إلى من يتحدثون عن بحاح

محمد القادري
السبت ، ٢٤ يونيو ٢٠١٧ الساعة ١١:٢٢ مساءً
 
 
بكل بساطة وسهولة ومهزلة يقول المزوبعون ان الاستدعاء السعودي الاخير لرئيس الوزراء السابق خالد بحاح هو من اجل تنصيبه رئيساً لليمن بديل للرئيس هادي !!
 
او من اجل اعادته لمنصبه السابق كنائب للرئيس ورئيس للحكومة !! 
 
وهذا أمر اغرب من خيال وابعد من واقع لعدة اعتبارات وعدة اسباب ومنها : 
 
 
- القرارات الجمهورية ليست مسخرة لهذا الحد ، ومن اقاله الرئيس بقرار جمهوري واعفاه من عمله ، محال ان يعود بعدها بقرار جمهوري لنفس الاعمال ونفس المناصب ، كون قرارات الاقالة والاعفاء من المنصب تأتي بعد صبر وتأني وانذارات واستخدام كل الاساليب المتاحة للشخص بهدف عسى يعتدل ، وفي حالة عدم الاعتدال فالاقالة هي السبيل الوحيد ، ولن يتم التراجع عنها بقرار جمهوري فذلك ينقص من هيبة الدولة وقوة القرارات ويرتكب خطأ فادح وهو تجريب المجرب .
 
 
 حكاية تنصيب بحاح بديل لهادي فهذه نكتة في عالم الافتراءات والخرط المفضوح ، وهناك فرق بين من تم تعيينه من قبل الشعب عبر انتخابات عامة ، وبين من يعينه الرئيس المنتخب بقرار جمهوري ، ولا احد في العالم يستطيع ان يعين او ينصب شخص رئيس لليمن بديل لهادي حالياً ، لن تقدر الخليج ولا امريكا ولا غيرها فرض بحاح رئيس لليمن واجبار هادي على التنازل له ، فهذا امر مخالف لكل انظمة الحكم الديمقراطية وسيوضع السعودية والخليج في مأزق كبير امام الانقلاب وامام المجتمعات الدولية ويحملها مسؤولية التدخل في الحرب الدائرة في اليمن ويفرض عليها كل العقوبات ، فمصلحة السعودية والخليج لنجاح المعركة في اليمن ورسم مستقبلها والقضاء على المشروع الإيراني مرهون بالتمسك الشديد والتشبث القوي بالرئيس الشرعي هادي .
 
 
 
الامر الاخر يعتبر اعادة بحاح لعمله السابق كنائب للرئيس ورئيس للحكومة هو  إعادة مشكلة سابقة  للشرعية وفتح جبهات لها من داخلها ، كون بحاح لم يقدم اي نجاح في عمله السابق كرئيس للحكومة سوى انه استلم المليارات من التحالف واستثمر بها في الامارات ، بالاضافة إلى قيامه بقيادة حرب داخلية في الشرعية وبدل ان تتوحد الشرعية في محاربة الانقلاب اصبحت الحرب بين قيادة الحكومة وقيادة الدولة ، بين النائب والرئيس ، وهذه هي مهمة بحاح التي قام بها وهذا هو هدفه الذي يسعى إليه .
 
 
بحاح لا يمتلك اي ثقل ومؤهلات مما يجعله رئيس لليمن او نائب او رئيس للحكومة ، فالرجل كان مسؤول فاسد في نظام صالح ، وقد دفعه الحوثي وصالح كورقة ضغط ليبقى رئيس للحكومة التي تشكلت عبر اتفاق السلم والشراكة هو بهدف احراق تلك الحكومة امام الرأي العام ومحاربة الرئيس الشرعي ومشروع اليمن الاتحادي من المكان المناسب ، ولا ننسى ان صالح اتصل لباسندوة بعد تعيين بحاح خلفاً له وقال له شوف جعلوا اسوء وزير فاسد في عهدي وجعلوه رئيس للحكومة ، وهذا يدل على ان صالح استخدم بحاح كورقة إحراق للحكومة المشكلة واستخدامه كورقة محاربة للدولة وتنفيذ اهدافه الخاصة ، بالاضافة إلى ان بحاح لم يكن شخص يحظى بالاجماع شعبياً سواءً حضرميًا او جنوبياً او شمالياً ، ولم يكن له ثقل او ميزان امام شخصية الدكتور بن دغر الذي يرأس الحكومة الشرعية حالياً وحقق خطوات ناجحة على الميدان ويحظى بثقل حضرمي وجنوبي وشمالي .
 
 
ممكن تقولوا ان الرئيس هادي سيعين بحاح في منصب جديد كسفير في اي دولة او منصب مقارب لهذا ،  وان المملكة سعت للصلح بينهما مقابل ان يتعهد بحاح بعدم ارتكاب اي مخالفات وتجاوزات تؤثر سلباً على الشرعية وقيادتها .
اما حكاية عودة بحاح لرئاسة الحكومة فهذا مستحيل .
 
بينما حكاية فرضه رئيس لليمن بدل الرئيس هادي فهذه خرررطة كبيرة للمزوبعين لن يصدقها حتى المجانين .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي