ما أشبه الليلة بالبارحة !!!

أنور الصوفي
الجمعة ، ٠٧ يوليو ٢٠١٧ الساعة ١٢:٠٤ صباحاً
 
 
في العام 1990 م ولجنا بتوقيع البيض عصر الدولة الواحدة  ، وتمزق الجنوبيون تحت وطأة شروط الرفاق ، فناصر للخارج وأنصاره لا مشاركة لهم في السلطة  .
 
انتهى المقطع الأول من الفيلم  وبانتهائه لعب صالح على وتر خلاف الإخوة فقرب منه فريق ناصر نكاية بفريق البيض ، وعاد البيض غضبان إلى عدن ، وجاءت الفرصة لوحدة الجنوبيين ، ولكن البيض وفريقه فرطوا فيها ، فاستفاد صالح من فريق ناصر لضرب البيض وأنصاره ، وتحقق له ما أراد  ، وانتهى المقطع الثاني .
  
  انتهت تلك الحقبة بمآسيها ، وتكررت الفرصة للجنوبيين ليتوحدوا خلف هادي ولكن كل فريق أراد تكرار نسخة الفيلم وتكرار مشاهده ، فنفر الجنوبيون من حول  هادي ، وقسموا عدن إلى فريقين   فريق يحتفل في الشارع وآخر يحتفل في الساحة  وبنفس المناسبة ونفس الشعارات ، فالعلم واحد والشعب واحد والشعارات واحدة ولكن القيادة نسخة مكررة لنسخة 86 و 94 ، أما الشعب فأظنه هو الواعي هذه المرة  .
 
   الكل حشد والكل يهتف لتحرير الجنوب ، ولسان حال العقلاء يخاطب الجميع : إلام الخلف بينكمو إلام  وهذه الضجة الكبرى علام ...
 
   فإلى العقلاء من الفريقين الذين كانوا إلى عهد قريب مع هادي ويتفقدون الجنوب في زيارات معه ، نقول لهم ونخاطب فيهم الحكمة وصوت العقل ، لا تبتعدوا عن هادي فيفوز به غيركم  ، تمسكوا بالرجل ولا تكرروا الأخطاء ، فالاحتفالية ستنفض وسيعود الناس إلى بيوتهم ، وسيتسع الخرق على الراقع ، وستزداد الفجوة بين الجنوبيين ، وسننتظر مناسبة جديدة لنحشد المساكين ، وهكذا  دواليك .
 
   فأين صوت العقل ؟ لنقضي على خلافاتنا في مهدها حتى لا نكرر الأحقاد والاقتتال والاحتراب ، فكفاية قتل وتهجير وإقصاء وشتم وتخوين  ، كفانا مآسي ، ألم نتصالح ونتسامح ؟ ألم نتوحد في الذود عن عدن والجنوب كافة ؟ ألم نرتضي بهادي وقرارات هادي  ؟ فما بالنا اليوم ننكص ونتنكب عن هادي وقيادة هادي .
 
  نداء للجنوبيين لا تذهبوا لدعوى الاحتراب بينكم ، فإنني والله أرى صنعاء فرحة سعيدة مسرورة  بخلافاتكم وبعدكم عن هادي ، فتمسكوا بالرجل ففيه نجاتكم ونصرة قضيتكم ، قلت قولي هذا حفاظاً على ما تحقق للجنوب ، ودمتم ودامت الجنوب كل الجنوب  بخير  ...
الحجر الصحفي في زمن الحوثي