بن دغر: خيار المجلس الانفعالي عبدالملك

د. عبدالحي علي قاسم
الثلاثاء ، ٠٤ يوليو ٢٠١٧ الساعة ١٠:٣٩ مساءً

 

   وضع رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر المجلس الانفعالي أمام خيارين بين الرئيس هادي ومشروع الدولة الاتحادية، أو الذهاب في مهلكة الحوثي، وقبول خدمة المشروع الإيراني مقابل فتات مصالح، ليس للجنوب فيها سوى وصاية رأس الأمر فيها للسيد المقدس والمطاع. أخي رئيس الوزراء الإجابة لا تحتاج للتفكير. هذه الفئة مغرمة، ومسواقة حد الانبطاح لكل ما هو إيراني، ومستجيبة لكل إملاء مصدره الضاحية الجنوبية، وما علي البيض وتلاميذه من يتحرج لمواطن الشبهات، وعقد الصفقات. ومعالم الطريق الانفصالية حافلة بشتى أنواع المخازي والتبعية للقوى الخارجية الطامعة مقابل التزود بحفنة الأموال، التي يستأثر بها رفقاء النضال.  

   هادي يستميت لمشروع دولة، والعصابات المناطقية والطائفية بجشع أطماعها لا تتحمل أن تعيش، وتتكاثر مصالحها في حاضنة الدولة، والتزامها القانوني، وثوابتها الوطنية.

 

    أي مجلس انفعالي هذا الذي نضع أمامه الخيارات يادولة رئيس الوزراء؟ هذا مجلس تهافت، وتبعية، وانبطاح لكل ما هو غير وطني؟ من يستمع لرأس هذا المشروع وهو يهرف بما لا يعرف في أمر السياسة على شاشة الحرة. بما جعل منه أضحوكة حتى أمام من عرض بضاعته الرخيصة لهم. نحن جنود طيعين، وما ترونه لا نقاش في أن يصبح محلا للتنفيذ، ولو استعرضتم بنا النار لخضناها وما تلبثنا يسيرا.

 

   ما هذا الهراء وأمام الكاميرا؟ فما أبقيت سيد عيدروس وبن بريك للغرف المغلقة؟ لا شك أن وراء ذلك التهاوي أمور عظام من الخيانات، والتنازلات، والخبث السياسي، التي ينوء الوطن بترابه وسيادته عن حملها، وتحمل تبعاتها. ما لا شك فيه أن المجلس العدمي يسوق نفسه بطريقة تنازلاتية في سوق إيران السياسي أكثر منه في رسالة للتحالف على قناة الحرة. 

 

   ومع هذا، يمكن تفهم مثل ذلك الابتذال أمام الأخوة في التحالف لتسويق بناء الثقة الهشة، واستحواذ أي تعاطف للموضعة في سياق الشرعية القائمة ومشروعها، لكن المحرم والمخفي هو ما يطرح مع أسياد عبدالملك في طهران والضاحية الجنوبية. 

   عنوان المجلس وكارثية منظومته المشوهة لا تحتاج لجواب أن عبدالملك وأحمد عفاش هم الخيار المرغوب، والمبارك، وليس مشروع هادي والقوى الوطنية الداعمة له.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي