ذكرى الوحدة بين خطاب صالح التفريخي وخطاب هادي التأريخي

محمد القادري
الاثنين ، ٢٢ مايو ٢٠١٧ الساعة ٠٣:٤٤ مساءً
خطابان بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لتحقيق الوحدة اليمنية المباركة ، الأول للرئيس السابق علي عبدالله صالح ، والثاني لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، وحينما نقارن الواقع مع تلك الخطابات ، سنجد ان هناك فرق شاسع بين كليهما ، فرق ما بين السماء والارض والثرى والثريا ، والحق والباطل والكذب والصدق والليل والنهار .
 
قلة حياء ووقاحة عندما يتحدث صالح عن الوحدة ، متناسياً افعاله المشينة التي اساءت للوحدة وشجعت التمرد والانقلاب عليها ودعمت الاطراف المحاربة لها في الجنوب واستغلت الوحدة وصادرتها لحساب ذاتي خاص ، فعندما يتكلم صالح عن الوحدة ليس إلا كمثيل الثعلب الذي يثني على الديك ويطالب منه ان يحضر ليأذن لصلاة الفجر .
 
 صالح يعتبر أن الوحدة 
هي ان يصبح الحكم والثروة ملك له وحده 
وتنتقل السلطة من بعده 
إلى أحمد ولده 
ثم إلى ولد ولده 
وكأن اليمن الممتده
من المهرة إلى صعده
هي ملك ابيه وجده
 
 صالح يجيد خطابات وسياسة التفريخ 
فكل خطاباته تظهر عكس ما تبطن وتخالف الواقع وتغالط الحقيقة .
فهو يتكلم ليستخدم طرف ضد طرف ويلقي بمشاكل طرف على طرف ويحرض طرف على طرف من اجل ان يصبح الطرف الوحيد المستفيد .
واما سياسة التفريخ فإن صالح يستخدم تفريخ الاحزاب وتفريخ القبائل وتفريخ الجماعات وتفريخ الجنوب وتفريخ الشمال حتى تفرخت الوحدة بسبب سياسته !!
 
كم كان صالح يغالطنا ويدغدغ عواطفنا وهو يقول : 
الوحدة خط أحمر 
الوحدة او الموت 
وفي الاخير اتضح ان صالح اكبر انفصالي وانقلابي ، فهو من ساند الهجوم الحوثي على عدن مؤخراً للانقلاب على الشرعية ، وهو من شارك في وضع المخطط الإيراني الذي يقتضي انفصال اليمن مابين اذرع إيران في الجنوب كعيدروس الزبيدي ومن معه ، وبين اذرع إيران في الشمال كجماعة الحوثي ومن معها .
وهو بذلك يريد التخلص من الوحدة من اجل ان لا تظل اليمن موحدة يحكمها احد غيره فتتقدم وتنجح ويحسب ذلك النجاح الوحدوي لغيره ، بينما يريد ان يصبح هو من صنع الوحدة وحافظ عليها وانتهت بعد تركه للسلطة ولم يستطع من جاء بعده ان يحافظ عليها .
 
 بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة اتخذ صالح سياسة الاقصاء والتهميش والتفريخ والتجويع والافقار .
فقد نجح في اقصاء الاطراف المشاركة معه في الوحدة من خلال اتخاذ تصرفات جعلتها تتراجع عن موقفها الوحدوي التأريخي وتعلن الانفصال وشن عليهم حرباً وهزمهم وجعلهم حتى يومنا هذا مجرد انفصالين مرتدين .
واستخدم سياسة الافقار والتجويع للشعب اليمني مستنداً إلى المثل الشعبي الذي يقول "جّوع كلبك يعرفك" ، اي جوع مواطنك يعرفك وتجعله يفكر في بطنه فقط ولا يفكر في اي شيئ آخر حتى يتسنى لك تحقيق اهدافك كما تريد وتظل قوياً في الحكم والسلطة والتوريث .
بينما اهدر صالح الثروة ولم يستغلها لبناء اقتصاد قوي لليمن ، فقد باع ميناء عدن بثمن بخس ، وباع الغاز المسال لكوريا بسعر اقل مما يشتريه المواطن اليمني داخل بلده ، وتقاسم عائدات النفط مع عدة مسؤولين نافذين ، وصادر اغلب الايرادات ليبني له ثروة خاصة ، بينما لم يقم ببناء دولة حقيقية من خلال استغلال الفرصة التي اتاحتها له الوحدة اليمنية .
 
 صالح قال في خطابه ان المرتد عن الوحدة يعتبر مثل الردة عن الإسلام .
ماشاء الله عليك ياصالح اصبحت علامة كبير .
طيب يا صالح ومن يدعم مخططات الانفصال ومشاريعها الانقلابية ويقف معها ويتحالف ماذا نسميه ؟ 
والذي ترك السلطة وغادرها من الباب ولكنه انقلب على ولي الأمر وتحالف مع المكونات الانفصالية من اجل ان يعود للسلطة من النافذة ماذا نسميه ؟
أفتنا يا علي عفاش بارك الله فيك ! 
اعتقد ان صالح سيلقي خطبة جمعة في جامع الصالح خلال الاسابيع القادمة مثل صالح الصماد الذي القى خطبة في الجامع الكبير ،،، وبعدها سنقول فضيلة العلامة والحبر الفهامة الذي دام اليمن دوامه علي بن أبي عفاش مهدم الثوابت الوطنية ومحارب الوحدة اليمنية !!
 
 أما بالنسبة للخطاب الذي القاه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين للوحدة اليمنية العظيمة ، فهو يعتبر خطاب تأريخي ، أعطى للوحدة مكانتها وعظمتها وقيمتها ، وشخص المشكلة تشخيص دقيق ، وبرء الوحدة من الذين اساءوا لها وشوهوا صورتها العبقة ويسعون للقضاء عليها ، بينما برء اولئك الذين يدعون صناعة الوحدة وهم من اساءوا لها وحاربوها من ادعاءاتهم الوحدوية الكاذبة والمخادعة ، فخطاب الرئيس هادي هو خطاب منطقي واقعي موضوعي يوضح المشاكل ويطرح الحلول وينطلق نحو المستقبل المشرق ، ولو اتحدث عنه فالكلام سيطول ولكن عليكم ان تقرأو ذلك الخطاب وتقارنوه مع الواقع ، واقرأو خطاب صالح وقارنوه مع الواقع ، وستعرفون الفرق ولكم الخيار .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي