ميدان السبعين وتعويض خسارة مؤتمر الانقلاب

محمد القادري
الثلاثاء ، ١٨ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٤٣ مساءً
  يعمل الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومن تبقى معه من قيادة جناح المؤتمر المؤيد للانقلاب بكل مالديهم من قوة وجهود وامكانيات مادية وبشرية لإقامة فعالية مهرجان حاشد في يوم الرابع والعشرين من اغسطس القادم بميدان السبعين بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام ، ويهدف صالح من خلال اقامة الاحتفالية بحجم كبير إلى عدة اهداف أهمها لفت انظار الشعوب إلى امتلاك صالح لقوة جماهيرية تواليه حزبياً حتى يتسنى له ان يلعب من خلال جناحه المؤتمري دور اقليمي ، بالاضافة إلى تهيئة المجال لتولي نجله أحمد رئاسة الحزب عبر اعلان ذلك في تلك الفعالية او بعدها ، ولعل الهدف الاهم هو تعويض جناح  مؤتمر صالح من الخسارة التي لحقت به تنظيمياً وجماهيرياً واعلامياً بسبب تحالفه مع الحوثي .
 
 
 ميدان السبعين غير قادر على تعويض خسارة جناح مؤتمر صالح ، كون الحوثي ألحق خسارة فادحة في القوة الجماهيرية والاجتماعية والتنظيمية المؤتمرية الموالية لصالح ، فتوسع جماعة الحوثي في المحافظات التي لازال يسيطر عليها الانقلاب جاء على حساب جناح مؤتمر صالح الذي انضم كثير من قياداته وتأثر العديد من قواعده بالجماعة الحوثية واصبح ولاءهم لها ، ومن الصعب ان تقوم فعالية جماهيرية حاشدة بالتعويض الحقيقي لتلك الخسارة .
 
 
تخيلوا ان صالح يعد لهذه الفعالية من قبل ثلاثة اشهر ، وذلك عبر اللقاءات التنظيمية والجماهيرية التي عقدت ، وحملة الانتساب وقطع البطائق ، والتعميم الذي اصدره عارف الزوكا إلى كل الفروع بالاعداد للفعالية ، فالاعداد المتقدم قبل الفعالية بمدة زمنية كبيرة واقامة انشطة تمهيدية كثيرة هو اكبر دليل على ان جناح مؤتمر صالح اصبح ضعيفاً ، كونه عندما كان يمتلك قوة حقيقية يعد لفعالية كهذه خلال اسبوع فقط ، واما الان فقد اصدر الزوكا تعميم للاعداد للفعالية بتأريخ 15/ 7 بينما موعد اقامة الفعالية هو بتأريخ 24 / 8 ، اي ان التعميم للاعداد قبل اقامة الفعالية باربعين يوم ، وهذا ما يجعل اقامة الفعالية بحجم كبير امر طبيعي ولا يمنح اي مقياس قوة لصالح وجناحه المؤتمري كون فترة الاعداد كانت طويلة والميزانية المرصودة ستكون بالتأكيد كبيرة.
 
 
ميدان السبعين ليس مقياساً حقيقيا لقياس قوة مؤتمر صالح في كل المحافظات التي يسيطر عليها الانقلاب حالياً ، ولا ننسى ان مؤتمريوا امانة العاصمة فقط كانوا يملؤن ميدان السبعين اسبوعياً في ازمة عام 2011 ، ومؤتمريوا إب كانوا يخرجون لوحدهم بمسيرات مليونية في المحافظة الخضراء ، وكذلك مؤتمريوا الحديدة وحجة وذمار وغيرها ، وبسبب تحالف صالح مع الحوثي انضم الكثير من قيادات المؤتمر وقواعده مع الشرعية ، وتأثر الكثير بجماعة الحوثي وانضم لها ، وهو ما جعل جناح مؤتمر صالح ضعيفاً جداً وفاقداً للعوامل التي منحه القوة والثقل الشعبي المطلوب  ،   ولو كان صالح يريد ان يؤكد لنا انه جناحه المؤتمري لازال يمتلك قوة جماهيرية كبيرة ، فعليه ان يقيم فعاليات جماهيرية في المحافظات التي لا زالت تحت سيطرة الانقلاب بنفس الزخم والحجم التي كانت تقام من قبل تحالفه مع الحوثي ، اما ان يجمع كل من تبقى معه في كل المحافظات إلى ميدان السبعين ، فهذا امر غير مقبول لقياس القوة الحزبية وغير قادر على تغطية الخسارة واعطاء مؤشرات حقيقية وواقعية تعوضها ، بل يعتبر نوع من انواع المغالطات التي يغالط بها نفسه وجماهيره والرأي العام المحلي والخارجي .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي