عيدروس يفتقر للعقل سياسي!!

ناصر الخضر
الاثنين ، ٢٢ مايو ٢٠١٧ الساعة ٠٤:١٧ مساءً
 
    من يتابع المشهد الجنوبي يكتشف بأن مسرحيات عيدروس أصبحت، بلا طعم، بلا حبكة فنية، بلا حتى تشويق، معروفة خواتيمها الكارثية، مطروقة مسالكها الروتينية، تشبه إلى حد ما اللعبة الأنقلابية التحشيدية في صنعاء مع اختلاف بعض إخراجها ومسوغاتها. 
 
 
    من قراءة بسيطة لمسار وتطور المشهد الجنوبي في سياق القيادات التي تتصدر مشهده، وتحديدا عيدروس وبن بريك، يبدو أن الجنوب يسير بمنعطف صعب أن نتجنب فيه فخاخ الأثرة، والأنانية وعجرفة الرؤية والقيادة، وسوء قراءتها لمعطيات الداخل والخارج، وحيثيات توجهاته واهتماماته. ومحددات سياساته شديدة التعقيد والتداخل. لم يفلح عيدروس حتى في قراءة المشهد الضالعي، وتوحيد رؤيته في مسار مشروعه المفخخ. فكيف له أن يحيط علما وإدراكا بطبيعة المشهد الجنوبي واليمني على وجه العموم؟ من كان عاجزا وجاهلا في استيعاب محركات الفعل الداخلي، وقراءة طموحاته وتنوع رغباته، فهو أعجز  في فهم تفاعل السياسات الخارجية، وميزان الربح والخسارة فيها.
 
 
   من يضع بيضه في سلة بعوضه ويتجاهل سيدة الجزيرة فقد أضاع نصف عقله، والنصف الآخر عندما رهن مشروعه الشخصي بالتناغم مع طهران الحوثي، ومد يده لابن آوى المخلوع.
 
 
   تتولد لدي قناعة مع كل كارثة عيدروسية، بأن الأخ عيدروس جاهل سياسيا، ولا يفقه في منهج السياسة، ولا لعبة العلاقات الدولية. فكيف تصدر مشهد الانفصال؟ لا أعرف تفاصيلها تماما، نقول لها حيثياتها، لكن النتيجة الطبيعية للظاهرة المفبركة وغير الواقعية أن يهوي سقوطه بتلك السرعة.
 
 
   حمل السلاح شيئ، وإدارة مقاليد السياسة شيئ آخر ياسيد عيدروس. طفرة علي عنتر لم تعد واردة ولا تتكرر نواميسها في أمثالك، أنت والأخ الرفيق قزمتم الضالع، وتسيرون برجالاته البواسل نحو الهاوية إن لم يأخذ العقلاء بأيديكم قبل خرق السفينة. قوة السلاح والتعبئة بحاجة لعقل سياسي يضبط إيقاعاتها، وأنت الأفشل في مضمار هذه المدرسة.
 
لو كنتم تتسلحون العقل ما  طفحتم بسموم عنصريتكم الانفصالية تجاه حتى جيرانكم، وشركاء المقاومة، وركزت السلطة في قرية بدلا من الجنوب. ثم تأتي لتمارس كذبة البطولة، وأنت لا تفقه جملتين على بعضهم في علم السياسة، وشحنها الخطابي، وتعتمد على .....في كتابة بياناتك العنصرية التحررية، التي لا تفقه طالع تراكيبها.
 
 
    رحمة بنفسك غادر مربع السياسة، واتركها لأهلها. يكفيك هوجائية وبلطجية السخاء بالفساد لأنها مكشوفة، ولا يمكن أن يتحمل الجنوب تكلفتها، وسوف تلفظك وأمثالك قريبا.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي