متلازمة الحروب

عبير عتيق
الخميس ، ٠١ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٠٣:١٦ صباحاً
 
 
لم أكن أعتقد يوماً أن الكتابة ستكون بهذه الصعوبة، كلمات كثيرة ، وأحاديث طويلة ، وتساؤلات معقدة يشوشنا بقاؤها وفي نفس الوقت يصعب علينا فك شفرتها لتكن مفيدة.
 
حالةٌ عجيبة أدخلتنا فيها الحرب..!!!
فصارت تَسكُننا.. ونَعيشُها.. 
أصبحت متلازمة..!
 
حالةٌ فيها.. 
نشعر بالبكاء ولا نبكي... ونبكي كثيراً لأبسط الأسباب..!
نتخفى من الحزن ولكنه يجدنا ويرمي بثقله علينا..!
نبحث عن السعادة وهي قريبةٌ ترانا ولانراها..!
نشعر بطعنات الخناجر في قلوبنا .. ولا ننزف..!
تتمزق أرواحنا ألماً.. ومازلنا على قيد الحياة..!
نشبع من كثرة الجوع .. وتقوى أجسادنا من ضعفها..!
تمرض أجسادنا.. ونعرف طريق المشفى،ولا نذهب.. ونذهب عندما لا نمرض..!
أرواحنا متبلدة، وعقولنا مشتتة، وأفواهنا مكممة..!
نحن جثة هامدة ولكنها تتحرك!!!
صغارٌ نحن.. نهرب من كِبرنا باللعب .. لننسى الواقع..
وكبارٌ نحن.. نعيش واقعنا وننسى اللعب..
كَبُر صغيرنا.. وشاب كبيرنا.. ومات شاءبنا.. وأحياناً تجمعنا مقبرة واحدة ..!!!
أصبحنا نضحك كثيراً دون سبب..! ونثرثر كثيراً أيضاً بلا نفع..! ونقرأ في الخيال ..! ونكتب الخيال ..!
تتشارك الخيبة والأمل أرواحنا .. فتَشُلنا الخيبة .. ولكنّا نغرق في الأمل ..
نتحمل كل ذلك الشتات والألم في الغربة أو في الوطن..
لم تسعنا أرضُنا ونحن من نفس الدم .. فحلقت أرواحنا تتزاحم في السماء.. 
لم تشفع لنا وطنيتنا بالبقاء.. ولا إنسانيتنا في العيش..
طموحنا، آمالنا، أحلامنا ، وهمّتُنا الجبارة .. جميعها تستعد للرحيل، فنحلف عليها بالبقاء أملاً أن سيأتي الأفضل فنصنع بها الإنجازات لنُعيد نبض الوطن..
 
ليس عجيب ما تصنعه متلازمة الحروب!!
من شتات الوطن ، الروح، والعقل..
العجيب..!
أننا مازلنا على قيد الحياة..
نتشبث بالسلام.. وأرواحنا معلقة بالأمل..
العجيب ..!
أنها تجعل من جروحنا وآلامنا وأرواحنا المنهكة .."وقوداً للسلام"..
 
نعلم أننا سنكون مانريد.. 
سنشحذ الهمم لننفي الألم.. 
سنهزم الحزن بالسعادة..
سنحارب الحروب بطموحنا والعمل ..
بصمودنا وتطلعنا للمستقبل الجميل.. ستمَلُنا الحروب.. وتغرق في سلامنا للأبد..
 
نحب وسننتصر بالحب..
وسنعيش جميعنا الحب والسلام والوطن..
الحجر الصحفي في زمن الحوثي