئيس هادي يقود معركة الانتصار للمؤتمر تخلصه من ديكتاتورية صالح ومشروعه الفردي البائد ، فالمؤتمر وجد من اجل الوطن والشعب والثورة والجمهورية والوحدة ، وليس من اجل صالح ونجله وعائلته .
وصالح لا يجوز ان نسميه حالياً مؤتمرياً ولكنه متمرد وانقلابياً على المؤتمر .
ومن يناصرون صالح تحت مسمى المؤتمر ، فهؤلاء هم المغرر بهم والمخدوعون والمضللون .
وعليهم ان يعرفوا ان ما يقوم به صالح ليس المؤتمر وبعيد كل البعد عن نهج وفكر هذا الحزب .
 
ويجب على كل مؤتمري مساندة المؤتمر الذي يقف مع الشرعية بقيادة الرئيس هادي ، لكي نحرر المؤتمر من الانقلاب الداخلي عليه ، ونحرر الوطن من الانقلاب الذي اصبح الانقلاب الداخلي في المؤتمر طرفاً فيه .
 
 
الانتصار لليمن مرهون بالانتصار للمؤتمر ، والانتصار للمؤتمر مرهون بتخليصه من صالح وعائلته ، وبعدها سيصبح المؤتمر يخدم مشروع وطن ويبني مشروع دولة حقيقية في المستقبل ، وليس مسخراً لخدمة فرد وفاشلاً في خدمة مشروع وطن وبناء دولة متقدمة كما كان في الماضي .
 
على المؤتمريين الذين يقفون مع الشرعية ان لا يسعوا لخلق الخلافات بينهم وبين بقية الاطراف الداخلية في الشرعية ، ولكن عليهم ان يوضحوا للجميع سواءً الذين مع الشرعية او ضدها ، ويقولوا لهم ان صالح ومواقفه وسياساته ومن معه ليسوا المؤتمر .
 
المؤتمر الحقيقي هو الميثاق الوطني والهوية اليمنية والقومية العربية والشرعية اليمنية والدولة .
وعلى جميع  انصار  الشرعية ان تعرف من هو المؤتمر الحقيقي.
وعلى جميع المؤتمريين المغرر بهم من قبل صالح ان يعودون  للمؤتمر الحقيقي .
 
 
اخيراً قولوا لصالح مهما فعلت من الانشطة والفعاليات لن تستطيع ان تستمر في الخداع والتضليل ، فالفوضى والانانية والانتقام والحقد حجج ضعيفة ، ومؤتمر الشرعية اقوى منك حجة ودليلاً وموقفاً ، لأن الوطن والشعب والنظام والقانون حجتهم .
المؤتمر ليس انت يا صالح ، وانت لست المؤتمر .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي