اخلاق الرئيس هادي مقارنة بصالح

محمد القادري
الجمعة ، ٢٣ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٠٢:١٩ صباحاً

لماذا صالح يشتم هادي .. وهادي لا يشتم صالح ؟!

لا يكاد يخلو اي تصريح او كلمة او خطاب للرئيس السابق علي عبدالله صالح ، إلا ويذكر فيه الرئيس هادي ، تارة يسبه ويشتمه ، وتاره يلقي عليه الاتهامات ، واحيان يحمله مسؤولية كل المشاكل التي خلفتها فترة حكمه طيلة 33 ومابعدها ويبرء نفسه مما اقترفت يده ، واحيان يطلق عليه العبارات والاوصاف السيئة .

وفي المقابل تجد فخامة الرئيس هادي لا يذكر صالح في خطاباته إلا في حالة نادرة ، ويكون كلامه مترفع وراقي ، ويركز على الانقلاب واطرافه وليس على صالح وذاته وشخصه ، وهنا أحببت ان اذكر الاسباب التي جعلت صالح يشتم هادي بشكل مستمر ومتكرر ، بينما الرئيس هادي لا يذكر صالح إلا نادراً .

 

صالح بإسلوبه المستمر في سب وشتم الرئيس هادي ، قد اتضح انه منحط اخلاقياً ، وإذا خاصم فجر ، ويحمل الحقد الدفين ، وقد نزل من مستوى الزعامة التي يدعيها إلى مستوى المفسبك الذي يعلق اغلب الاحيان على جهة معينة وتكون كل منشوراته ضدها ، وكان المفروض على صالح ان يترفع ويدع هذا الأمر للجانب الاعلامي التابع له ، ولكنه للأسف اصبح مجرد قائد حملة إعلامية ، فهو وإعلاميه والقنوات والصحف والمواقع التابعة له ، والمفسبكين والناشطين المناصرين له ، جميعهم يتولون حملة إعلامية مستمرة ضد الرئيس هادي .

 

 منذ مدة عامين عندما ظهر صالح بنفسه يشتم الرئيس هادي ويسبه بعد ان كان موكل المهمة من قبل للجانب الإعلامي والاستخباراتي الذي يتبعه ، فعند اجتماعه بعدد من قيادات المؤتمر في صنعاء قبل عامين ونصف وحينها بدأ بشن الهجوم على الرئيس هادي وابناءه مستنداً لعبارات كيدية وتهم غير واقعية وحجج وادلة واهية وضعيفة ، واستمر في ذلك ولم يرد عليه الرئيس هادي إلا بعد عامين ، حيث قال ان السبب في خلافه مع صالح هو قطعه لطريق التوريث امامه وعدم إعطاءه فرصة توصيل نجله أحمد للحكم ، وكان هذا الكلام المختصر مقنع ويحمل البراهين الصحيحة والادلة القوية فقبله العقل وصدقه الشعب ، بل كان رد واقعي من الرئيس هادي خلال بضع دقائق على كل شتم وسب صالح لمدة عامين .

 

لست مادحاً او متملقاً للرئيس هادي ، فقلمي عادةً يحب الانتقاد والنقد ، والواقع هو الذي يجبرني ويجبر غيري على ان نحتقر صالح ونحترم هادي إذا نظرنا بإنصاف وموضوعية ، ولعل ما نجده هو ان صالح بسبه وشتمه للرئيس هادي قد قدم اكبر خدمه له ، فالرئيس هادي بصمته الدائم ورده النادر على صالح قد جعل الناس يحترمونه ويميلون إليه ويقفون معه وبالذات شرفاء حزب المؤتمر الذين كانوا مع صالح ، فلا يعقل ان هادي الذي كان رفيق درب صالح ونائبه في الرئاسة وأمين عام حزب المؤتمر في عهد حكمه وكان له مواقف مشرفه عديده ووفيه مع صالح ومن ضمنها صناعة الانتصار العسكري في عام 94 ووضع خطة المعركة الحربية التكتيكية الناجحة ، فهل يعقل انه اصبح سيئاً في نظر صالح لهذه الدرجة وهذا الحد ولم يملك حتى إيجابية واحدة ، أليس هذا افتراء وزور وحقد وخبث وكذب وبهتان ، فعلى الاقل يكون له بعض المزايا الطيبة والجيدة تستحق الاشادة  في نظر صالح  وكلامه لو كان صادق ومنصف ، فلا يوجد من هو مخطئ على الدوام حتى الساعة الواقفة تكون على حق في اليوم مرتين .

 

 السب والشتم المستمر علامة الافلاس والموقف المهزوز  ، والصمت والرد النادر علامة الثقة والموقف الثابت .

او بالمعنى الاصح ان السب والشتم المتواصل من علامة نباح الكلاب ، والسكوت من علامة صمت الأسود .

وما أجمل تلك المقولة الشهيرة "القافلة تسير والكلاب تنبح" .

 

والصمت عن جاهلٍ او احمقٍ شرفٌ

وفيه ايضاً لصون الحق إصلاحُ

 

أما ترى الأُسد تخشى وهي صامتةٌ

والكلب يرمى لعمري وهو نباحُ.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي