حيلة جديدة للأمم المتحدة

محمد القادري
الخميس ، ٢٠ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٠٦:٥٢ مساءً
مبادرة تحييد الحديدة وتسليمها لطرف محايد مقابل فتح مطار صنعاء وقيام الحكومة الشرعية بتسليم المرتبات لكل الموظفين في المحافظات المحررة والتي لم تتحرر .
 
 
هذه المبادرة التي هي مقترح حل  قدمه المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ ، لا تدري هل هي حيلة اممية ام كذبة جديدة ام كلام فاضي ، فالارجح ان تكون حيلة يهدف من خلالها ايجاد عمل للمبعوث الاممي من شأن ان يذهب ويرجع ويطلع وينزل ويسير ويجي ويحصل على بدل سفر ومكافأت افضل من ان يجلس بدون دخل ، فتقديم الكلام الفاضي للمبعوث الاممي خيرٌ له من ان يجلس فاضي .
 
 
في المرة السابقة اقترح ولد الشيخ انسحاب الحوثي من الحديدة وتسليمها للشرعية مقابل فتح مطار صنعاء للحوثي فتعنت الحوثي ورفض  ، والان يطرح ولد الشيخ مقترح تحييد الحديدة وتسليمها لطرف محايد ، وهذا يدل على ان الامم المتحدة ومبعوثها لدى اليمن يرضخوا امام تعنت الحوثي ويتراجعوا امام رفضه ، ويجب على الدولة الشرعية ان ترفض موضوع تحييد الحديدة مقابل فتح مطار صنعاء وتتمسك بالموافقة السابقة المتمثلة بالانسحاب الحوثي من الحديدة مقابل فتح المطار في صنعاء وبقية الشروط الاخرى .
 
 
الأمر الاخر هو قيام الدولة الشرعية بدفع المرتبات لكل الموظفين عندما يتم تحييد الحديدة وتسليمها لطرف محايد ، وهذا أمر خطأ كون تسليم المرتبات لكل الموظفين يتطلب توريد جميع الايرادات في كل المحافظات التي لا زالت تحت سيطرة الانقلاب وليس من الحديدة التي ستصبح محايدة ، وهذا مايدل ان قبول الشرعية باتفاق كهذا ليس مجرد خدعة اممية تصب في صالح الانقلاب اكثر من مصلحة الشرعية التي ستتحمل اعباء والتزامات اكبر من مصلحتها .
 
 
عملية تحييد الحديدة وتسليمها لطرف ثالث تحتاح لقوة عسكرية ، وليس هناك اي ثقة باي قوات دولية كون موقف الامم المتحدة ليس جاد ضد الانقلاب وهو مايولد الشكوك بأن اي وجود اي قوات دولية قد تكون منسقة ومتعاونة مع الحوثي وصالح وهو مايعني ان تحييد الحديدة مجرد حيلة على الشرعية والتحالف .
 
 
بينما الطرف الثالث يجب ان يكون عربي لأن الطرف العربي مرحب به ومقبول لدى الشعب اليمني الذي لا يرحب ويقبل بأي طرف دولي آخر إلا في حالة محاربة الارهاب الذي اصبحت محاربته تتم ضمن اتفاقيات عالمية ودولية فرضتها الحاجة الملحة للتخلص من الافة الارهابية التي تشكل خطراً على المجتمع العالمي بكامل دياناته وتوجهاته ، ولا يوجد هناك طرف عربي محايد يستطيع ان يتسلم الحديدة ويغطيها عسكرياً ، وقد تكون الكويت هي الطرف المناسب ولكنها غير قادرة على تغطية الحديدة بقوة عسكرية كويتية ، ولا يوجد غير مصر التي تمتلك مؤهلات كاملة ولكنها لا تعتبر طرف محايد كونها مشاركة في التحالف العربي . 
 
 
وهذا ما يعني ان الطرف المحايد سيكون مرفوضاً اذا كان مفروض من الامم المتحدة ، وسيكون ايضاً غير موجوداً اذا كان مقبولاً ومتوافقاً عليه من قبل الطرفين الشرعية والانقلاب .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي