الإسترزاق بإسم القضية الجنوبية

علي هيثم الميسري
الجمعة ، ٠٧ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٠٢:٣٠ صباحاً

 

  تحولت القضية الجنوبية إلى وسيلة إسترزاق لدى بعض القيادات الجنوبية منذُ عهد المدعو على سالم البيض عندما أُشيرَ إليه الخروج من سلطنة عمان ليركب موجة الحراك الجنوبي السلمي بالرغم من إعلانه إعتزاله العمل السياسي في العام 1994 بعد خسارته الحرب مع نظام صنعاء, ومنذ خروجه من سلطنة عمان إلى أن سُحِبَ منه بساط الزعامة لحساب  عيدروس الزبيدي جنى الأموال الطائلة بإسم الحراك وكذلك بإسم القضية الجنوبية .

 

  ومنذُ أن إستلم الزعامة عيدروس الزبيدي حتى اللحظة تحول هذا الأخير من رجل متشرد إلى ملياردير يمني يمتلك الأموال والعقارات، وفتح مشاريع عديده في أماكن مختلفة, ومن ضمنها حسب ماوردني من مصادر مؤكدة بأنه دخل في تجارة الذهب في المملكة العربية السعودية وفتح أكثر من 35 محل جملة في مدينة جدة وحوالي 100 محل تجزئة في مدينة جيزان, أما بالنسبة لنائبه في المجلس الإنتقالي هاني بن بريك الذي دخل أيضا في تجارة الذهب، ولكننا لا نمتلك أرقام مؤكدة تخص هذا المسترزق الآخر هاني بن بريك .

 

  مادعاني للكتابة في هذا الشأن أخ عزيز من أبناء الضالع وهو دكتور أكاديمي بعد أن شاهد وتيقن بأن المدعو عيدروس الزبيدي إتخذ وسيلة الإسترزاق بإسم القضية الجنوبية والذي كان يدغدغ بها مشاعر الجنوبيين الذين ينشدون الحياة الكريمة وإستعادة المظالم التي إستلبها منه نظام صنعاء الدكتاتوري, ففي هذه الإحتفالية المزمع إقامتها يوم الجمعة 7/7 وصلت أخي الدكتور الضالعي أرقام مهولة بالمبالغ التي دُفِعَت فقط لمديريات الضالع لحضور الإحتفالية في عدن، غير تلك المبالغ المخصصة لباقي المحافظات الجنوبية .

 

  سُلِّمَت هذه المبالغ للجنة الحشد في الضالع ومسؤولها المالي يُدعى عبدالكريم السلال

ولدي رقم هاتفه وكانت على النحو الآتي:

992000 تسعمائة وإثنان وتسعون ألف ريال من الجالية الجنوبية في ولاية كاليفورنيا عبر شخص يدعى يحيى عباد, 6300000 ستة مليون وثلاثمائة ألف ريال من اللجنة الرئيسية عبر شخص يدعى عبدالفتاح قرقور, كل هذه المبالغ كدفعة أولى، دُفِعَ جزء  منها لعمل ملصقات عبر اللجنة الإعلامية ومديرها شخص يُدعى وليد الخطيب, وباقي المبالغ دفعت لإستئجار الباصات بالإضافة إلى مبالغ نقدية تدفع للمواطنين النازلين إلى عدن لحضور هذه الفعالية, والمديريات هي: الضالع والشعيب والأزارق وجحاف والحصين وكان هذا على مستوى الضالع فقط، فكم ياتُرى المبالغ التي دُفِعَت لباقي المحافظات .

 

  نحن المؤيدين لشرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ولمشروع اليمن الإتحادي لا نحمل  أي ضغينة لإخوتنا في الضالع المؤيدين لمشروع الإنفصال, بل إننا نعُدُّهم إخوة لنا ونقسم على ذلك, فأبناء الضالع الكثير منهم لديهم الحس الوطني ويتحلون بالطيبة والطهارة والعفوية ونقاء السريرة، ونحن علم بأنه غُرِّرَ بهم وعلينا أن نقف معهم حتى يعودوا إلى جادة الصواب, وبما أنهم بتلك الصفات الحميدة إستطاع أولئك المتسلقين والمسترزقين بإسم القضية الجنوبية أن يدغدغون مشاعرهم ويقنعوهم بأنهم هم من سينزعون الإنفصال وسيعلنون دولة الجنوب العربي, ولا يعلمون بأن الإنفصال وعودة اليمن إلى دولتين هو ضرب من المستحيل لعدة أسباب يطول شرحها .

 

  عيدروس الزبيدي بسلوكه المشين وبعنصريته المقيتة عمل شرخ كبير في النسيج الإجتماعي في الجنوب, حتى على مستوى الضالع نفسها فأقصى أبناء المحافظات الجنوبية وأقصى أبناء الضالع أنفسهم لمصلحة أبناء مديريته زبيد, وتحول هذا الرجل من متشرد إلى ملياردير, وأبناء الضالع يعانون قساوة الحياة لاسيما في هذه المرحلة الصعبة, فإن كان لديه ذرة من الضمير والإنسانية والرحمة تجاه أبناء محافظته لكان سَخَّر جزء ولو يسير من أمواله التي تحصل عليها لتأييد أبناء الضالع له ولمشروعه التدميري للقضاء على مرض الكوليرا الذي حصد الكثير من أبناء الضالع .

 

  ولبساطة المواطن الضالعي الذي تحركه العواطف لم يسأل عن هذه المبالغ من أين وكيف تصرف لا سيما والضالع تصرخ وتستنجد بالمنظمات الإنسانية لإنقاذ أبنائها من مرض الكوليرا الذي حصد الكثير من أرواح الفقراء الذين لم يجدوا قيمة السوائل والمغذيات والحقن والأدوية التي يحتاجها المصاب بالكوليرا لإنقاذ حياته .

 

  أليسَ من الأحرى بهؤلاء الذين يجمعون المبالغ الطائلة بحجة الحشد الجماهيري إلى العاصمة عدن أن يسخروا ولو جزء يسير من هذه المبالغ لتوفير العلاجات للمرضى الذين تكتض بهم المخيمات التي نصبوها بجوار مستشفى النصر لإستقبال الحالات المصابة بمرض الكوليرا الفتاك، ناهيك عن وجود مخيمات مماثلةنُصِبَت لإستقبال المرضى في الشعيب والحصين والأزارق وجحاف وحجر ونحوها من مناطق الضالع، وبحسب تصريحات محافظ الضالع ومدير الصحة بأن حالات الوفيات تتضاعف كل يوم وقد بلغت حتى اليوم أكثر من 320 حالة وفاة من بين المصابين بالكوليرا البالغ عددهم أكثر من 12 ألف حالة والعدد في تزايد .

 

  أين الضمير الحي ؟ وأين الإنسانية ياعيدروس الزبيدي وأنتم يا دعاة الوطنية ؟ المواطن يموت من المرض وأنتم تتسابقون على تشكيل اللجان الوهمية لجمع الملايين بالكذب والدجل على الناس والشحاذة والإسترزاق بإسم القضية الجنوبية .

 

  أفيقوا يا أبناء الجنوب الأحرار من سباتكم العميق، فهناك الكثير من أمثال عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك جعلوا القضية الجنوبية وسيلة للإسترزاق وكرت رابح وبضاعة رائجة حصدوا بها الملايين من الدولارات والدراهم الإماراتية حتى اللحظة من خلال حشدهم لآلاف الأشخاص ويسمونها مليونيات ليجنوا بها الأموال المحرمة، تَحرَّوا عن أرصدتهم في البنوك، وإبحثوا عن أملاكهم وعقاراتهم وتجارتهم في الداخل والخارج، إسألوا عن أسرهم لماذا غادروا بهم إلى الخارج ؟ وفي أي الڤيلل والفنادق يعيشون ؟ وأنتم تعيشون ضنك العيش وتسمعون يومياً عن وفيات مرض الكوليرا، اللهم إني بلغت اللهم فأشهد .

 

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي